31/10/2010 - 11:02

ضرب البارجة الإسرائيلية بحرب لبنان غطى على عملية ضد حزب الله..

"فور إصابة البارجة "أحي حانيت" تضررت أجهزة الإبحار فيها وأخذت تدور حول نفسها والنار مندلعة فيها، إضافة إلى فقدان أربعة جنود من طاقمها تبين لاحقا إنهم قتلوا"..

ضرب البارجة الإسرائيلية بحرب لبنان غطى على عملية ضد حزب الله..
كشف قائد سلاح البحرية الإسرائيلي الأدميرال دافيد بن بعشت في مقابلة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت" ونشرتها الجمعة عن أن الكوماندو البحري الإسرائيلي نفذ ليلة 14 تموز/يوليو من العام الماضي، في اليوم الثالث لحرب لبنان الثانية، عملية ضد حزب الله لكن قصف الأخير للبارجة الإسرائيلية "أحي حانيت" التي كانت متوقفة قبالة شواطئ بيروت في الليلة ذاتها غطى على العملية.

وجرت عملية الكوماندو البحري الإسرائيلي بمشاركة بوارج في ميناء الأوزاعي الواقع جنوب بيروت في لبنان، وبحسب يديعوت أحرونوت فإنه تم خلالها تفجير وتدمير منشآت تابعة لحزب الله بينها مخازن ومقر قيادة وإغراق قارب تابع لحزب الله كما أصيب عدد من مقاتلي الحزب.

وقال بن بعشت حول هذه العملية "لقد وجهنا ضربة لموقع هام جدا في قوة حزب الله البحرية، لكننا نعلم بأنه ما زال لديهم مواقع بحرية أخرى في صور وصيدا وفي مواقع المراقبة".

وأشار إلى أن قصف حزب الله للبارجة الإسرائيلية أدى إلى تأخير تنفيذ عملية الكوماندو التي تم الإعداد لها بناء على معلومات استخباراتية تم جمعها على مدار فترة طويلة.
كما أن بن بعشت قاد شخصيا عملية الكوماندو والبوارج الإسرائيلية ضد موقع حزب الله البحري.

وتحدث بن بعشت عن أدائه بعد هجوم حزب الله في 12 تموز/يوليو 2006 وأسر جنديين إسرائيليين والذي اندلعت في أعقابه حرب لبنان الثانية.

وقال الأدميرال الإسرائيلي إنه "في صباح 12 يوليو تلقينا الخبر عن خطف الجنود الثلاثة (قال ثلاثة وليس جنديين) في الشمال، وكان القرار الفوري بأن يتم إخراج بارجتين (وهي سفن تحمل مدافع) باتجاه شواطئ لبنان لتكون جاهزة لحالة نضطر فيها المشاركة في عمليات الرد، وفعلا بدأت البوارج بقصف أهداف لحزب الله على طول الشاطئ".

وأضاف أنه "في المرحلة التالية اقترحت على هيئة الأركان العامة فرض حصار بحري على لبنان وقد صادقت الحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية على ذلك ومنذ هذه اللحظة أصبح سلاح البحرية بكامل أذرعه وآلياته وأجهزة الإنذار والرصد الخاصة به في حالة جهوزية كاملة".

وتابع "في الليلة ذاتها قلت للأشخاص (القيادة العسكرية)، يا سادتي، يتوجب علينا التعامل مع الحدث على أنه حرب. وقد نشرت نفسي (أي سلاح البحرية) خارج كافة القواعد، فقد خرجت الغواصات لتنفيذ مهامها الخاصة والبوارج فرضت حصارا والقوارب العسكرية تنفذ عمليات دفاعية، والأهداف الأولى في لبنان التي تم ضربها من البحر كانت محطات تزويد حزب الله بالوقود وقواعد المنظمة".

وقال بن بعشت "لقد شددت أمام القادة العسكريين على وجوب الانتباه جيدا إلى قذائف الكورنيت المضادة للمدرعات والتي بالإمكان استخدامها ضد السفن أيضا، وبحسب المعلومات الاستخباراتية فإن هذه كانت التهديد الأكبر" للبوارج الإسرائيلية.

وأضاف أن "البوارج تلقت تعليمات بخصوص ايقاف إبحار سفن أجنبية (قبالة سواحل لبنان) من أجل منع وقوع حوادث دولية وفي موازاة ذلك بدأت الاستعدادات لعملية خاصة تنفذها السرية 13 (وهي الكوماندو البحري الإسرائيلي)".

وبحسب خطة سلاح البحرية فإنه كان عليه تصعيد عملياته في لبنان في يوم 14 تموز/يوليو، أي في اليوم الثالث للحرب، تشمل عشرات الهجمات المخطط لها وعلى رأسها عملية الكوماندو البحري بمشاركة بوارج في ميناء الأوزاعي بهدف توجيه ضربة لقوة حزب الله البحرية الأساسية.

وكان يتوجب، وفقا لخطة سلاح البحرية الإسرائيلي، بدء تنفيذ الهجوم على الميناء اللبناني عند الساعة الحادية عشرة ليلا وكان جلّ الانتباه في مقر قيادة سلاح البحرية مركزا على هذا الهجوم المعقد.

