31/10/2010 - 11:02

تصعيد: باراك يصدر تعليمات باستدعاء مزيد من جنود الاحتياط ؛ ساركوزي سيزور المنطقة للعب دور وساطة

اقتراح فرنسي لهدنة 48 ساعة * تراجع في لهجة التصعيد – هل هو تراجع حقا أم استعداد للانقضاض? * أشكنازي كان هناك لحظات صعبة ؛ بيرس الحملة لا تشبه حملات سابقة

تصعيد: باراك يصدر تعليمات باستدعاء  مزيد من جنود الاحتياط ؛ ساركوزي سيزور المنطقة للعب دور وساطة
أصدر وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، تعليمات باستدعاء 2500 جندي احتياط للخدمة، تمهيدا على ما يبدو لشن عمليات عسكرية برية في قطاع غزة. وينضم هؤلاء لـ 6700 جندي تم استدعاءهم قبل أيام.

وجاءت هذه الخطوة في ظل مساع فرنسية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتراجع حدة لهجة التصعيد الإسرائيلية. وبعد أن تواردت الأنباء عن إمكانية قبول سلطات الاحتلال بهدنة قد تتطور إلى تهدئة.

ويأتي اتساع رقعة سقوط الصواريخ ووصولها لمدينة بئر السبع ليشكل ضربة للنشوة التي عمت المحافل السياسية والإعلامية وصفعة للشعور السائد أن الحملة نجحت في تدمير قدرات حماس.

وقد صدرت اليوم تصريحات تؤكد على استمرار الحملة العسكرية بشكلها الحالي دون الإفصاح عن مركباتها إلا أنه لدى الحديث عن اجتياح بري يجمع المسؤولون الإسرائيليون على ضرورة الاستمرار بالخطة العسكرية التي أقرت في جلسة المجلس الوزاري المصغر يوم الأربعاء الماضي دون الإفصاح عن فحواها.
وجاءت تصريحات بالمعنى ذاته على لسان رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير الأمن، إيهود باراك. إلا أن اللافت أكثر هو موقف وزير المواصلات شاؤول موفاز، وهو من دعاة التصعيد ضد قطاع غزة، حيث دعا إلى الاستمرار في العمليات العسكرية بموجب الخطة، معتبرا أن الحديث عن اجتياح بري مضر ولا حاجة له.

هذا ومن المتوقع أن يصل الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي، ووزير خارجيته، برنار كوشنير، يوم الأثنين المقبل إلى المنطقة للعب دور وساطة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومن المتوقع أن تتوجه وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني قبل ذللك الموعد إلى باريس للإعداد للزيارة.

وذكر موقع "وايينت" الألكتروني التابع لصحيفة يديعوت "أحرونوت" أن المنظومة الأمنية توصي بقبول "هدنة لأهداف إنسانية" لمدة 48 ساعة بناء على اقتراح تقدم به وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. وينقل الموقع عن مسؤولين أمنيين قولهم إن «تلك الاقتراحات تتيح لنا اختبار نوايا حماس. فإذا أوقفت حماس القصف بعد انتهاء الهدنة- يصبح الدخول في مفاوضات للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد ممكنا». ويضيفون: "وفي المقابل إذا جددت حماس القصف ترى المنظومة الأمنية أنه يجب شن عمليات برية بل اجتياح واسع لتدمير سلطة حماس في قطاع غزة".

وقالت مصادر في المنظومة الأمنية"يجب أن تفهم حماس أن إسرائيل على استعداد للنظر في اقتراحات وقف القتال، ولكن بشرط- أن تقود لتهدئة أو وقف إطلاق نار طويل الأمد".

إلا أن جهاز الأمن العام "الشاباك" والجيش نفيا أن يكون رئيس الأركان أشكنازي يخطط لتقديم توصية من هذا النوع لأولمرت. وجاء في بيان رسمي من المتحدث بلسان الجيش إنه «ينفي بشكل قاطع وبشكل لا يقبل التأويل الأنباء التي أفادت بأنه تتبلور في الجيش توصية لوقف إطلاق النار».

وكان وزير الخارجية الفرنسي قد تحدث هاتفيا اليوم مرتين مع وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك عارضا «هدنة إنسانية» لـ 48 ساعة.

ويقول مراقبون أن تراجع لهجة التصعيد الإسرائيلية لها عدة تفسيرات: إما أنها بفعل الاحتجاج الواسع في الشارع العربي وتداعيات ذلك على علاقات إسرائيل مع العرب، أو أن بنك الأهداف نفذ وثمة خطورة في شن عمليات برية، أو أنها وسيلة لطمأنة الفلسطينيين ومباغتتهم باجتياح واسع، أو أن المخابرات الإسرائيلية ستستخدم الهدنة لمحاولة رصد تحركات قادة حماس للكشف عن مواقعهم السرية. والاحتمال الأخير أن تسعى إسرائيل وعملائها إلى إخراج مظاهرات ضد حركة حماس تحت ستار التهدئة.

وفي السياق ذاته، ألمح رئيس الأركان العامة، غابي أشكنازي، خلال لقائه مع الرئيس الإسرائيلي في المجمع الأمني في تل أبيب، إلى وجود صعوبات في العمليات العسكرية لم يفصح عنها واكتفى بالقول «كانت هناك لحظات صعبة في الطريق- وأنا واثق أننا سنتغلب عليها». فيما قال بيرس في مؤتمر صحفي مشترك: " كمن يذكر كل حروب إسرائيل، هذه حملة عسكرية صعبة للغاية، لا تشبه شيئا كان قبلها".

التعليقات