31/10/2010 - 11:02

شارون يزعم استعداده للتباحث مع الفلسطينيين حول فك الارتباط "اذا قطعوا دابر الارهاب"!

في خطاب القاه في مؤتمر هرتسليا لم يطرح شارون اي جديد وواصل الحديث عن لاءاته وعن "تحريض الفلسطينيين"!* وقال انه اذا تعاونت مصر فان اسرائيل ستنسحب من فيلادلفي

شارون يزعم استعداده للتباحث مع الفلسطينيين حول فك الارتباط
قال رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، ان "اسرائيل ستكون مستعدة لبحث عدة قضايا تتعلق بفك الارتباط مع حكومة فلسطينية ستكون قادرة على تحمل المسؤولية في المناطق التي سنخليها".

واضاف شارون، في خطاب القاه مساء اليوم، الخميس، في مؤتمر هرتسليا، ان "عام 2005 هو عام الفرصة الكبيرة. ثمة فرصة تاريخية لانطلاقة تاريخية في علاقاتنا مع الفلسطينيين".
وتابع قائلا انه "اذا ما حصل ذلك، فان هناك احتمالا حقيقيا لابرام اتفاق وربما التوصل الى سلام حقيقي.

"انها انطلاقة انتظرناها منذ وقت طويل. ومن اجل انتهاز الفرصة يتوجب القيام بمبادرة. وهذه هي الساعة وهذا هو الوقت".
وشدد شارون على نيته تنفيذ خطة فك الارتباط وقال ان "هذه خطة وطنية. المبادرة الاهم هي خطة فك الارتباط، انها مغادرة غزة، التي سننفذ هذا العام، وفق الجدول الزمني الذي تم تحديده، من دون اي تردد".

واعتبر انه "منذ وضعت الاهداف في السنة الفائتة، خطت اسرائيل خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح، وخطوة كبيرة لتحقيق الرؤيا والحلم.

"يعرف الجميع اننا اضطررنا في السنوات الاربع الماضية لمواجهة ازمتين قاسيتين متوازيتين. وهاتان الازمتان هما الارهاب والركود الاقتصادي".

وقال ان اسرائيل واجهت عزلة دولية "مع تزايد اللاسامية والعداء لاسرائيل في انحاء العالم، مع شعور بفقدان الامل لدى الكثيرين في اسرائيل".

واضاف انه "كان علينا اولا ترميم ثقتنا بانفسنا وبقدراتنا، ولايجاد حلول فورية ومنع انهيار امني واقتصادي. وهذا ما فعلناه".

واعتبر ان اسرائيل "بمساعدة الجيش والاجهزة الامنية تمكنت من وقف الارهاب في سلسلة من العمليات وعلى رأسها حملة السور الواقي"، عندما اجتاح الجيش الاسرائيلي الضفة الغربية في مطلع نيسان 2002".

وقال شارون ان "فك الارتباط تعترف بصورة واضحة بالواقع الدمغرافي الذي نشأ على الارض. وواضح لكل واحد منا اننا لن نبقى في غزة في اتفاق دائم. ان فك الارتباط من غزة توحد الشعب، حول اهداف تستحق النضال من اجلها مثل القدس والكتل الاستيطانية الكبرى، هذه الكتل الامنية والتي ستحافظ على طابع اسرائيل كدولة يهودية".

وقال شارون ان "الفرصة نشأت في اعقاب موت (الرئيس الفلسطيني ياسر) عرفات، الذي كان العقبة الاساسية امام السلام".

واضاف "الان ثمة احتمال حقيق بظهور قادة جدد، يتم انتخابهم ويركنون جانبا الارهاب ويتقدمون باستراتيجية التسوية والمفاوضات من دون ارهاب وعنف وكراهية".

وتابع "اننا نأمل ان يعرف الفلسطينيون كيف يجرون معركة انتخابية عقلانية. وسوف نساعدهم. وسينتشر الجيش الاسرائيلي بشكل مختلف لتمكين اجراء عملية الانتخابات".

واعتبر شارون ان "لاسرائيل وللدول العربية مصلحة مشتركة لاجتثاث الارهاب. اننا نقف اليوم امام فرصة فريدة من نوعها ومن يعلم متى سنجد مثلها في المستقبل.

"مقابل الهدوء ومد يد للسلام سنعرف كيف نرد بهدوء ومد يد جريئة للسلام".

وقال شارون موجها كلامه مباشرة الى الفلسطينيين ان "ليس لدينا رغبة بالسيطرة عليكم او ادارة شؤونكم.

"لقد اتخذنا القرار التاريخي. ودفعت ثمنا شخصيا وسياسيا كبيرا. آمل ان تتخذوا انتم ايضا قرارا تاريخيا وان توقفوا الارهاب ليتمكن كلا الشعبين بالعيش هنا في سلام. وان اعتقد ان هذا بمتناول اليد".

وحول العلاقات بين اسرائيل وزالولايات المتحدة قال شارون ان "التفاهمات بيني وبين رئيس الولايات المتحدة (جورج بوش) تحمي المصالح الحيوية لاسرائيل وعلى رأسها مطالب العودة الى حدود 1967 والكتل الاستيطانية الكبرى التي ستبقى الى الابد في دولة اسرائيل ورفض قاطع لادخال لاجئين فلسطينيين الى اسرائيل.

