31/10/2010 - 11:02

المحكمة العليا الاسرائيلية ترفض التماسا ضد تعيين حالوتس نائبا ليعلون

الالتماس قدمته حركة "يوجد حد" ضد تعيين حالوتس لمنصب نائب القائد العام للجيش بسبب تصريحات دموية اطلقها خلال توليه لمنصبه كقائد لسلاح الجو، وجرائمه ضد الفلسطينيين

المحكمة العليا الاسرائيلية ترفض التماسا ضد تعيين حالوتس نائبا ليعلون
رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية، اليوم الاربعاء، التماسا قدمته منظمة "يوجد حد" و"الطيارون الرافضون للخدمة العسكرية" وعدد كبير من الأكاديميين من اليسار الإسرائيلي، ضد تعيين الميجر جنرال دان حالوتس نائبًا لرئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي.

وكان الملتمسون قد توجهوا الى المحكمة العليا بالتماسهم هذا، قبل تعيين حالوتس في منصبه الجديد، الذي انتقل اليه من سلاح الطيران.

واعتمد الالتماس على التماس سابق لم تبت فيه المحكمة العليا بعد، ويتعلق بطلب فتح تحقيق جنائي ضد حالوتس، على خلفية الكثير من الجرائم التي نفذها سلاح الجو الاسرائيلي في عهده، خاصة خلال عمليات الاغتيال التي استهدفت شخصيات المقاومة الفلسطينية، والتي اوقعت عشرات الضحايا من بين المدنيين، كعملية اغتيال صلاح شحادة، من حركة حماس، الذي اغتيل في منزل كان يقوم في حي مكتظ بالسكان في قطاع غزة، ما اسفر عن وقوع مذبحة اسفرت عن مقتل 14 فلسطينيا.

وقد اعترفت قيادة الجيش الاسرائيلي في حينه بأنه تم اغتيال شحادة رغم معرفتها بوجود مدنيين، بما فيهم أطفال، إلى جانبه. وبلهجة اجرامية قال حالوتس، آنذاك، إنه لا يشعر عندما يطلق قذيفة في عملية كهذه، بأكثر من "ارتجاج خفيف تحت جناح الطائرة". كما قال في تصريحات لاحقة ادلى بها لصحيفة هآرتس، انه ابلغ جنوده بأن عليهم الا يخافوا من انتقادات من وصفهم بالمتجملين، قائلا لهم انه يمكنهم النوم بارتياح، وانه هو شخصيا ينام مرتاح البال.

وكان القضاة قد أصدروا، قبل عدة أشهر، أمراً يلزم حالوتس بتقديم تصريح يشرح فيه ما نسب إليه في ذلك اللقاء. وفي رده على الالتماس زعم حالوتس إنه "شخص أخلاقي" و"لم يهدف إلى الاستخفاف بحياة الأبرياء وأنه عمل بشكل متواصل على تثقيف جنوده على قيم قدسية الحياة والقيم الأخلاقية"!. وفسر تصريحاته في الصحيفة على أنها جاءت لمساندة جنوده في مواجهة ما أسماه "الهجمة غير المسبوقة" عليهم.

ورغم رفض القضاة للالتماس إلا أنهم انتقدوا تصريحات حالوتس تلك. وكتب القاضي أدموند ليفي: "يجب إبداء الأسف تجاه الهجة التي تنم عنها المقابلة، بل وعلى بعض التصريحات التي شملته والتي كان يفضل ألا تقال، خاصة من قبل لواء في الجيش، من كان قائداً لسلاح الجو الإسرائيلي. الوعي يقول إن الشخص الذي يشكل قدوة لكثير من الأشخاص، يفترض به اختيار كلماته بحذر والتفكير مسبقاً بأبعادها، قبل إقدامه على صياغتها بشكل فظ ومناطح من على صفحات جريدة".

كما تطرق القاضي ليفي، في معرض قراره، إلى ادعاء حالوتس بأنه أدلى بتصريحه ذاك لمساندة جنوده، وكتب القاضي: "رغم إيلائي الأهمية للقيمة الهامة الكامنة في مساندة الجنود، بشكل عام، وفي ضوء ما تعرضوا له من هجوم غير مسبوق، بشكل خاص، إلا أنني لا أعتقد أنه كان من الضروري تدحرج الأمور بهذا الشكل. يجب ألا تشمل الرسالة التي يتم تحويلها إلى الجنود، التأكيد بأن من أرسلهم لن يتخلى عنهم، فقط، وإنما، أيضاً وأولاً، التأكيد على الأهمية البالغة لقيمة الحياة، وابداء مشاعر الأسف ازاء فقدان حياة الأبرياء، سواء كانوا من الإسرائيليين أو الفلسطينيين".

اضافة الى جريمة قتل المدنيين الابرياء خلال عملية اغنيال شحادة، يتحمل حالوتس المسؤولية عن سلسلة من الجرائم التي ارتكبها سلاح الجو الاسرائيلي في عهده، ومنها المذبحة التي اسفرت عنها عملية قصف سيارة في شارع مكتظ في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، في اكتوبر الماضي والتي اوقعت 14 شهيدا غالبيتهم من المدنيين.

كما يتحمل حالوتس مسؤولية قتل الابرياء في جرائم الاغتيال التي استهدفت محمد سدر في الخليل في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2001، حيث فشل طيارو حالوتس باغتيال سدر، لكنهم قتلوا طفلا (10 اعوام) وفتى (16 عاما). وهكذا حدث، أيضاً، في عملية اغتيال قادة حماس في نابلس، جمال منصور وجمال داموني، في يونيو/ تموز من عام 2001، حيث قتل طفل في الثامنة وطفل في العاشرة، كانا يسيران في الشارع وأصيبا بشظايا الزجاج المتطاير من شبابيك مقر قيادة حماس.

وحدث ذلك ايضا في طوباس، في نهاية اب 2002، عندما حاول سلاح الجو اغتيال شخصية فلسطينية من المقاومة، فقتل خمسة فلسطينيين ابرياء، بينهم طفلان.

بعد عملية قصف دامية في مخيم النصيرات يف قطاع غزة، وجهت الى حالوتس تهمة استخدام صواريخ فتاكة، ادت الى قتل الابرياء . واتهم حالوتس، ايضا، باخفاء معلومات والكذب على الجمهور. الا انه حظي بمساندة من رئيس هيئة الاركان ووزير الامن، حيث ادعيا ان الجيش لم يستخدم صواريخ فتاكة وان المعلومات التي ادلى بها حالوتس، في حينه، حول نوع السلاح المستخدم، جاء لغايات عملياتية فقط.

يشار الى ان اكاذيب حالوتس وتصريحاته الاجرامية جعلت بعض الضباط في سلاح الجو يخرجون ضده معلنين رفضهم الخدمة في سلاح يتعمد قتل الابرياء. وقد اثارت القضية في حينه ردود فعل كبيرة في المجتمع الاسرائيلي، كونها المرة الاولى التي يخرج فيها رافضون للخدمة من صفوف سلاح الجو، الذي اعتبر حتى ذلك الوقت منفذا للاوامر بطاعة عمياء.

التعليقات