تواصلت صباح اليوم الثلاثاء، عاصفة التصريحات الكلامية بين انصار رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، داخل حزب الليكود، وبين المتمردين عليه، والتي ينتظر ان تتوج، مساء اليوم بهجوم مضاد من قبل بنيامين نتنياهو على شارون، خلال المؤتمر الصحفي الذي سيعلنه لاعلان منافسته على رئاسة حزب الليكود.
وكانت حدة العاصفة قد تصاعدت، مساء امس، اثر نجاح المتمردين على شارون بانزال هزيمة به، حين تبنت محكمة الليكود مطلبهم بانعقاد مركز الليكود في موعده المقرر، الخامس والعشرين من ايلول المقبل، ورفض إدعاءات معسكر شارون بشأن حصول تزييف في بعض تواقيع أعضاء مركز الليكود. ومن المقرر أن يناقش مركز الحزب تقديم موعد الإنتخابات التمهيدية (البرايمريز) في موعده المحدد، الخامس والعشرين من ايلول المقبل.
وقال المعارضون لشارون ان معركة تنحيته عن رئاسة الحزب وفتح باب المنافسة بدأ امس، بصدور قرار المحكمة العليا الداخلية للحزب. واذا ما قرر مركز الحزب تقديم موعد الانتخابات الداخلية فمن المتوقع ان تجري خلال 60 يوما، اي في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2005.
وسيعلن عضو الكنيست بنيامين نتنياهو، اليوم، قراره منافسة شارون على رئاسة الحزب والرد على التصريحات شديدة اللهجة التي اطلقها شارون ضده، مساء امس، من خلال مقابلة تلفزيونية.
وقال المقربون من شارون تعقيبا على قرار المحكمة ان حزب الليكود يطلق النار على ذاته ويسّرع نهاية الحكومة التي يترأسها.
واتهم عضو الكنيست ميخائيل راتسون، رئيس الحكومة شارون بخيانة مبادئ الليكود، ولذلك يجب تنحيته"، على حد قوله.
وقد احتدت الازمة بين شارون والمتمردين منذ بدء تنفيذ خطة فك الارتباط واستقالة نتنياهو من الحكومة. وشن شارون، مساء امس، هجوما شديد اللهجة على وزير ماليته السابق، نتنياهو ووصفه بالرجل المتوتر الذي يدخل في حالة ذعر ويفقد أعصابه. وقال: "قد رأيته في حالات كهذه اكثر من مرة". وحسب رأي شارون فقد ارتكب نتنياهو اخطاء بالغة اثناء توليه للحكومة الاسرائيلية بين الاعوام 1996 و1999 .
وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن شارون ومعسكره داخل الليكود قد بذلوا مؤخراً جهوداً كبيرة لتأجيل موعد إنعقاد المؤتمر قدر الإمكان. وذلك إستناداً إلى تقديرات تشير إلى أن عقد المؤتمر سيؤدي إلى تقديم موعد الإنتخابات، لأنه سيضطر شارون إلى إتخاذ قرارات بشأن مستقبله السياسي خلال فترة زمنية قصيرة جداً.
وقال المستشار القضائي لليكود، المحامي إيتان هابرمان، في المحكمة " يجب ألا يعقد المؤتمر لأن جزءاً من التواقيع مزيف أو غير صالح، إلا أن المحكمة لم تقبل هذه الإدعاءات .
وأضافت المصادر أن الحديث يجري عن 46 تصريحاً لمؤيدي عقد مؤتمر المركز، ويدعي أعضاء المركز أنهم قد تراجعوا عن تصريحاتهم. وقام مكتب شارون بنقل هذه التصريحات لرئيس المركز الوزير تساحي هنغبي الذي قام بدوره بتسليمها للمحكمة.
وكان هنغبي قد قد أعلن أنه بعض شطب هذه التصريحات من الحسبان، لم يعد بأيدي المطالبين بعقد المؤتمر عدد التواقيع المطلوبة الكافية والتي يجب ألا تقل عن 20% من أعضاء المركز.
