31/10/2010 - 11:02

شارون يصعّد تحريضه: "ايران تنشط بين عرب اسرائيل"!

الحركة الاسلامية تنفي اتهامات شارون وتؤكد ان "التوقيت غير بريء"*شارون: "سنعالج قضية عرفات عندما يحين الوقت" * "سوريا لم تقم بخطوات حقيقية واوامر تنفيذ العمليات تصدر من سوريا"*

شارون يصعّد تحريضه:
كرر رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، اليوم الاربعاء، مواقفه من قضايا حل الصراع مع الفلسطينيين وسوريا ولبنان والموقف من ايران. وزعم في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية العامة، صباح اليوم، ان طرحه لخطة فك الارتباط جاء "بسبب عدم وجود شريك للسلام مع اسرائيل ومن اجل تحقيق انجازات كبيرة لاسرائيل".

لكن شارون تجاوز الحدود العادية هذه المرة واتهم "اقلية بين عرب اسرائيل"، كما زعم، "بواسطة الحركة الاسلامية تتعامل مع نشاط ايران في المنطقة".

وكان شارون قد بدأ في الاذاعة قائلا ان "التحريض (الذي يمارسه اليمين المتطرف الاسرائيلي) ظاهرة خطيرة جدا، كالاعلان عن المس بجنود واضطرار ضابط في الجيش الى ترك بيته في الضفة. هذه ظواهر خطيرة، بالنسبة لي هذا لن يؤثر علي. انا لم ارتدع من امور اخطر من هذه".

واعترف شارون انه تعهد قبيل الانتخابات الاخيرة "بانه في سبيل الوصول الى عملية سياسية وسلام يجب القيام بخطوات مؤلمة. لكن لا وجود لشريك في عملية السلام، لم نجد شريكا كهذا مع كل المحاولات التي قمنا بها". وادعى انه "من اجل منع تعرض اسرائيل الى مخاطر كبيرة، ولكي نحقق انجازات كبيرة جدا، كان علي طرح خطة اخرى هي فك الارتباط، التي صادقت عليها الحكومة في السادس من حزيران الماضي. هذه هي الخطة التي سأطرحها امام الحكومة للتصويت عليها في اواخر تشرين الاول او مطلع تشرين الثاني القادمين".

وفي رده على سؤال حول المصاعب والمعارضة داخل اليمين الاسرائيلي لتنفيذ خطة فك الارتباط، قال شارون "لست لوحدي في هذه الخطوة. هذه الخطوة جلبت دعما كبيرا من الولايات المتحدة لاسرائيل وحققت انجازات غير مسبوقة لاسرائيل، كالاعلان الاميركي الواضح بان اللاجئين الفلسطينيين لن يتمكنوا من العودة الى (اسرائيل) وانما الى الدولة الفلسطينية اذا قامت في يوم من الايام. كذلك قالت الولايات المتحدة بشكل واضح انه لا يمكن تجاهل الاستيطان اليهودي. ولذلك لن تتمكن اسرائيل من العودة الى خطوط وقف اطلاق النار في العام 1949، او الى حدود 67، وان تلك المناطق ستضم الى اسرائيل. وهذا ايضا (تعهد امريكي) غير مسبوق".

واضاف شارون "اعتقد ان ما قيل (التعهدات الامريكية) ينطوي على اهمية بالغة لاسرائيل وانه لا يمكن ممارسة ضغط على اسرائيل للموافقة على خطة سياسية ما والخطة الوحيدة القائمة هي خارطة الطريق".

واستدرك "صحيح اننا لا نعمل بموجبها حاليا، لكن في حالة قام الفلسطينيون بعمل المطلوب منهم، اي وقف "الارهاب" بشكل مطلق والعنف والتحريض، وتنفيذ الاصلاحات بعيدة المدى، واستبدال القيادة، وتفكيك التنظيمات "الارهابية" يمكن العودة الى خارطة الطريق".

واعتبر ان خطة فك الارتباط "تعزز مكانة اسرائيل ويمكنها ان تقود الى استثمار اقتصادي كبير في اسرائيل والمساهمة في تطورها الاقتصادي وربما الامر المهم يكمن في قول اميركا بشكل واضح ان من حق اسرائيل الدفاع عن امنها بما في ذلك في المناطق التي ستخليها . وامر اخر، اعتراف بالمخاطر الوجودية لدولة اسرائيل".

