انتخاب مطران كنيسة القيامة ثيوبيلوس، خلفا للبطريارك ايرينيوس

انتخب المجمع المقدسي لكنيسة الروم الأورثوذكس مطران كنيسة القيامة في القدس الشرقية، ثيوبيلوس، بطرياركا جديدا للكنيسة خلفا للبطريارك ايرينيوس الأول الذي اقيل من منصبه على خلفية صفقة بيع عقارات وممتلكات تابعة للبطريركية في منطقة باب الخليل في البلدة القديمة من القدس لجهات يهودية متطرفة

وكانت الانتخابات قد جرت اليوم، بعد ان ردت المحكمة المركزية الاسرائيلية في القدس، الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم (الاثنين)، طلب الخوري يعقوب الياس ابو عقل، أحد مساعدي ايرينيوس الاول ، منع الانتخابات بادعاء انها غير قانونية.
وفي حديث مع موقع "عرب48"، قال المحامي علاء محاجنة، من مكتب المحامي مازن قبطي الذي يتولى المرافعة عن المجمع المقدسي والبطرياركية اليونانية والقائم بأعمال البطريارك كورنيليوس رودوسكيس، ان ابو عقل قدم الطلب الى المحكمة، امس الاحد، في محاولة لمنع الانتخابات الجارية اليوم.

واضاف محاجنة ان مكتب المحامي قبطي طلب من المحكمة رد الطلب مسوغا ذلك بأن المحكمة الاسرائيلية لا تملك صلاحية البت في مواضيع تتعلق بانتخاب او اقالة البطريارك، كما ان طلب منع الانتخابات جاء متأخراً لأن الانتخابات بدأت، عمليا، قبل ثلاثة أشهر.

كما قال مكتب المحامي قبطي ان هذا الطلب جاء فقط لعرقلة الانتخابات وجر يد المحاكم الاسرائيلية للتدخل في القضايا الداخلية للكنيسة.

يذكر ان هذا هو الاستئناف الثالث الذي يقدمه مساعدو ايرينيوس ضد قرار اقالته وانتخاب خليفة له وتعيين كورنيليوس قائما بأعمال البطريارك.

وكانت المحكمة المركزية الاسرائيلية، في القدس وحيفا، قد امتنعت في المرتين السابقتين، عن التدخل في الأمر، وردت المحكمة المركزية الاسرائيلية في القدس في 19 تموز الماضي، الدعوى التي قدمها ايرينيوس الاول اليها والتي طالب فيها بمنع التئام مؤسسات الكنيسة لانتخاب بطريرك جديد خليفة له.

وكان البطريرك ايرينيوس قد طلب من المحكمة اصدار أمر احترازي يلغي انتخاب المتروبوليت كورنيليوس كبطريرك مؤقت ومنع انعقاد المجمع المقدس للبطريركية الذي يضم 17 مطرانا لانتخاب بطريرك جديد.

وقررت القاضية في حينه ان المحكمة الاسرائيلية لا تملك صلاحية النظر في مسألة تعيين بطريرك او عزله "كونها خلاف داخل طائفة دينية".

واضافت القاضية ان ايرينيوس "اخفى عن المحكمة" المركزية في القدس حقيقة قيامه بتقديم دعوى مماثلة الى المحكمة المركزية في حيفا التي ردت الدعوى بدورها.

وقررت المحكمة المركزية في القدس، اليوم، رد الاستئناف الثالث لايرينيوس، وتبني ادعاء الدفاع، مكتب المحامي مازن قبطي. وقررت انه حسب المادة الثانية من قانون الانتداب البريطاني "اوامر الملك في مجلسه" - الاماكن المقدسة- سنة 1924 - ، والذي تبنته اسرائيل، تعتبر الامور المتعلقة بانتخاب او اقالة البطريارك مسائل داخلية لا تملك المحاكم الاسرائيلية صلاحية البت فيها. كما صادقت المحكمة على ادعاء الدفاع بأن طلب تأجيل الانتخابات جاء متأخراً، وعليه يتواصل في القدس الشرقية اجراء الانتخابات التي ينافس فيها 13 مرشحاً على منصب البطريارك.

وكانت السلطة الفلسطينية والحكومة الأردنية قد صادقتا على قائمة المرشحين الـ13 للمنافسة على المنصب، لكن اسرائيل ترفض، حتى الآن، الاعتراف باقالة ايرنيوس وتواصل التعامل معه، وعليه ترفض ايضا الاعتراف بقائمة المرشحين.

على الصعيد ذاته يدعي رئيس حزب "المفدال" اليهودي المتشدد، زبولون اورليف، ان بحوزته وثائق تؤكد ان الحكومة الاردنية والسلطة الفلسطينية اشترطت المصادقة على كل واحد من المرشحين لتولي المنصب، بتوقيع التزام يتعهد فيه بالعمل على الغاء الاتفاقيات التي تم بموجبها بيع املاك تعود للكنيسة الى الاسرائيليين.

ويذكر ان المجمع المقدس واخوية القبر المقدس وهما اعلى هيئتان لبطريركية القدس كانتا قد اقرتا عزل ايرينيوس عن كرسي البطريركية على خلفية صفقة بيع عقارات وممتلكات تابعة للبطريركية في منطقة باب الخليل في البلدة القديمة من القدس لجهات يهودية متطرفة وتحميل ايرينيوس مسؤولية هذه الصفقة.