31/10/2010 - 11:02

سوريا تنفي ان يكون الاسد قد ابدى استعداده لزيارة اسرائيل

سوريا ردت على تقرير نشرته "معاريف"، اليوم* وزير الخارجية الاسرائيلي يزعم اجراء اتصالات سرية مع سورية قبل سنة ونصف* بشارة: سورية ترفض، بحق، المفاوضات السرية

سوريا تنفي ان يكون الاسد قد ابدى استعداده  لزيارة اسرائيل
نفت سوريا رسميا، مساء اليوم، ان يكون الرئيس السوري بشار الاسد، قد ابدى في العام الماضي استعداده لزيارة اسرائيل، وان اسرائيل رفضت ذلك، حسب ما ادعته صحيفة معاريف الاسرائيلية، اليوم. وقال مسؤول بوزارة الخارجية السورية "من نافلة القول ان هذا الطرح عار عن الصحة بشكل كامل."

وكانت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية قد ادعت ان الرئيس السوري بشار الاسد ابدى في العام الماضي، استعداده لزيارة القدس والقاء كلمة امام الكنيست في مبادرة من اجل السلام، الا ان اسرائيل رفضت ذلك.

ونقلت صحيفة معاريف اليومية عن مسؤولين اسرائيليين لم تذكر اسماءهم قولهم ان الاسد أشار الى انه مستعد لزيارة القدس في تحرك لإحياء محادثات السلام التي توقفت في عام 2000 لكن مكتب رئيس الوزراء ارييل شارون رفض هذه المبادرة.

ونقلت معاريف عن المسؤولين قولهم "اسرائيل أهدرت فرصة ذهبية تأتي مرة واحدة لاستئناف المحادثات مع سوريا في ظل ظروف مثالية عندما لم يستبعد الاسد الاجتماع مع رئيس الوزراء شارون في القدس."

ونقلت صحيفة معاريف عن ايتان بن تسور، وهو دبلوماسي سابق، كان يتعامل مع القضايا السورية في وزارة الخارجية الاسرائيلية في عام 2003 قوله ان "الاتصالات كانت جادة للغاية."

وقال "من المؤسف أن أناسا من الجانب الاسرائيلي رفضوا أو استخفوا (بالعرض)."

وقالت معاريف ان اقتراح الاسد قدم في اطار محادثات سرية بين البلدين في عام 2003 .

وقالت معاريف ان الاسد كان مستعدا لزيارة القدس مثلما فعل الرئيس المصري الراحل أنور السادات في عام 1977 لكن بدون تعهد سري سابق من اسرائيل بالتخلي عن اراض احتلتها مثلما كان الحال في المحادثات مع القاهرة.

وقالت الصحيفة ان وزير الخارجية سيلفان شالوم بحث الاقتراح مع شارون لكن مستشاري رئيس الوزراء رفضوا الاقتراح.
وسئل شالوم عن تقرير الصحيفة فلم يعقب على ما اذا كان الاسد طلب زيارة القدس لكنه شدد على ان الاتصالات التي جرت منذ نحو سنة ونصف كانت "تمهيدية".

وقال للصحفيين "عقد اجتماع واحد مع أناس قريبين من الاسد كان من المفترض ان يؤدي الى مسؤولين أعلى درجة لو كانت قد استمرت لكنها لم تستمر لان المباحثات السرية انكشف أمرها."

وكان شالوم، قد تحدث في الكنيست، اليوم، في جلسة خاصة حول تصريحات الرئيس الاسد واستعداده لتجديد المفاوضات مع اسرائيل.

وقال شالوم "اجريت اتصالات سرية مع جهات سورية مقربة من الرئيس الاسد وبمعرفة ومصادقة رئيس الحكومة، ارييل شارون".

وبحسب شالوم فانه بعد ثلاثة اسابيع من بدء الحرب في العراق التقى مع اقرباء مقربين من الرئيس السوري.

وزعم انه تم الغاء لقاء اخر "بعد ان فوجيء السوريون من تسريب الامر لوسائل الاعلام".

ومضى شالوم قائلا ان انه "اذا اطلقت سورية تصريحات حقيقية حول استعدادها للسلام، فان اسرائيل ستستجيب".

وقال شالوم من على منبر الكنيست، موجها حديثه الى الرئيس السوري، "اعمل ضد الارهاب وضد الذين يخربون بعملية السلام وستجد اننا سنسير سوية معك طوال الطريق الى سلام ثابت".

وطالب شالوم سورية باغلاق مقرات حماس والجهاد الاسلامي وقواعد التدريب الخاصة بهم، مضيفا ان "هذه هي الامور التي ستفضي الى سلام".
وقال مكتب شارون انه لا يعلم شيئا بشأنه. وقال أساف شاريف وهو متحدث باسم شارون "كانت اول مرة نسمع فيها بهذا الامر عندما قرأناه في الصحيفة."

وقال مبعوث الامم المتحدة للشرق الاوسط تيري رود لارسن في الاسبوع الماضي بعد محادثات مع الاسد ان الرئيس السوري مستعد لاستئناف المفاوضات "بدون شروط".

غير ان وزير الخارجية المصري الذي يزور اسرائيل بعد يوم من استقبال الرئيس حسني مبارك للاسد انه لا يحمل رسالة عن تحركات السلام السورية.

وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في مؤتمر صحفي عقده في اسرائيل، "ما أفهمه هو ان سوريا مستعدة وكانت دوما مستعدة للدخول في مباحثات وفي مفاوضات مع اسرائيل."

وقال انه ناقش مسألة السلام مع سوريا باختصار مع وزير الخارجية سيلفان شالوم ولكن ليس مع شارون.

ونفى الاسد في كلمة في الاونة الاخيرة اجراء أي اتصالات سرية مع اسرائيل وقال ان دمشق ليس لديها ما تخفيه في جهودها للبحث عن سلام عادل وشامل.

يشار الى ان شارون اعلن رفضه اعادة مرتفعات الجولان التي استولت عليها القوات الاسرائيلية في حرب عام 1967 . لكنه أعرب عن استعداده للدخول في محادثات سلام مشترطا قيام سوريا بملاحقة التنظيمات الفلسطينية الفاعلة على اراضيها وكبح جماح حزب الله في لبنان.
وفي اعقاب خطاب شالوم في الكنيست اصدر النائب عزمي بشارة بيانا اشار فيه الى ان شالوم "تفاخر بمشاركة اسرائيل بل مسؤوليتها عن قرارات الكونغرس (محاسبة سوريا) والامم المتحدة رقم 1559. واكد بذلك ادعاءات سورية حول هذين القرارين".

واضاف بيان النائب بشارة ان شالوم "انتقل الى التحريض على مواقف سورية في لبنان، ومواقفها من المقاومة اللبنانية.

"ولوحظ انه فيما عدا القول ان اي تصريح لرئيس عربي حول السلام هو امر ايجابي، فيما عدا هذه الاشارة العابرة والسطحية، لم يتعامل شالوم مع مسألة السلام مع سوريا بشكل جدي".

وحول "الاتصالات السرية" التي تحدث عنها شالوم، واشار الى انها جرت في عمان، قال بشارة ان "سورية نفتها بعد ان النشر عنها".

واكد بشارة ان شالوم طرح الاتصالات السرية "كنموذج للتفاوض بدلاً عن التفاوض المكشوف بناء على مباديء وقرارات دولية".
ونفى النائب عزمي بشارة ان يكون هنالك اقتراح سوري لزيارة الرئيس السوري الى الكنيست كما نشرت صحيفة معاريف اليوم.

وقال بشارة ان "سورية ترفض، بحق، المفاوضات السرية فمسار التفاوض معروف للجميع. واسرائيل ترفضه".

وتابع بشارة انه "وزير الخارجية الاسرائيلي اكد عمليا اليوم رفضه للتفاوض مع سوريا. والتفاوض لا يبدأ من الصفر ويتم على اساس القرارات الدولية. واسرائيل تدرك ثمن التفاوض ونهايته المحتومة. لذلك ترفضه وتتهرب منه".
يشار الى ان النقاش في الكنيست حول المفاوضات مع سورية جاء بناء على اقتراح عاجل لجدول اعمال الكنيست قدمه رئيس كتلة التجمع في الكنيست، النائب جمال زحالقة.

وأكد النائب زحالقة، خلال نقاشه، أن "إسرائيل ترفض الإستجابة للمقترحات السورية، لأن القيادة الإسرائيلية الحالية مصابة بفوبيا السلام وتتعامل مع التصريحات السورية كهجوم سلامي وتتخذ إسرائيل إجراءات دفاعية لمواجهته".

وأضاف زحالقة أن "المقترحات السورية تحرج إسرائيل وتحشرها في زاوية الرفض المستمر للسلام مع سورية".

وفي إشارة إلى الرد الإسرائيلي على المقترحات السورية قال زحالقة: "تدعي إسرائيل أنها تريد مفاوضات بدون شروط مسبقة، وفي نفس الوقت تضع شروطا مسبقة تعجيزية لسد الطريق على أية إمكانية لإستئناف المفاوضات.

"وفي كل يوم نسمع عن شروط إسرائيلية جديدة وآخرها تصريح رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يوفال شطاينتس، الذي إشترط المفاوضات "بتنازل سوريا عن الإنسحاب الكامل من الجولان".

واستطرد زحالقة بأن "إستئناف المفاوضات يجب أن يستند على حقيقة أن العالم كله يتبنى موقف الإنسحاب الإسرائيلي الكامل من الجولان، ويحمل جزء من الرأي العام الإسرائيلي نفس الموقف.

"الطرف الوحيد الذي يعارض ذلك ويعرقل المفاوضات هو الحكومة الإسرائيلية".

وشدد زحالقة في كلمته على أن "الجولان هو أرض سورية محتلة، وأن الإنسحاب الإسرائيلي من الجولان ليس تنازلا بل إعادة الحق إلى أصحابه".

وخلص زحالقة إلى أن "الشروط التي تضعها إسرائيل لإستئناف المفاوضات هي شروط وهمية لأن حكومة إسرائيل الحالية لا تريد التفاوض مع سوريا باي حال من الأحوال، لعلمها بأن تجديد المفاوضات سيجبرها على الإفصاح عن موقفها الحقيقي الرافض لشروط السلام العادل.

"وسيضعها في تناقض مفضوح مع الإجماع الدولي الداعم للإنسحاب الكامل من الجولان. وفي النهاية فإن وضع الشروط التعجيزية لإستئناف المفاوضات يستهدف التغطية على رفض شروط الحل الوحيد الممكن، وهو إعادة الجولان بالكامل للسيادة السورية".

التعليقات