31/10/2010 - 11:02

بيرس يعلن دعمه لشارون ويعتبره "اكثر شخصية ملائمة لقيادة اسرائيل خلال السنوات المقبلة"!

في مؤتمر صحفي قال بيرس ان هناك تناقضات بين حزب العمل والوضع السياسي، مضيفا انه اتفق مع شارون على انشاء مثلث للتعاون الاقتصادي مع الاردن والفلسطينيين بدعم اوروبي

بيرس يعلن دعمه لشارون ويعتبره

اعلن الزعيم السابق لحزب العمل الاسرائيلي شمعون بيرس، في مؤتمر صحفي عقده الساعة الثامنة من مساء اليوم، الاربعاء قرار انسحابه من حزب العمل ودعم حزب "كديما" الذي أسسه رئيس الحكومة اريئيل شارون، معتبرا ان شارون هو الشخص الاكثر ملائما لقيادة اسرائيل خلال السنة الحالية والسنوات المقبلة.

ولم يخل خطاب بيرس الذي استغرق نحو عشر دقائق، ورفض خلاله الرد على اسئلة الصحفيين، من محاولة تبرير اتخاذ قراره هذا والتباكي على حزب العمل، مدعيا انه استصعب اتخاذ قرار استقالته من الحزب. وحسب قوله فانه سأل نفسه عن الامر المركزي الذي تقف امامه دولة اسرائيل خلال السنة الحالية والسنوات القادمة، وانه توصل بلا شك الى ان هذا الامر هو التقدم في العملية السياسية . كما انه سأل نفسه عن المكان الذي يمكنه من خلاله المساهمة خلال السنوات المقبلة في تحقيق ذلك، ووجد ان مكانه يجب ان يكون في المجال الذي سيحقق السلام والتقدم الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، على حد تعبيره.


وقال بيرس انه لا يفكر بأنه يمكن في ضوء المبنى السياسي الحالي دفع العملية السلمية الا من خلال " ائتلاف من اجل السلام والتطوير". واعتبر اريئل شارون "اكثر شخصية مناسبة للوقوف على رأس تحالف كهذا، حسب امتحان النتائج"، على حد تعبيره.


وقال بيرس انه اجرى محادثات مع شارون واقتنع "باصراره على المضي في العملية السلمية وانه يصغي لافكار خلاقة في سبيل تحقيق السلام والامن"، ولذلك قرر دعم انتخابه والتعاون معه من اجل تحقيق هذه الاهداف.


وقال بيرس انه لم يتوصل الى هذا الاستنتاج بسهولة، وانه وجد تناقضات بين حزبه (العمل) وبين الوضع السياسي الحاضر، وبدون التقليل من العلاقة الشخصية مع الطريق التاريخي للحزب والاف الاعضاء فيه وجد ان عليه تفضيل المعيار الملح والأكبر.


وحسب قوله فانه تعلم من معلمه دافيد بن غوريون "تفضيل الدولة على الحزب". وقال ان نشاطه الحزبي وصل الى نهايته، اما مساهمته للسلام و"تطوير النقب والجليل" فلم تنته. وانه قرر تكريس السنوات القادمة "لدعم الجهود العليا من اجل تحقيق السلام مع جيران اسرائيل ومن خلال التعاون الداخلي".


وقال انه ناقش مع اريئيل شارون اضافة الى تنفيذ خارطة الطريق اقامة مثلث تعاون اقنصادي مع الاردن والفلسطينيين والعمل كي يتمتع هذا المثلث بمكانة خاصة في الاتحاد الاوروبي وتجنيد موارد دولية حكومية وخاصة بحجم واسع، وبدء محادثات مع الولايات المتحدة من اجل ضمان امن المنطقة مقابل المخاطر الايرانية وانفلات "الارهاب".


وكان بيرس توجه عقب عودته الى البلاد، مساء اليوم، الى مكتبه في تل ابيب وأجرى سلسلة من المحادثات الهاتفية والمشاورات مع المقربين منه، خلص في نهايتها الى قرار الانسحاب من حزب العمل وقبول الصفقة التي عرضها عليه شارون، في مطلع الاسبوع، وفي جوهرها انسحابه من العمل ودعم حزب شارون من الخارج مقابل تسلمه لملف رفيع اذا تمكن شارون من تشكيل الحكومة القادمة.


ونفى الناطق بلسان بيرس ان يكون قوله بأن نشاطه السياسي قد انتهى يعني نيته الاستقالة من الدورة الحالية للكنيست، وان ما قصده هو انه لن يرشح نفسه للكنيست القادمة.

وكان بيرس قد اعلن قبل سفره الى برشلونة، حيث شارك في المؤتمر الاورو-متوسط، انه سيعلن قراره النهائي عقب عودته الى البلاد.

وفي تصريح لوكالة الأنباء "أي بي" ظهر يوم أمس، قال مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية، ليئور حوريف، ان شمعون بيرس سيترك حزب العمل وينضم كوزير كبير في حكومة شارون بعد الإنتخابات.

وبحسب أقوال حوريف فإن بيرس لن ينضم إلى حزب شارون الجديد "كديما" بل سينضم إلى الحكومة وسيكون المسؤول عن ما يسمى "تطوير (تهويد) الجليل والنقب"!

ويأتي قرار بيرس هذا في ضوء فشله المتكرر في الانتخابات الداخلية التي اجراها حزب العمل، في السنوات الاخيرة لانتخاب رئيس له، وقد حظي برئاسة الحزب خلال الفترة الماضية بالتزكية بعد استقالة الرئيس السابق عمرام متسناع.

يشار الى ان الوزيرة دالية ايتسيك، والوزير حاييم رامون، وهما من انصار بيرس، اعلنا انضمامهما الى حزب شارون. كما انضم الى شارون عدد من المقربين الآخرين من بيرس.

بيلين:بيرس انتقل الى سوق يبيع منتوجات فاسدة


ودعم زميل بيرس السابق في حزب العمل، الرئيس الحالي لحركة ميرتس، يوسي بيلين، قرار شمعون بيرس، وقال انه ترك السوق الفكري المسمى حزب العمل وبصدق". الا ان بيلين هاجم انضمام بيرس الى "سوق شارون، الذي يعرض منتوجات فاسدة"، حسب تعبيره.

اما عضو الكنيست اوفير باز بينس فاعتبر التسويغات الايديولوجية التي طرحها بيرس لتبرير دعمه لشارون "واهية ومخجلة". وحسب رأيه فان حزب العمل "هو اكثر الاحزاب التزاما بالسلام ومحاولة بيرس تسويغ تركه للحزب بسعية الى السلام هو امر محزن".


اما الناطق بلسان حزب الليكود فقال معقبا على قرار بيرس "ان انضمام بيرس بعد حاييم رامون ودالية ايتسيك الى حزب "كديما" يثبت ان المقصود حزبا يساريا اخر سيقودنا نحو طريق اوسلو".

التعليقات