31/10/2010 - 11:02

نتنياهو سيعرض مواقفه السياسية في خطاب سيلقيه الأسبوع المقبل في جامعة "بار إيلان"

الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم ذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قرر رفض المطلب الأميركي الداعي لوقف أعمال البناء في المستوطنات كلياً، في حين ذكر مسؤولون إسرائيليون أن نظرائهم الأمريكيين عرضوا بديلا لتجميد الاستيطان وهو الانتقال إلى ترسيم الحدود في الضفة الغربية بشكل فوري.

نتنياهو سيعرض مواقفه  السياسية في خطاب سيلقيه الأسبوع المقبل في جامعة
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيلقي خطابا الأسبوع المقبل يوضح فيه مواقف حكومته السياسية. وأشار إلى أنه سيستمع في الأيام القريبة إلى رأي أقطاب ائتلافه الحكومي وشخصيات أخرى لبلورة موقف سياسي للحكومة وعرضه على الجمهور. وامتنع نتنياهو عن التطرق إلى المطلب الأمريكي الداعي لتجميد الاستيطان في المناطق المحتلة عام 1967 بشكل كلي.

وسيلقي نتنياهو خطابه في إحدى قاعات جامعة "بار إيلان" في تل أبيب. ولقي هذا القرار معارضة ونقدا من قبل عدد من أعضاء الكنيست. جاء الإعلان عن الخطاب في كلمة نتنياهو في جلسة الحكومة الأسبوعية التي عقدت صباح اليوم، وسيتم الإعلان عن الموعد المحدد للخطاب في وقت لاحق.

وقال نتنياهو "في الأيام الأخيرة أقرأ وأسمع اقتباسات منسوبة لي ولكنها لم تصدر عني. أود إيضاح موقفنا: نحن نسعى لتحقيق السلام بيننا وبين الفلسطينيين ومع دول العالم العربي، إلى جانب محاولة التوصل إلى أقصى حد من التفاهم من الولايات المتحدة ودول العالم. أطمح في تحقيق السلام المستقر الذي يعتمد على أساسات صلبة تضمن أمن إسرائيل وسكانها. في الأسبوع المقبل سأعرض على الجمهور الإسرائيلي، مبادئنا لتحقيق السلام والأمن. وتمهيدا لخطابي أود الاستماع إلى رأي شركائي في الائتلاف ورأي جهات أخرى".

وقال وزير الأمن، إيهود باراك ردا على اقوال نتنياهو: «أؤمن بأن إسرائيل يجب أن ترحب برؤية أوباما حول الاتفاق الإقليمي الشامل، وعلى الحكومة أن تقول إنها تحترم كافة الاتفاقات السابقة وعلى رأسها خارطة الطريق، والتي جاء فيها مبدأ حل الدولتين. وذاك من شأنه أن يعيد الخلاف حول المستوطنات إلى حجمه الطبيعي".

وتحدث وزير المالية يوفال شطاينتس عن التعهد الأمريكي الذي يتيح لإسرائيل البناء في المستوطنات، وقال إن «إسرائيل تتوقع من الولايات المتحدة أن تلتزم بتعهداتها».
من جانبه شدد وزير الداخلية، إيلي يشاي، على ضرورة أن تتمسك إسرائيل بمواقفها. وقال: لا ينبغي التخلي عن مبادئنا. وبخلاف ما تقوله كلينتون، ثمة تعهد أمريكي بالسماح لإسرائيل بالبناء في التكتلات الاستيطانية ولا مشكلة في إثبات ذلك".

وقد ذكرت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قرر رفض المطلب الأميركي الداعي لوقف أعمال البناء في المستوطنات كلياً، في حين ذكر مسؤولون إسرائيليون أن نظرائهم الأمريكيين عرضوا بديلا لتجميد الاستيطان وهو الانتقال إلى ترسيم الحدود في الضفة الغربية بشكل فوري.