"اضافة الى ذلك، اتفقنا على ان كل خطوة يتم عرضها على الفلسطينيين تلزمهم بعمل حقيقي ضد الارهاب، وقطع دابره والتقدم في الاصلاحات الحقيقية ومنع التحريض".

وقال ان "الولايات المتحدة وعدت بعدم فرض حل على اسرائيل ليس في اطار خارطة الطريق، وتنفيذها ايضا سيكون بموافقة اسرائيل كاملة".

وتطرق شارون في خطابه الى العلاقات مع مصر وقال ان "لدينا قنوات اتصال مفتوحة وحوار متواصل مع مصر. اننا نتوقع تعاونا فعالا معها قبل وبعد وفي اثناء فك الارتباط من غزة.

"من شأن مصر ان تقوم بدور هام والاسهام في استقرار غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي. والعمل على منع التهريب سيمكن اسرائيل من الانسحاب من محور فيلادلفي" الحدودي بين مصر وقطاع غزة.

وفي بيان أصدره النائب عزمي بشارة، رئيس "التجمع الوطني الديمقراطي"، تعقيبًا على خطاب شارون، قال:

"لا يعني التفاؤل الإسرائيلي الذي ينسب إلى خطاب شارون بتسميته "خطاب الفرص التاريخية"، إلا تحسن حالة إسرائيل الاستراتيجية- كما يقول شارون نفسه في الخطاب، بما في ذلك "أهم إنجازات خطة فك الارتباط" برأيه ألا وهي رسالة الضمانات والتفاهمات مع بوش.

"ويدعو شارون القيادة الفلسطينية لأن تساهم في تفاؤله عبر "اتخاذ قرار تاريخي بوقف العناصر الداعمة للإرهاب"؛ فهذا القرار يؤهلها لتكون شريكة في التنسيق لخطة فك الارتباط تمهيدا لمفاوضات سلام شاملة تحت سقف تفاهم إسرائيل مع بوش."

وتابع النائب بشارة يقول: "هذه أسس تفاؤل شارون وغني عن القول إنها لا يفترض أن تكون أسسًا لتفاؤل عربي أو فلسطيني؛ فتفاهمات بوش وشارون لا تعني إلا ضم القدس وكتل استيطانية لإسرائيل وإلغاء حق العودة في إطار الحل الدائم. وبدل أن يجد العرب الأسس والعناصر اللازمة لتفاؤل عربي حقيقي من نوع إصلاح البيت الداخلي والإصرار على الحق الفلسطيني والتنسيق العربي والفلسطيني في مواجهة سياسة شارون وتحريضه في نفس الخطاب على سوريا وعلى المقاومة الفلسطينية وإصراره على ضم أكبر جزء ممكن من المناطق المحتلة لإسرائيل- ينجر بعض العرب والفلسطينيون وراء غطاء تفاؤلي زائف لإنجازات إسرائيلية يفترض أن تكون سببا للقلق.

تعليق/ علاء حليحل



شارون يدفع!



من دون محاولة الولوج عميقًا في دلائل ومرجعيات خطاب شارون في "مؤتمر هرتسليا"، يجوز في هذه العجالة التوقف عند مسألة واحدة، تميّز خطابات شارون في الآونة الأخيرة: الثمن الشخصي!


قال شارون في خطابه، مباشرةً للفلسطينيين: "لقد اتخذنا القرار التاريخي. ودفعتُ ثمنا شخصيًا وسياسيًا كبيرًا. آمل أن تتخذوا أنتم أيضًا قرارًا تاريخيًا وأن توقفوا الارهاب ليتمكن كلا الشعبين من العيش هنا في سلام. وأنا أعتقد أنّ هذا بمتناول اليد".


من المرجح الافتراض أنّ شارون لا يهمه ما يفكّر عنه الفلسطيني في الأراضي المحتلة، ولذلك فإنّ مسألة "الثمن الشخصي" موجهة إلى فلسطينيين آخرين؛ إلى محمود عباس ومن حوله. بمعنى: أنا أبو المستوطنات والحروبات سأعطيكم غزة ولا يهمني كلام المستوطنين، أفلا تفعلون مثلي من دون التفكير فيما ستقوله "حماس" و"الجبهة الشعبية؟" وهو مُوجّه أيضًا إلى اليهود هنا: "أنا أضحي بكل تاريخي من أجل مصلحة البلاد، فهل تهتمون حقًا بما تقوله دالية أيتسيك عني؟"


عندما يتحول مشروع سياسي إلى انعكاس لشخصية واحدة (أوسلو ورابين، مثلا) فإنه يصبح من السهل ربط الشيئين برباط عاطفي- بُكائي- تحشيدي، للتأثير على من هم حولك (في دولتك)، وعلى من هم حولك (في المناطق التي تحتلها). شارون يحب أن يردد: أنا دفعتُ، فهل من يدفع؟؟






 

التعليقات