ولفتت يديعوت أحرونوت إلى أن البارجة "أحي حانيت" لم تكن مشاركة في هذا الهجوم وإنما كانت تستخدم كبارجة قيادة تنفيذ الحصار البحري الإسرائيلي على لبنان.

وقال بن بعشت "لأنه كان علي قيادة هذا الهجوم فقد ذهبت إلى البيت (في ساعات المساء) من أجل أن آخذ أغراضا شخصية لي لأني كنت أعرف بأني سأقضي الليلة في مقر قيادة العمليات. وعندما أوشكت على مغادرة البيت حاملا حقيبتي تلقيت اتصالا هاتفيا وأبلغوني بأن الحانيت قد أصيبت".

ووصف قادة سلاح البحرية اللحظات التي تلقوا فيها الاتصال من البارجة "أحي حانيت" حول إصابتها بأنها كانت أصعب اللحظات في حياتهم، خصوصا أنهم لم يعرفوا على الفور سبب إصابة البارجة التي تضررت أجهزة إبحارها وأخذت تدور حول نفسها والنار مندلعة فيها إضافة إلى فقدان أربعة جنود من طاقمها تبين لاحقا إنهم قتلوا.

وعندما وصل بن بعشت إلى مقر قيادة عمليات سلاح البحرية استلم القيادة وتغيّرت عندها غايات قوة الكوماندو والبوارج التي كانت تستعد لتنفيذ الهجوم في ميناء الأوزاعي وبدأ بدلا من ذلك في مهام البحث في البحر عن مصابين بين طاقم البارجة.

وقال بن بعشت إنه عندما بدأت "أحي حانيت" تتحرك بقواها الذاتية باتجاه إسرائيل "توجهت لأمور أخرى وحتى أنني اتصلت هاتفيا بقائد شعبة العمليات وقلت له: اسمع، أنا ماضٍ في هجوم الكوماندو سأواصل ولن أتوقف".

وحول استخدام حزب الله لصاروخ ارض - بحر "سي-802" الصيني الصنع والذي طورته إيران، قال "حتى تلك اللحظة كنت أعتبر أن حزب الله مختلف تماما عما أدركته بعد ذلك".

وأوضح "قبل الحرب لم نسمع جملا حول وجود فرقة عسكرية إيرانية أمامية وإنما هذه الجمل ولدت خلال الحرب، وكنت أعتبر حزب الله منظمة إرهابية تملك صواريخ محمولة على الكتف ويسير مقاتلوه في القفار والغابات وفي أحسن الأحوال لديه قوارب مطاطية مع صاروخ ما قصير المدى، ليس صواريخ يتم إطلاقها (من الشاطئ) إلى المجال البحري، الدولي".
وأكد بن بعشت "لم نتخيل أن بحوزة حزب الله هذا النوع من السلاح".

وحول شعوره بعد ضرب البارجة قال بن بعشت "الشعور صعب وثمة شيء يكويني ولا شك أن ضرب البارجة مؤلم فقد نجحوا بتوجيه ضربة لسفينة الصواريخ خاصتي، لكن ما كان يهمني أكثر في حينه هو كيف سنستمر وأكثر ما أخافني هو الجمود ووقف العمليات، فإذا توقفنا فجأة عن المساهمة في الحرب سيكون من الصعب التراجع وركزت جل اهتمامي في الأسبوع الذي أعقب ذلك على التأكد من أن جميع العمليات تجري بشكل صحيح لنتمكن من العودة بشكل كامل إلى الأعمال القتالية وألا يصاب سلاح البحرية بحالة شلل وقلت إن لدينا هنا ساحة حرب مختلفة عما اعتقدنا ونحن نستعد لخوض هذه الساحة خلال القتال".

وفي الأيام التي أعقبت ضرب البارجة الإسرائيلية أخذ سلاح البحرية "يلائم نفسه للتهديد الجديد" وهو صواريخ "سي-802" وأبعد بوارجه مسافة أكبر عن الشواطئ اللبنانية.

وانتقد بن بعشت أداء أجهزة المخابرات الإسرائيلية في السنوات التي سبقت الحرب وقال إن هذه الأجهزة "قرأت التطورات بشكل غير صحيح طوال سنوات، وخلال هذه السنوات كان هناك عدد كبير من الضباط قبل أن أتولى قيادة سلاح البحرية الذين لم يقرأوا الصورة بالشكل الصحيح وفي مكان ما فإن المسؤولية تقع على كاهلنا جميعا" رافضا بذلك الانتقادات التي وجهتها له لجنة تحقيق عسكرية تشكلت بعد انتهاء الحرب وانتقادات لجنة فينوغراد التي تحقق في حرب لبنان الثانية والتي انتقدته بشدة في تقريرها الأولي.

يشار في هذا السياق إلى أن بن بعشت سينهي الأسبوع المقبل مهامه كقائد لسلاح البحرية بعد أن طلب ذلك من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي قبل شهر.

التعليقات