31/10/2010 - 11:02

شارون يكرر اصراره على ترسيخ احتلال القدس الشرقية

ينفي ما زعمه مستشاره من أنه يوافق على تسوية بشأن المدينة المحتلة* نيوزويك تدعي صحة ما نشرته من تصريحات من الواضح انها تدخل في اطار الاستهلاك الاعلامي وتضليل الرأي العالمي لاظهار شارون كرجل سلام عشية الانتخابات

شارون يكرر اصراره على ترسيخ احتلال القدس الشرقية
ادعت صحيفة "نيوزويك" الاميركية مساء اليوم، صحة النبأ الذي نشرته حول المزاعم التي رددها كلمان غير، مستشار الاستطلاعات الخاص برئيس الحكومة الإسرائيلية، اريئيل شارون، ومفادها أن شارون سيوافق على إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، والتوصل الى تسوية بشأن القدس!

وكان شارون قد كرر في بيان اصدره مساء امس، وفي خطاب القاه مساء اليوم في مؤتمر "خط اخضر" في تل ابيب، اصراره على مواصلة ترسيخ احتلال القدس الشرقية واصفا ما نشرته الصحيفة الاميركية بالاكاذيب. واتهم خصومه في حزبه السابق الليكود بالوقوف وراء هذه الشائعة.

يشار الى ان حزب الليكود الذي اسسه شارون، وكان رئيسا له الى ما قبل اكثر من شهر، اطلق شعار تقسيم القدس في حملته الانتخابية ضد مرشحي حزب العمل عدة مرات. ففي انتخابات 1996 اطلق شعار "بيرس سيقسم القدس"، وفي انتخابات 1999 حول الشعار الى "براك سيقسم القدس"، والان يطلق الليكود الشعار نفسه ضد من كان رئيسه، وكل ذلك في سباق على اصوات الجمهور الاسرائيلي الذي يرفض رفع نير الاحتلال عن القدس الشرقية.

وكان كلمان غير، قد ادعى في مقابلة منحها لنيوزويك، امس، أن شارون سيوافق على إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، إلا أنه يعتقد أنه ليس بإمكان الفلسطينيين التوصل إلى إتفاقية سلام. وبحسب مزاعمه فإن شارون، حالياً، يريد "تحضير إطار للإتفاق" من خلال إقامة دولة فلسطينية على نصف مساحة الضفة الغربية وتطبيق إجراءات باتجاه تعزيز الثقة!!

وبحسب "هآرتس" التي نقلت عن مستشار شارون زعمه في المقابلة التي نشرت يوم أمس الثلاثاء، أن شارون سيكون على استعداد للموافقة على دولة فلسطينية في قطاع غزة وعلى 90% من أراضي الضفة الغربية، وأنه على استعداد لتسوية بشأن القدس مقابل إتفاقية سلام!!

كما زعم كلمان غير في المقابلة أن شارون، نظرياً، سيوافق على دولة فلسطينية في قطاع غزة و 90% من الضفة، إلا أنه لا يعتقد أن الفلسطينيين بإمكانهم التوصل إلى إتفاق سلام أو الوصول إلى تسوية مثل التنازل عن حق العودة!

ونشر شارون مساء امس بيانا تنصل فيه بشكل مطلق من الإقتباسات التي نسبت الى كلمان غير. وقال ان ما صرح به غير لا يعبر عن رأيه هو مطلقا.

وجاء في بيان شارون أن " الأقوال التي نسبت إلى "غير" تناقض بشكل مطلق مواقفي وآرائي. أما إذا كانت هذه الأقوال صحيحة فإنها قد قيلت على مسؤولية "غير" وحده، وهي أقوال بمنتهى السخف والغباء"!

وقال شارون في بيانه أن "القدس الموحدة بكاملها ستظل عاصمة إسرائيل الأبدية". وأن خارطة الطريق هي الخطة السياسية التي ستعمل إسرائيل بموجبها في السنوات القادمة.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن مكتب شارون قد فوجئ من نشر أقوال "غير" في القناة الأولى، وسارع إلى وقف تناول وسائل الإعلام للموضوع من خلال نشر بيان النفي.

كما جاء أن مستشاري شارون تحدثوا مع غير الذي قال بأنه تحدث بشكل عام مع مراسل نيوزويك إلا أنه نفى أن يكون قد صرح بمثل هذه التصريحات.

بقي أن نشير إلى أنه من غير الممكن أن تكون تصريحات مستشار شارون تعبر عن مواقف الأخير، خاصة في ظل تعزيز الإستيطان والبناء في الكتل الإستيطانية وخطة "الأصابع" في الضفة الغربية في أعقاب فك الإرتباط، والمضي في تهويد القدس وربطها بمستوطنة معالية أدوميم، ناهيك عن جدار الفصل العنصري الذي ضم لإسرائيل أكثر من 16% من أراضي الضفة الغربية، علاوة على زيادة الإستيطان في منطقة الأغوار.

وغني عن البيان أن تصريحات "غير" معدة للإستهلاك الإعلامي العالمي وتأتي من باب تضليل الرأي العام العالمي عامة، والأمريكي والأوروبي خاصة، لتكريس صورة شارون كرجل سلام!!

التعليقات