المستوطنون: "قانون الاخلاء والتعويض سيشكل قاعدة لطرد العرب"!

بعد 23 عاما من التصويت على اخلاء مستوطنات "يميت" في سيناء، صوت الكنيست الاسرائيلي، مساء اليوم، على قرار يعتبره الاسرائيليون "تاريخيا" في المشروع الاستيطاني على الاراضي الفلسطينية المحتلة. والمقصود قانون "الاخلاء والتعويض" الذي يفترض بعد المصادقة عليه ان تبدأ الحكومة الاسرائيلية التحضير لاخلاء مستوطنات قطاع غزة، واربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية، واعادة انتشار الجيش الاسرائيلي هناك، في وقت يبدو فيه واضحا ان صاحب هذه الخطة، اريئيل شارون، سيعمل يف المقابل على ترسيخ الاحتلال في الضفة الغربية وضم المزيد من التكتلات الاستيطانية الى اسرائيل، حسب ما يؤكده قولا وعملا.

وبعد اجتيازه للجنة القانون والدستور، يوم الاحد الماضي، وللكنيست، اليوم، يبقى على شارون اجتياز رفاقه في الحكومة الذين يعارضون تنفيذ الخطة، او يشترطون تنفيذها باجراء استفتاء شعبي. ويحاول شارون شراء تأييد هؤلاء من خلال طرح صفقة عليهم، كما نشرت وسائل الاعلام الاسرائيلية، امس، حيث سيطرح على طاولة الحكومة، يوم الاحد المقبل، اقتراحين، الاول: مشروع اخلاء المستوطنات في القطاع وشمال الضفة نهائياً، والثاني الشروع ببناء جدار الفصل العنصري في منطقة جبل الخليل والتكتل الاستيطاني المسمى غوش عتصيون، ما يعني ضم مساحة شاسعة اخرى من الاراضي الفلسطينية على غرار ما تم في منطقة تكتل مستوطنات اريئيل.

والى ان يتم الشروع بتنفيذ خطة فك الارتباط، في منتصف شهر تموز المقبل، يعد المستوطنون وانصارهم من اليمين الاسرائيلي المتطرف، بخوض حرب اعلامية وشعبية واسعة ضد اخلاء المستوطنات، وتوعدوا شارون وحكومته بالمزيد من المواجهة ومحاربة ما يسميه مجلسهم "طرد اليهود"!

وقد اتهم هذا المجلس الكنيست، اليوم، "بالتخلي عن طريق الصهيونية والاستيطان وعن امن اسرائيل لصالح خطة الهرب" حسب تعبيرهم. واعتبر هذا المجلس يوم التصويت على الخطة "يوما اسود للديموقراطية" .

من جهته اعتبر مجلس حاخامات المستوطنات ان المصادقة على القانون في الكنيست لا تمنحه الشرعية حسب التوراة الاسرائيلية!

واعتبر هؤلاء المتطرفون ان القانون يتيح "طرد اليهود من بيوتهم مقابل التعويضات" وعليه برأيهم "سيشكل قاعدة لطرد العرب"!

وخرج اليمين الاسرائيلي المتطرف عن جلدته اثر المصادقة على القانون في الكنيست. واعتبر تسفي هندل، من الاتحاد القومي ان المصادقة على القانون لا تعني انه سينفذ.

اما شاؤول يهلوم من كتلة المفدال، فاعتبر التصويت على القانون "يوما اسود للشعب الاسرائيلي"

ويزعم ان "الكنيست احدثت تمزقا في قلب الامة، يشك بأنه يمكن لحمه في يوم ما"!

في الليكود خرج المتمردون على شارون ضد القانون، لكن النائب ميخائيل ايتان دعا الى الانصياع للقانون رغم معارضته له. وقال ان اساليب اللعبة تغيرت في كل ما يتعلق بمعارضة تنفيذ الخطة.

وفي حركة سلام الان، اليسارية ، دعا امين عام الحركة الى تطبيق قانون الاخلاء على كل المستوطنات في الضفة الغربية، ايضا، وبالتالي ترسيم الحدود النهائية لدولة اسرائيل.