31/10/2010 - 11:02

صحيفتا "يديعوت" و"معريف" تحرضان على النائب عزمي بشارة بسبب مشاركته في نشاطات ضد الجدار

الصحف الإسرائيلية تحرض على النائب بشارة وتزور أقواله، وصحفي إسرائيلي يعترف ان المعلومات التحريضية صدرت عن وزارة الخارجية الإسرائيلية

صحيفتا

أثارت مشاركة النائب د. عزمي بشارة في نشاطات ضد جدار الفصل العنصري في لاهاي غضب وسائل الاعلام الإسرائيلية، والتي بدأت اليوم حملة افتراء وتحريض ضده.

فقد نشرت صحيفتي "يديعوت آحرونوت" و "معريف" خبرين متشابهين جدا في نصهما ومضمونهما حتى يخيل ان شخصا واحدا كتب التقريرين. وقد اعترف أحد الصحفيين من "يديعوت احرونوت" ان وزارة الخارجية الإسرائيلية هي التي تقف وراء الخبر.


فقد ادعت كلا الصحيفتين ان ممثلا عن الوكالة اليهودية "نجح بالتسلل الى المحاضرة" التي القاها النائب عزمي بشارة، وكأن الحديث عن مغامرة بوليسية وليس عن محاضرة سياسية علنية ومفتوحة أمام جميع وسائل الاعلام العالمية. كما يلاحظ ان الصحيفتين، اللتين اعتمتدا على نفس المصدر، ادعيتا ان النائب بشارة "هاجم اليسار الصهيوني" ونصح المشاركين بمهاجمة الاحتلال وليس الجدار. هكذا يكتب الصحفي بن كسبيت، في معريف، والذي يتواجد في هاغ ولكنه لم يكن متواجدا في الحدث نفسه.

وفي صحيفة "يديعوت آحرونوت" يكرر الصحفي ايتمار ايخنر نفس الراوية، مضيفا ان المحاضرة كانت "مغلقة" في محاولة لتدعيم رواية "الشخص المتسلل". ثم يعود هذا الصحفي لتكرار ما نسبته صحيفة "معريف" من أقوال للنائب بشارة.

وواضح من تشابه الخبرين في "معريف" و"يديعوت" ان مصدر هذه "المعلومات" هو واحد، وهو ذلك الممثل عن الوكالة اليهودية، وواضح ان هذه هي تسمية لجهاز آخر.

ويذكر ان النائب عزمي بشارة كان قد القى أمس محاضرة في الجلسة السياسية التي نظمت من قبل إتحاد الحقوق المدنية وحركة وقف الجدار وشبكة المنظمات الاهلية البيئية الفلسطينية، وشارك فيها البرلمانيين جان كلود لفورت وباتريك براوزيك، نائبان عن الحزب الشيوعي الفرنسي، وفاراه كريمه عضو البرلمان الهولندي من حزب الخضر، وهاري فانمومل وبيرت كونردز من الحزب الاشتراكي، ألقى في الجلسة المحاضرة الرئيسية النائب د. عزمي بشارة وتبعها نقاش حول استراتيجيات العمل لمواجهة الجدار.

وكان النائب د. بشارة قد ركز في كلمته على سياسة شارون ومغزى فرض الحدود من طرف واحد، ثم تحدث عن الفجوة بين الرأي العام الاوروبي والسياسات الاوروبية الرسمية واسبابها.

وفي رده على هذه الافتراءات والتحريض قال النائب بشارة: " لا يوجد حد للدجل الاسرائيلي وللدعاية الرخيصة. فنحن اعتدنا ان "يديعوت احرونوت" و"معاريف" هي صحف متنافسة، فكيف اتفقتا على رواية واحدة عن نشاط مفتوح لم يحضره مراسلاهما وانما اكتفت بتقرير من وزارة الخارجية الاسرائيلية التي لم تكن أيضاً في الندوة، فاي تقرير هو هذا؟".

وأضاف: "واضح ان تقرير وزارة الخارجية الاسرائيلية هو تلطيف لتسمية أخرى، وهذه قذارة ان تتم الدعاية بهذا الشكل من قبل دولة ضد نائب. النشاط الذي تم هو نشاط مفتوح وليس مغلق وحضره المئات من النشيطين من منظمات غير حكومية والمنظمات الفاعلة على مستوى الرأي العالمي، وأدارته سيلفيا بورن – مديرة نوفيب، وهي مؤسسة كبرى في هولندا. كما شارك العديد من الصحافيين المحليين والعالميين. وكانت محاضرة د. عزمي بشارة كبيرة وقوبلت فعلاً بحماس، ولكن مضمون المحاضرة متناقض تماماً مع ما كتب في يديعوت أحرونوت ومعاريف. وقد قوبلت بتأييد كبير لأنه تحدث عن تاريخ الفصل العنصري والجدار منذ ان طرح نواب في حزب العمل الى ان تبناه شارون في مساره الحالي، وتركزت المحاضرة باللغة التي تستخدم على مستوى الرأي العام العالمي في وصف الاحتلال الاسرائيلي رافضاً تعابير مثل العنف من الطرفين وغيره ومؤكداً على عدم التوازن بين المحتل والواقع تحت الاحتلال. من هنا اكد على مفهوم الاحتلال الكولونيالي والتمييز العنصري كأساس للمشكلة، وليس كما ورد في التقارير التي نقلتها الصحف الاسرائيلية في اسلوبها التحريضي المنهجي الذي نتوقعه، دون حتى ان تسألنا ودون ان تكون هناك، وهذا ما لا تقوم به مع اي عضو برلمان آخر. واضح ان الدوافع هنا لا علاقة لها بالتغطية الصحافية".

التعليقات