31/10/2010 - 11:02

بعد فشل المحادثات: باراك يتوجه إلى واشنطن؛ عباس: لا عودة للمفاوضات بدون تجميد الاستيطان بشكل تام

إسرائيل تحمل السلطة الفلسطينية التي تصر على تجميد الاستيطان كشرط للمفاوضات مسؤولية فشل مهمة ميتشيل * تضاؤل فرص عقد قمة ثلاثية في نيويورك تجمع أوباما مع نتانياهو وأبو مازن..

بعد فشل المحادثات: باراك يتوجه إلى واشنطن؛ عباس: لا عودة للمفاوضات بدون تجميد الاستيطان بشكل تام
بعد فشل المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشيل، في تليين مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووصول المحادثات إلى طريق مسدود، قررت الحكومة الإسرائيلية إيفاد وزير الأمن إيهود باراك إلى واشنطن، للتخفيف من حدة التوتر ومحاولة التوصل إلى صيغة تتيح عقد القمة الثلاثية بين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، برعاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي ستطلق في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.

وأكدت مصادر إسرائيلية أن باراك سيقوم بزيارة قصيرة إلى واشنطن يوم الاثنين المقبل يلتقي خلالها مع وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس ويتوقع أن يعقد لقاءات مع مسؤولين أمريكيين آخرين. وتوقعت مصادر ديبلوماسية أن الزيارة تأتي في إطار جهود اللحظات الأخيرة إلى إخراج القمة الثلاثية إلى حيز التنفيذ بالرغم من فشل الجهود التي قادها ميتشيل.

وقد انتهت المحادثات التي أجراها ميتشيل، في الأيام الأخيرة مع الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية إلى الفشل.
ونقل عن مصدر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية قوله إنه لم يحصل أي تقدم في المحادثات المكثفة التي جرت، ولم يتم تحديد موعد لعقد قمة ثلاثية تجمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وقال المصدر نفسه إن المحادثات التي جرت لم تؤد إلى حصول أي تغيير في الوضع، لم يحدد موعد لقمة ثلاثية ولم يحصل أي تقدم.

وأشار المصدر إلى أن نتانياهو ينوي التوجه الأربعاء إلى مقر هيئة الأمم المتحدة في نيويورك في زيارة تستغرق 30 ساعة يلقي خلالها كلمة أمام الجمعية العامة. كما أشار المصدر إلى أن مكتب رئيس الحكومة لم يستثن إمكانية حصول تغيير فجائي في الوضع وعقد القمة المشار إليها، وعليه فإن الطائرة التي تقله إلى نيويورك الأربعاء تبقى في حالة استعداد لإمكانية تقديم موعد السفر إلى الثلاثاء أو الإثنين.

وادعى مكتب رئيس الحكومة أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود بسبب المواقف التي عرضها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس. وقال مصدر في مكتب رئيس الحكومة إن إسرائيل لن تبادر إلى إجراء محادثات سياسية خلال "عيد رأس السنة العبرية"، وأنها تنتظر إمكانية أن يحقق الأمريكيون تقدما في المحادثات مع الفلسطينيين في الأيام القريبة.

كما أشار المصدر إلى أن إسرائيل على استعداد للمشاركة في القمة بدون شروط مسبقة.

وفي السياق ذاته، قال مسؤول المفاوضات في السلطة الفلسطينية، صائب عريقات، في ختام اجتماع ميتشيل – عباس، إن المبعوث الأمريكي لم يفلح في التوصل إلى صيغة متفق عليها بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لاستئناف المفاوضات بينهما ولم يحقق أي شيء خلال جولته الحالية في المنطقة.

وأكد عريقات مرة أخرى على تجميد عملية البناء في المستوطنات كشرط لاستئناف المفاوضات. كما أشار إلى أن أبو مازن جدد التزامه بكافة الاستحقاقات التي تضمنتها المرحلة الأولى من خارطة الطريق.

وقال عريقات: "سنستمر بتعاوننا مع إدارة الرئيس الأمريكي أوباما والسيناتور ميتشل وباقي أعضاء اللجنة الرباعية".

هذا وجدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اليوم، تأكيده على ضرورة التزام إسرائيل بوقف الاستيطان قبل العودة للمفاوضات.

وشدد عباس في مؤتمر صحفي عقده بمقر الرئاسة المصرية بالقاهرة عقب لقائه الرئيس المصري محمد حسني مبارك، على أن العائق الأساسي أمام استئناف المفاوضات هو تهرب إسرائيل من الاستحقاقات الواردة في خطة خارطة الطريق، وبخاصة في البند الأول المطالب بوقف الاستيطان بشكل كامل.

وقال عباس: 'ما حصل معنا في الأيام الماضية أن السيناتور جورج ميتشيل المبعوث الأميركي للسلام قام بأكثر من جولة بمنطقة الشرق الأوسط، وزارنا أكثر من مرة، كما زار مصر وعدد من الدول العربية، وخلاصة ما وصل إليه هو أنه كان يبحث عن اتفاق من أجل الوقف الكامل للاستيطان حسب خطة خارطة الطريق، ولكنه في النهاية لم يتمكن من الوصول لهذا الاتفاق.

وعزا رئيس السلطة الفلسطينية عدم التوصل لاتفاق يتعلق بوقف الاستيطان خلال جولة المبعوث الأميركي إلى 'تمسك الطرف الإسرائيلي بأمور لا يحتملها لا الطرف الفلسطيني ولا الأميركي، وأبرز هذه الأمور استثناء القدس والمباني قيد الإنشاء والمباني الحكومية وغيرها من وقف الاستيطان'.

وشدد عباس على أن الحديث عن وقف الاستيطان لمدة تسعة أشهر يبقى أمرا شكليا ونظريا، لأنه لا يكون على أرض الواقع وقف حقيقي للاستيطان.


وأضاف عباس قائلا: 'في ضوء جولة ميتشيل بإمكاننا القول أن الاتفاق بشأن الاستيطان لم يحصل، وهذا يتطلب جهود أخرى في المستقبل، وما دام لم يحدث هذا فاستئناف المفاوضات الذي كان ممن الممكن أن يعلن في واشنطن لن يتم، نظرا لعدم وجود اتفاق حول وقف الاستيطان'.

وأكد عباس أن الأساس هو ما ورد في خطة خارطة الطريق في البند الأول والثاني والثالث، مضيفا: 'حتى أنهم حاولوا أن يغيروه 'في إشارة لإسرائيل'، فلم يستطيعوا، وبالتالي نؤكد لا يوجد اتفاق حول الاستيطان، ولا يوجد حديث عن استئناف المفاوضات بعد جولة ميتشيل الأخيرة'.

وعبر عباس عن اعتقاده بأنه عقب اجتماعات الأمم المتحدة، سيستأنف المبعوث ميتشيل مساعيه للوصول لاتفاق يتعلق بالاستيطان بما يعطي دفعة لعملية السلام.

وردا على سؤال حول المطلوب عمله أميركيا في ظل التعنت الإسرائيلي، أجاب: 'المطلوب من الجانب الأمريكي الاستمرار في الالتزام بالبند الأول في خطة الطريق الواضح، والذي يقول 'لا بد من وقف الاستيطان بشكل كامل بما فيه النمو الطبيعي'، والحكومة الإسرائيلية لا تريد هذا وبالتالي لا يمكن أن تكون هنالك أرضية مشتركة بين إسرائيل من جهة وبيننا من جهة أخرى'.

التعليقات