وحول المعارضة داخل الليكود لخطته قال شارون "انني افهم الليكود واعرف من انتخبني مرتين لقيادة الدولة.
اريد القول مع ذلك انه مع تقديري الكامل لليكود، انا رئيس الحكومة ومسؤولياتي هي ايضا مواصلة قيام وتطور وندعبم شعب اسرائيل ودولة اسرائيل".

ورفض شارون تقديم موعد الانتخابات او اجراء استفتاء شعبي على خطة فك الارتباط. وقال انه "بالنسبة للانتخابات، اعتقد اننا نتواجد حاليا في خطوات دراماتيكية سياسية وامنية واقتصادية لا يمكنها ان تتيح التوجه الى انتخابات. الحكومة اتخذت قرارا وانا ساحضره الى الكنيست وسيكون القرار بمثابة شرعية كافية".

واضاف "اعتقد انه يجب بذل اقصى الجهود من اجل الامتناع عن اجراء انتخابات او تأجيلها الى اقصى موعد ممكن حتى يتسنى تنفيذ المهام والاهداف المركزية التي تواجهنا ولذلك لم اكن لاختار خيار الانتخابات اليوم.

"بالنسبة للاستفتاء اعتقد انني اخطأت عندما قررت عدم اجراء استفتاء شعبي عام حول خطة فك الارتباط . لم افعل ذلك بسبب التقديرات التي قالت ان العملية طويلة جدا ومضنية، وبسبب ما لها من ابعاد اخرى في قضايا بالغة الحساسية لدينا".

وفيما يتعلق بسورية، قال شارون "لا نرى تغييرا في موقف سوريا"، معتبرا ان "سوريا تخضع اليوم لضغط اميركي بسبب مساعدتها لمرور "ارهابيين" الى العراق وسلسلة اخرى من العمليات التي تم تنفيذها لمساعدة العراقيين وقت الحرب. انهم معنيون بالقيام بخطوات ترفع او تخفف هذا الضغط. وبالنسبة لاسرائيل، كيف يمكن فهم وجود اي تحول في الموقف السوري دون رؤية خطوات ما حقيقية وليس مجرد تصريحات، مثلا اخراج قواعد التنظيمات "الارهابية" من دمشق".

واضاف شارون انه "يتوجب رؤية نوايا جدية. لدينا مشكلة صعبة مع هذه القيادات، اوامر تنفيذ العمليات تصدر من هناك معسكرات التدريب للتنظيمات موجودة في سوريا، ويجب طرد الحرس الثوري الايراني من لبنان المحتل من قبل سوريا منذ 1976".

ومضى شارون قائلا انه "لا يوجد حاليا حتى دليل بسيط واحد، واقول هذا كمن يريد مفاوضة كل دولة عربية والتوصل الى اتفاقيات سلام معها بما في ذلك سوريا ، لكننا في وضع يمنع فيه السوريون من اللبنانيين نشر قواتهم على امتداد حدودنا الشمالية بل يبقون هناك على حزب الله وهذا يؤدي الى احتكاكات بفترات متقاربة ولمخاطر قائمة دائما على طول الحدود، كنشر الصواريخ التي وصلت غالبيتها من ايران، ولكن قسما كبيرا منها وصل من سوريا ايضا. لذلك لا ارى اي تقارب مع سوريا حاليا بغياب اي دليل على حدوث تحول جدي وليس مجرد محاولة لتخفيف الضغط".

وحول الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قال شارون "قلت اننا تصرفنا ضد قادة حماس ومنذ ذلك الوقت اضيف اليهم عدد كبير بطريق وجدناها صحيحة في الوقت المناسب والمريح لنا. وعندما يجين موعد معالجة قضية عرفات سننهج هذا الطريق".

