31/10/2010 - 11:02

رسالة من نتنياهو لحماس عبر مدفيديف: لن تحصلوا على عرض أفضل بشأن صفقة الأسرى

"هآرتس": ميدفيديف تعهد لنتنياهو بتأجيل تسليم ايران تظام "اس 300" المضاد للطائرات * نتنياهو يدعو لـ"التصدي بفعالية أكبر لمحاولات تشويه نتائج الحرب العالمية الثانية"، مضيفا أن الجدال في هذا الصدد يدور ليس حول التاريخ بل وحول الحاضر والمستقبل.

رسالة من نتنياهو لحماس عبر مدفيديف: لن تحصلوا على عرض أفضل بشأن صفقة الأسرى
طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، خلال مباحثاتهما في الكريملين يوم أمس نقل رسالة إلى حماس مفادها أن إسرائيل معنية في إبرام صفقة الأسرى مع الحركة إلا أنها لن تتراجع عن مواقفها التي عبرت عنها سابقا ولا تنوي تقديم عرض أفضل لحماس. وبشأن صفقة بيع منظومة الدفاع الجوية المتطورة S-300 أكد مصدر إسرائيلي إن روسيا أكدت أنها لا تعتزم في المرحلة الراهنة تنفيذ الصفقة.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر رفيع المستوى في الوفد المرافق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، إن نتنياهو تطرق في مباحثاته مع مدفيديف للعلاقات بين روسيا وحماس، وذلك على إثر الزيارة التي أجراها وفد من الحركة برئاسة خالد مشعل إلى روسيا الأسبوع الماضي واجتماعه مع كبار المسؤولين الروس. وقال المصدر إن نتنياهو قال لمدفيديف إنه "لا يجب منح الشرعية السياسية لحماس"، فيما عرض الرئيس الروسي مساعدة روسيا في الاتصالات الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس. ورد نتنياهو قائلا: "نحن غير راضين من علاقاتكم مع حماس، ولكن بما أنها قائمة يمكن نقل رسائل في مواضيع إنسانية. أبلغوا حماس أنهم لن يتلقوا منا اقتراحا أفضل في شأن الصفقة".

وذكرت صحيفة "هآرتس" أن أاجتماع مدفيديف نتنياهو استمر أكثر من ثلاث ساعات، وكان على قسمين، حيث ركز القسم الأول على الموضوع الإيراني. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن موسكو أعربت عن تفهمها الكامل لقلق إسرائيل من ملف إيران النووي.
وقال نتانياهو في مؤتمر صحافي عقب لقائه الرئيس الروسي إن من الضروري فرض عقوبات تُسهم في إضعاف نظام الحكم في إيران وتؤثر على تصدير النفط واستيراد مشتقاته.
وأضاف نتانياهو أن الوضع الحالي يتطلب فرض ما وصفه بعقوبات ذات أنياب قائلا إن العقوبات المخففة لن تنجح.
وكان نتانياهو قد طالب الرئيس الروسي بمعاقبة إيران على خلفية برنامجها النووي عن طريق فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.

روسيا تعهدت بتجميد صفقة الصواريخ

و قال مسؤول اسرائيلي رفيع لصحيفة "هآرتس" ان الرئيس الروسي تعهد أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بإرجاء تنفيذ صفقة تزويد نظام الدفاع الجوي (اس 300) لإيران، وان القيادة الروسية اتخذت قراراً سياسياً بهذا الصدد على الرغم من الاتفاقية المبرمة مع ايران. وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي في ختام اللقاء: "أنا أثق بما سمعته من الرئيس الروسي في هذا الموضوع (تزويد ايران بنظام اس 300). أنا أعلم أن ما يوجه روسيا هو استقرار المنطقة، وبعد محادثاتي مع الرئيس ميدفيديف أصبحت على قناعة تامة بذلك".

والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم، بالرئيس الروسي دميتري ميدفيديف في الكرملين، وتناول اللقاء المشروع النووي الايراني وفرض العقوبات عليها، والعلاقات الثنائية بين الدولتين والوضع في الشرق الأوسط.

وأكدت مصادر في الكرملين أن الأثنين بحثا الملف النووي الإيراني وإمكانيات التسوية مع سوريا ولبنان.

وقالت إن الرئيس الروسي حث نتنياهو علىالتوصل لتسوية مع سوريا ولبنان، وأوضحت: "تؤمن روسيا بأنه دون تسوية مع سوريا ولبنان لا يمكن الوصول الى سلام دائم"، لافتاً إلى ان الإثنين فضلا التطرق في بيانهما للإعلام الى الحرب العالمية الثانية والتاريخ المشترك للشعبين.

وقال ميدفيديف في مستهل اللقاء: "إنني مسرور لإمكانية عقد هذا اللقاء معكم لبحث شؤون العلاقات الثنائية والقضايا الدولية الملحة وفي مقدمتها التسوية في الشرق الأوسط". وأكد الرئيس الروسي أيضا رغبة موسكو في إصدار بيان مشترك حول الاحتفالات القادمة بالذكرى الخامسة والستين للانتصار في الحرب العالمية الثانية.

وأضاف الرئيس أن إن لدولته علاقات خاصة "بعيدة المدى"، لافتاً إلى مليون مهاجر روسي إلى إسرائيل وإلى الجالية اليهودية في روسيا.

ودعا نتنياهو إلى "التصدي بفعالية أكبر لمحاولات تشويه نتائج الحرب العالمية الثانية"، وإلى مواجهة التشكيك في حقيقة الهولوكوست (المحرقة) التي قتل النازيون فيها الكثير من اليهود، مضيفا أن الجدال في هذا الصدد يدور ليس حول التاريخ فحسب بل وحول الحاضر والمستقبل.

وأشاد نتنياهو بإسهام الاتحاد السوفيتي في تحقيق النصر على الفاشية بفضل بطولات الشعب وضحاياه الهائلة.
وانتهز نتنياهو الفرصة ليعبر عن أمله في توطيد العلاقات الإسرائيلية الروسية في جميع المجالات.


ونقلت وكالة لنوفوستي الروسية عن مصدر روسي قوله إن "الوضع في الشرق الأوسط يعتبر إحدى القضايا الملحة التي يتضمنها الجانب الدولي من أجندة المباحثات بين ميدفيديف ونتانياهو"، مضيفا أن "الأزمة التي أصابت عملية المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، تغذي التوتر في المنطقة وتحول دون خلق الظروف للتطور الطبيعي والآمن لجميع دول وشعوب المنطقة".

وعلى حد قوله، "لا يمكن الخروج من الطريق المسدود واستقرار الوضع إلا بالجهود المشتركة لكل الأطراف عن طريق العودة إلى طاولة المفاوضات على أساس الشرعية الدولية المتين".

وتتناول المباحثات كذلك حالة الأمور على المسارين السوري واللبناني من مسارات التسوية الشرق أوسطية. وأكد المصدر في هذا الصدد أن "روسيا تنطلق من حقيقة أنه يتعذر إحلال سلام وطيد في المنطقة بدون تحقيق التسوية في هذين المسارين".

وسوف تتطرق المحادثات أيضا إلى قضايا دولية ملحة أخرى، بما فيها الوضع حول إيران الذي تعمل روسيا بصورة نشيطة مع شركائها الدوليين على تسويته بطرق سياسية.


التعليقات