تبادل تقارير بين حزب الله وإسرائيل وتوقيع اتفاق تبادل الأسرى

أكدت مصادر إسرائيلية أن المبعوث الخاص لرئيس الوزراء لشؤون الأسرى والمفقودين عوفر ديكيل، توجه يوم أمس إلى ألمانيا للقاء الوسيط الألماني، غرهارد كونراد، لتسلّم التقرير الذي أعده حزب الله حول جهوده لتقصي مصير الجندي الإسرائيلي المفقود، رون أراد، وبالمقابل سيسلم الوسيط الألماني تقريرا إسرائيليا حول الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين فقدت آثارهم في لبنان أبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.

وأفادت مصادر إسرائيلية أن الخطوط العريضة لتقرير حزب الله يخلص إلى أن أراد لقي حتفه عام 1982 ومكان دفنه غير معروف. في حين ينفي التقرير الإسرائيلي حول مصير الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة، وجودهم في السجون الإسرائيلية، ويلمح إلى أنهم قتلوا بيد أطراف لبنانية. بينما تصر عائلاتهم وفقا لمعلومات حصلوا عليها من أسرى فلسطينيين أنهم مازالوا على قيد الحياة في السجون الإسرائيلية.

وذكرت صحيفة السفير اللبنانية أن ديكيل وقع يوم أمس على اتفاقية التبادل بصيغتها الرسمية، كما وقع ممثل حزب الله (على الأرجح رئيس لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا)، على الاتفاق، وكذلك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الوسيط الألماني كونراد غيرهارد.

وفي غضون ذلك ستبدأ الحاخامية العسكرية، في الساعات القريبة بكشف القبول واستخراج رفات شهداء لبنانيين وفلسطينيين وعرب من أجل تسليمهم لحزب الله بواسطة ممثلي الأمم المتحدة في إطار الصفقة تبادل الأسرى. وأفادت تقديرات مسؤولين أمنيين إسرائيليين أن إتمام الصفقة سيكون في منتصف الشهر في حدود 15 و16 تموز الجاري.

وقد أعلن قائد المنطقة الشمالية، غادي أيزنكوت مقبرة الأرقام الواقعة قرب مستوطنة "عميعاد"، والتي يتم فيها دفن المقاتلين العرب ولافلسطينيين، منطقة عسكرية مغلقة، تمهيدا للبدء باستخراج ارفات. وقد استدعت قيادة منطقة الشمال الحاخامية العسكرية الاحتياطية في الجيش الإسرائيلي من أجل البدء بكشف القبور واستخراج الرفات، تمهيدا لتسليمها في إطار صفقة التبادل.

وسيتسلم حزب الله، في إطار الصفقة، أسراه الخمسة من بينهم سمير القنطار، وجثامين 200 شهيد، بينهم جثامين عشرة مقاتلين تابعين لحزب الله وجثامين شهداء مدنيين لبنانيين وفلسطينيين وعرب، ومن بين الجثامين/ جثمان دلال المغربي قائدة عملية الحافلة الشهيرة التي نفذت عام 1978 وقتل فيها 35 إسرائيليا في شارع الشاطئ. وتشمل الصفقة أيضا إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وفقا لرسالة تعهد إسرائيلية للأمين العام لأمم المتحدة لم يحدد عددهم. وقد تتم الصفقة على عدة مراحل إلا أن ذلك لم يتضح.

وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يوم أمس، الأحد، أن صفقة تبادل الأسرى المزمع تنفيذها بين حزب الله اللبناني ودولة الاحتلال تشمل أسرى وجثامين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ووصف عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ومسؤولها في الخارج د.ماهر الطاهر، الصفقة بـأنها «إنجاز كبير حققته المقاومة اللبنانية الباسلة بقيادة حزب الل»ه.

وقدرت مصادر إسرائيلية أن تستمر عملية إخراج الجثامين ووضعها في صناديق خاصة عدة أيام، وتوقعت أن تخرج الصفقة إلى حيز التنفيذ مطلع الأسبوع المقبل.