واصل رئيس الحكومة الاسرائيلية ووزير أمنه ورئيس هيئة أركان جيشه، اليوم (الأحد)، التحدث بلهجة استعلاء ازاء القيادة الفلسطينية وتهديدها باجتياح قطاع غزة وتنفيذ عمليات عسكرية واسعة اذا ما تواصل إطلاق الصواريخ على سديروت وغيرها من المستوطنات الاسرائيلية في جنوب اسرائيل وقطاع غزة.
جاء ذلك خلال الجلسة الخاصة التي عقدتها الحكومة الاسرائيلية، اليوم الاحد، في بلدة سديروت في النقب "تضامنا مع سكانها في مواجهة صواريخ القسام"!
وقال رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي، موشيه بوغي يعلون، ان الهدوء المطلق يعم قطاع غزة، وهو وضع لم يسد مثله منذ فترة طويلة، مضيفا ان اسرائيل تتابع الاوضاع بتيقظ".
وزعم يعلون وجود جهات تعمل على اعادة تسخين القطاع، قائلا ان اسرائيل تتعقب ذلك. وأوضح انه يقصد "حزب الله وسوريا"!
وبرأي يعلون قام ابو مازن بتسريع اتصالاته مع تنظيمات المقاومة في اعقاب ممارسة الضغط الاسرائيلي عليه واعلان الجيش الاسرائيلي عن استعداده للقيام بعملية واسعة في القطاع. وادعى ان ابو مازن كان ينوي محاورة الفصائل في وقت لاحق لكنه سرّع ذلك، مضيفا ان ما تم التوصل اليه هو ليس وقف لاطلاق النار واعلان هدنة، وانما فترة هدوء مؤقتة فقط.
الى ذلك استبعد مصدر رفيع في مكتب رئيس الحكومة اريئيل شارون، ان يكون الهدوء السائد في قطاع غزة سيقرب اللقاء بين شارون وابو مازن. وقال المسؤول انه يعتقد بأن هذا اللقاء لن يتم قبل اذار.
من جهته قال وزير الامن، شاؤول موفاز، ان الجيش سيواصل بذل جهوده كي يعم الهدوء المنطقةوهدد بان قوات الجيش على اهبة الاستعداد لتنفيذ كل ما سيطلب منهم القيام به اذا ما تم خرق الهدوء. وكرر موفاز تصريحات ادلى بها للاذاعات الاسرائيلية صباح اليوم، حول الاوضاع في القطاع يشار الى ان عشرات السكان تظاهروا ضد شارون وحكومته، اثناء انعقاد الجلسة.
وكان رئيس الحكومة، شارون، قد هدد باستئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة، تحت غطاء "السعي الى ازالة المخاطر التي تهدد سكان سديروت".وقال شارون معقبا على الهدوء الذي يسود القطاع منذ نهاية الاسبوع الماضي،: "لا نعرف ما اذا طرأ اي تغيير حقيقي على الاوضاع. نأمل ان يكون هذا هو ما حدث، ونحن نتابع ما يحدث، لكن هناك امرا واضحاً وهو انه اذا استؤنف "الارهاب"، فستقوم اسرائيل، بناء على قرارات الحكومة، بكل المطلوب من اجل منع المساس بسديروت وبلدات النقب الغربي ومستوطنات قطاع غزة".
واستمع وزراء شارون الى استعراض للمساعدات التي يتم تقديمها لسكان سديروت وبلدات الجنوب، اضافة الى استعراض امني، والى مطالب رؤساء المجالس المحلية في المنطقة. وانتقدت السلطة الفلسطينية، اليوم (الأحد)، وبشدّة، تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون، التي قال فيها إنّ جيشه سيقوم باجتياح قطاع غزة بالكامل في حال استمر سقوط الصواريخ وقذائف الهاون على المدن والبلدات الإسرائيلية.
وقال صائب عريقات، وزير شؤون المفاوضات، في تصريح خاص لـ "عرب 48"، إنّ هذه التهديدات "لا تفيد شيئًا، بل على العكس، من شأنها أن تؤجّج الوضع في الأراضي الفلسطينية."
و أضاف عريقات أنه من الأفضل لإسرائيل العودة إلى طاولة المفاوضات، "للوصول إلى تفاهمات متبادلة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، الأمر الذي يمكن من خلاله إحياء عملية السلام". و أشار إلى أنّ التهديدات لا تحلّ شيئًا وإلى "أنّ العنف لا يولد إلا العنف، ولن يؤدي إلا إلى المزيد من إراقة الدماء"!
وطالب عريقات الإسرائيليين بوقف التهديدات المتكررة واعطاء فرصة للجانب الفلسطيني ليتوصل مع الفصائل الفلسطينية إلى اتفاق يفضى لوقف إطلاق النار، مُشددًا فى الوقت ذاته "على ضرورة أن تلتزم إسرائيل بوقف متبادل لاطلاق النار".
التعليقات