كرر رئيس الكنيست الاسرائيلي، رؤوفين ريفلين، مساء اليوم، استغلال المنصة المركزية لاحتفالات اسرائيل بذكرى تأسيسها، للاعراب عن موقفه الشخصي المعارض لخطة الانفصال وتمجيد المستوطنين الذين اعتبرهم "وطنيون، صهاينة وطلائعيين".
وكان ريفلين قد استغل ايقاد الشعلة الـ56 لدولة اسرائيل العام الماضي لتمجيد المستوطنين ومقارعة رئيس الحكومة اريئيل شارون، حيث كرس شعلته للمستوطنين الذين نعتهم بـ"السائرين في مقدمة المعسكر وموّطني ارض الاباء ومنقذي ارضها، من حانيتا وحتى كفار داروم، من النقب وحتى كريات اربع والخليل"..
وقد اثارت فعلة ريفلين في حينه انتقادات واسعة بسبب استغلاله منصة رسمية من المفروض بها ان تمثل الرأي العام الاسرائيلي، للتعبير عن مواقف شخصية هي محل خلاف واسع. الا ان تلك الانتقادات لم تردع ريفلين هذا العام، حيث اشار خلال خطاب افتتاح احتفالات اسرائيل بذكرى تأسيسها الـ 57، الى مواقفه الايديولوجية المعروفة من خطة الاخلاء، معتبراً انه سيرتكب خطيئة اذا لم يصرخ بتخوفه من "الانكسار الذي يمكن للانفصال أن ينزله بنا جميعاً" على حد تعبيره.
كما اعرب ريفلين عن تخوفه من اندلاع حرب اهلية جراء الخطة معتبرا العام الجاري "عام خلاف، ارتباك واحراج وتخوف من الآتي".
نتنياهو يعتبر الانسحاب انتصارا لما يسميه "الارهاب"
يأتي هجوم ريفلين هذا، في وقت ألمح فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون، خلال الاحتفال بالذكرى الـ 57 لتأسيس دولة إسرائيل، إلى الصعوبات المتعلقة بتنفيذ خطة الانسحاب.
وفي سياق التحسب الإسرائيلي لمخاطر تنفيذ الانسحاب من غزة أعلن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال موشي يعالون أن الجيش يستعد لاحتمال قيام متطرفين يهود بإطلاق نار على يهود آخرين خلال الانسحاب من غزة المرتقب اعتبارا من منتصف أغسطس/آب القادم.
وأعرب يعالون الذي سيتخلى عن مهامه في الأول من الشهر القادم عن توقعاته بأن يغادر غالبية المستوطنين طوعا، بدون أن يضطر الجنود والشرطة لاستخدام القوة.
اما وزير المالية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فاعتبر في لقاء مع الصحف الاسرئايلية، اليوم، أن خطة الانسحاب الإسرائيلية "ستشجع الإرهاب" وتهدد مسار عملية السلام على حد زعمه.
وأضاف أن اعتقاد الفلسطينيين بأنهم أخرجوا الجيش الإسرائيلي سيشجعهم على طرده من موقع بعد آخر.
ولكن وزير الامن الإسرائيلي شاؤول موفاز رأى أن الوضع الأمني في إسرائيل سيشهد مع مرور الزمن تحسنا عقب تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة هذا الصيف.
وأشار موفاز إلى أن الانسحاب سيمنح قوات الاحتلال الفرصة لإحكام السيطرة على مستوطنات كبيرة في الضفة الغربية "والإبقاء على القدس كعاصمة موحدة لدولة إسرائيل". وأضاف أن مستوطني غزة والضفة سيكون لهم الفضل بعد سنوات في ترسيم الحدود الشرقية لإسرائيل.
اغلاق الأراضي الفلسطينية
وتحيي اسرائيل ذكرى تأسيسها في وقت فرضت فيه الاغلاق المطلق على الاراضي الفلسطينية، وزجت بالفلسطينيين داخل معسكر اعتقال كبير منذ مساء امس وحتى مساء السبت المقبل.
ويحظر بموجب هذا القرار على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة الدخول إلى إسرائيل. وشددت قوات الاحتلال إجراءاتها الأمنية وتعزيزاتها على طول الخط الفاصل بين الضفة الغربية وإسرائيل وكذلك في القدس المحتلة .
التعليقات