فضيحة أخلاقية: العرب المنتسبون لحزب "العمل" الصهيوني هم أغلبية فيه!

إتضح مساء امس (الخميس)، وبعد فرز وتنضيد غالبية استمارات الانتساب التي قدمها زعماء حزب "العمل" الاسرائيلي، والتي بلغت 100 ألف استمارة انتساب جديد، أنّ لواء العرب في حزب "العمل" الصهيوني هو أكبر لواء في الحزب، وذلك لأول مرة في تاريخه!

وإلى جانب الفضيحة الأخلاقية في تحوّل المنتسبين من العرب الفلسطينيين في إسرائيل إلى أغلبية في حزب صهيوني شريك في حكومة شارون، وكان شريكًا في حكومته الأولى وكان في الحكم أثناء اندلاع الانتفاضة، ومسؤول عن مئات كثيرة من الشهداء، في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي داخل إسرائيل، إلى جانب هذا تحول المنتسبون العرب إلى كفة ميزان وإلى قوة حاسمة في تقرير تركيبة قيادة الحزب وتسمية مرشحه للتنافس على رئاسة الحكومة في الانتخابات الاسرائيلية القادمة، التي من المتوقع أن تجري في نيسان 2006.

وحسب المعطيات التي نُشرت حتى الآن، فإنّ هناك ما يقرب الـ 21,500 مُنتسب للحزب من الوسط العربي، وهم يشكّلون حوالي 22% من مجمل مقدمي استمارات الانتساب، وذلك في مقابل حوالي 14,600 منتسب عربي تقدموا باستمارات في العام 2002، وشكّلوا وقتها حوالي 13% من مجمل المنتسبين. وتشكل هذه الزيادة ارتفاعًا كبيرًا يصل إلى 47% في عدد العرب الأعضاء في حزب "العمل" الصهيوني.

وترجح التقديرات أنّ هذه الزيادة الكبيرة في عدد المواطنين العرب المنتسبين للحزب سببها النشاط الكبير الذي قام به المرشحان لرئاسة الحزب، بنيامين (فؤاد) بن إليعيزر وعمير بيرتس.

وإلى جانب هذا، طرأ انخفاض على عدد المنتسبين لحزب "العمل" من الكيبوتسات، وهي معقل الحزب التاريخي، حيث وصل عدد المنتسبين منها حتى الآن إلى 9,772 منتسبًا، وهو ما يشكل حوالي 10% من مجمل منتسبي "العمل" فقط، في مقابل 17,629 منتسبًا في سنة 2002، ما شكّل وقتها حوالي 16% من مجمل المنتسبين.

وقال عدد من قيادة "العمل" اليوم إنّ عدد الانتسابات الكبير في الوسط العربي يخدم بن إليعيزر، الذي بلّغ عن ضمه حوالي 14 ألف عضو، ويخدم بيرتس، بينما يضر ذلك بأيهود براك والوزير متان فلنائي، إضافة إلى الضرر الذي سيلحق بالاثنين جراء الانخفاض في الكيبوتسات.

وقالت إدارة حزب "العمل" إنه تبقت آلاف قليلة من استمارات الانتساب لتنضيدها في الحواسيب، وإنّ سجل الناخبين الداخلي للحزب سيكون جاهزًا في يوم الأحد القادم. وقالت أيضًا إنّ حوالي 5,000 استمارة صُنفت على أنها إشكالية ووُضعت جانبًا لفحصها.