وتهرب شارون من سؤال الصحفي حول اذا ما كان بقوله انه سينتهج ذات الطريق مع عرفات، يقصد اغتياله. ورغم تكرار السؤال عليه بعد اشكال، الا ان شارون واصل التهرب وقال: "كل واحد سيحصل على ما يستحق. وعندما يجين الوقت المناسب والظروف المطلوبة ستقرر ما سنفعل"

وحول عملية تبادل الاسرى مع حزب الله قال شارون " ليس لدينا حاليا اي حل للغز اختفاء رون اراد. لم نتمكن من التوصل الى ذلك رغم الجهود والانجازات التي قام بها جهاز المخايرات والشاباك والموساد".

وقال شارون ان ايران تطور صواريخ بعيدة المدى وذات رؤوس نووية يصل مداها الان الى 2500 كيلومتر. وقال ان هذه "مسألة خطيرة، ليس لاسرائيل فحسب ومعالجتها يجب ان لا يتم من قبل اسرائيل ذاتها بل يجب بذل جهود دولية وزيادة الضغط على ايران".

واضاف انه "يتوجب ايضاف الى هذا الكراهية التي تكنها ايران لاسرائيل، انهم يتحدثون دائما عن هدف تصفية اسرائيل واليهود والعالم يصمت. وهذا يذكرنا مرة اخرى ان اسرائيل يمكنها الاعتماد على نفسها فقط. ايران تعمل سوية مع سوريا على تسليح حزب الله. بدون سوريا لم يكن بمقدور ايران نقل الاسلحة الى حزب الله لانه يجب نقلها عن طريق موانئ سورية ومطارات سورية".

واضاف ان ايران "تدعم التنظيم (كتائب شهداء الاقصى) وحماس، كذلك عملهم بين عرب اسرائيل بواسطة الحركة الاسلامية رغم ان غالبية عرب اسرائيل يريدون العيش كجزء من المجتمع الاسرائيلي لكن هناك اقلية بينهم، تتزايد، متورطة بالارهاب".

وانتهى شارون الى ان "كل هذه المواضيع صعبة، وتشير الى نشاط ايران في المنطقة. ولا يتحتم على اسرائيل قيادة المعركة ضد ايران. فاميركا ودول اخرى في اوروبا تقودها، لكنه يتحتم على اسرائيل انتهاج كل الوسائل الدفاعية للحفاظ على مقدرتها الدفاعية والحفاظ على قوتها الرادعة".

في تعقيب لموقع "عرب48" نفى نائب رئيس الحركة الاسلامية-الجناح الشمالي، الشيخ كمال خطيب بشكل قاطع الاتهامات التي وجهها رئيس وزراء اسرائيل، اريئيل شارون، صباح اليوم الاربعاء، للحركة.

وكان شارون قد صرح في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية العامة بان "ايران تنشط داخل عرب اسرائيل بواسطة الحركة الاسلامية"!

وقال الشيخ خطيب، لموقع "عرب 48"، ان "اختيار التوقيت اليوم للاشارة لعلاقة بين الحركة الاسلامية وايران هو توقيت غير بريء بتاتا، خاصة ان النيابة العامة ستطالب اليوم باستمرار اعتقال الشيخ رائد صلاح واخوانه مدة ثلاثة اشهر ".

واوضح خطيب ان المحكمة العليا الاسرائيلية ستنظر بعد ظهر اليوم في قضية المعتقلين الخمسة من قيادة الحركة. واذاف ان "هذه رسالة سلبية من طرف رئيس الحكومة للسلك القضائي الذي اثبت انسجاما تاما مع الجهاز السياسي والامني".

واضاف ان "حكومة شارون تعلم تماما ان استمرار اعتقال الاخوة في الحركة منذ 16 شهرا هو اعتقالا سياسيا وليس له اي ارتباط امني بتاتا".

واوضح انه "قبل 16 شهرا عندما تم اعتقال القياديين في الحركة الاسلامية تم الاشارة الى علاقات مزعومة مع ايران. ويبدو ان رئيس الحكومة اياه ما زال يقف خلف الاتهام. وهو نفسه يشرف على الملف مباشرة".

وقال الشيخ خطيب انه "لو كان لدى الحكومة واجهزتها الامنية اية دلائل على هذا الزعم لما انتظروا حتى الان دون تصرف".

التعليقات