وتسعى الحكومة الإسرائيلية إلى الحصول على موافقة أمريكية لمواصلة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية تحت بند استثنائي يسمى «النمو الطبيعي»، والذي تذرعت فيه في السابق لفرض وقائع على الأرض ومواصلة البناء الاستيطاني. وكانت تقارير حقوقية قد اكدت في الأسابيع الأخيرة أن أكثر من ثلث الزيادة في المستوطنات نابعة عن الهجرة.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن نتنياهو قوله نهاية الأسبوع في حديث لمقربيه، إن «الضغط الأمريكي لن يحقق هدفه». وأن «مطلب وقف البناء في التكتلات الاستيطانية غير منصف – لهذا لن نستجيب له. وسيتواصل البناء في التكتلات الاستيطانية، كما أن ذلك أيضا يلقى موافقة واسعة لدى الجمهور الإسرائيلي».

وتقول الصحيفة إن الصدام بين إسرائيل وأكبر حلفائها بات قريبا وأن المواجهة حتمية، ولم يعد بالإمكان إخفاء الخلاف. وتضيف الصحيفة أن القناعة السائدة في المحافل السياسية هي أن الأمريكيين «تسلقوا على شجرة عالية جدا»، وتنقل عن مسؤول سياسي تصفه بأنه رفيع المستوى قوله: " وإذا لم يسارعوا إلى النزول عنها، سنشهد سناريوهات في الضفة لن تتمكن حكومة نتنياهو من مواجهتها".

وقال مسؤول سياسي سابق إن «الضغط الأميركي المتزايد على إسرائيل بشأن المستوطنات من شأنه أن يشعل فتيل العنف من جانب المستوطنين ويؤدي بالتالي إلى نتائج عكسية». وبالمقابل نقلت صحيفة "معريف" عن مسؤول أمني أميركي قوله إن نتانياهو سيرتكب خطأ جسيماً إذا لم يستوعب حقيقة التغيير الجوهري في موقف إدارة أوباما من قضية الاستيطان.

من جانب آخر قال مسؤولون إسرائيليون إن نظرائهم الأمريكيين، من بينهم المبعوث الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشيل، اقترحوا عليهم بديلا لتجميد الاستيطان وهو الانتقال فورا إلى ترسيم الحدود في الضفة الغربية . ووصفوا هذا الاقتراح بأنه وسيلة ضغط أمريكية جديدة.

وذكرت صحيفة هآرتس أن هذا الاقتراح جاء في أعقاب إصرار الإسرائيليين على مواصلة البناء الاستيطاني تحت بند «النمو الطبيعي»، وبادعاء أنه من «غير المعقول تجميد الاستيطان التكتلات الاستيطانية التي ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية»، مشيرة إلى أن الحديث يدور عن: التكتل الاستيطاني "غوش عتسيون"، "ألفي منشي"، أرئيل"، "معاليه أدوميم"، ومناطق أخرى في القدس.

وتنقل "هآرتس" عن مسؤولين أمريكيين بمن فيهم ميتشيل قولهم: إذا كانت الوضع على هذا النحو، يمكن الانتقال فورا إلى المفاوضات حول الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة. وفي إطار تلك المفاوضات يتم ترسيم الحدود يتضح أي مستوطنات ستبقى في إسرائيل وأيها في الدولة الفلسطينية، وبذلك يتضح أيضا في أي منها يمكن مواصلة البناء.

ويصل المبعوث الأمريكيجورج ميتشيل إلى المنطقة يوم الاثنين المقبل، وسيلتقي يوم الثلاثاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وما زال الجدل محتدما بين إسرائيل والولايات المتحدة حول التفاهمات مع الرئيس السابق جورج بوش بشأن النمو الطبيعي في المستوطنات.

ورفضت مصادر إسرائيلية تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بشأن التفاهمات مع إدارة بوش حول البناء الاستيطاني في إطار «النمو الطبيعي» وقالوا إن تصريحاتها «تجافي الحقيقة بادعائها بأنه لا توجد أي تفاهمات إسرائيلية أميركية سابقة خلال فترة ولاية الرئيس السابق جورج بوش حول السماح لإسرائيل بمواصلة أعمال البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى».


التعليقات