ومن جهتهم فإن المبادرين لعقد المؤتمر تمكنوا من جمع ما يقارب 20 من بين الـ46 تصريحاً، أفادوا بموجبها أنهم اضطروا للتراجع عن تصريحاتهم في أعقاب ضغوط مورست عليهم، وأنهم يؤيدون ألآن عقد المؤتمر. وعدد هذه التواقيع يكفي لعقد المؤتمر.
وكان شارون قد صرح للقناة العاشرة بأن " إسرائيل دولة من نوع خاص، وتتطلب إدارتها رأياً متزناً وأعصاباً من حديد، وهاتان الصفتان لا يمتلكهما بنيامين نتنياهو"، كما اتهمه بالهروب من المسؤولية قبل أسبوع من تقديم الميزانية، بالرغم من تأييده في الماضي لخطة فك الإرتباط.
ونقلت قنوات التلفاز والاذاعات الاسرائيلية وقائع المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو يوم أمس في تل ابيب واعلن فيه عن ترشيح نفسه لرئاسة حزب الليكود ومرشح الحزب لرئاسة الحكومة في الانتخابات العامة القادمة في اسرائيل.
وجلس الى جانب نتنياهو عدد من اعضاء الكنيست من الليكود غالبيتهم من مجموعة "المتمردين" في الليكود المعارضة لخطة فك الارتباط بينهم رئيس الكنيست رؤوبين ريفلين والوزير السابق نتان شيرانسكي ورئيس لجنة الخارجية والامن يوفال شطاينيتس.
وشن نتنياهو هجوما شديدا ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ردا على الهجوم الذي شنه شارون امس في مقابلة مع القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي عليه.
وقال نتنياهو ان "دولتنا تواجه تحديات صعبة في مجالات الامن ومحاربة الفساد ورأب الصدع في الشعب الاسرائيلي" الناجم عن تنفيذ خطة فك الارتباط بحسب نتنياهو.
واضاف "اعتقد ان هناك حزبا واحدا فقط يمكنه الصمود امام هذه التحديات هو حزب الليكود ولا يوجد حزب اخر.
"حزب الليكود هو بيتي" في اشارة الى تكهنات ترددت مؤخرا حول نية شارون الانسحاب من الليكود وتشكيل حزب جديد يخوض من خلاله الانتخابات بعدما اظهرت استطلاعات الرأي تغلب نتنياهو عليه في الانتخابات الداخلية لليكود.
وهاجم نتنياهو شارون قائلا ان "الرجل الذي حصل على اصواتنا لقيادة الحزب وفق مباديء الليكود ادار ظهره لنا.
"لقد ترك شارون مباديء الليكود واختار طريقا اخرى هي طريق اليسار وهو يهدد بهدم الليكود".
وتابع نتنياهو ان "الليكود والدولة يحتاجان الى قائد يوقف منح جائزة للارهاب ويوقف الفساد" في اشارة الى قضية الفساد التي تورط فيها نجل شارون عضو الكنيست عومري شارون وتتعلق بجمع اموال بصورة غير قانونية لتمويل الحملة الانتخابية لرئيس الوزراء الاسرائيلي.
وقال نتنياهو انه "يتوجب العودة الى مباديء الليكود التي داسها شارون وهي تحقيق الامن دون مساومات من خلال الجيش الاسرائيلي وعدم تقديم أي تنازل من دون مقابل واجراء استفتاء شعبي قبل تنفيذ أي حسم اقليمي" يتعلق بالانسحاب من اراض تحتلها اسرائيل.
وادعى نتنياهو ان "شارون اعطى واعطى واعطى والفلسطينيون حصلوا وحصلوا وماذا حصلنا نحن في المقابل؟
"لا شيء بل على العكس.
"لقد تحول قطاع غزة الى مركز لحماس ولتنظيم القاعدة".
واستطرد نتنياهو "لقد اثبت في الماضي قدرتي على ادارة مفاوضات مع الفلسطينيين بحزم ومن خلال مبدأ التبادلية القاضي بانهم اذا اعطوا (أي الفلسطينيين) شيئا سيحصلون على مقابل.
"كذلك اوقفت الجري نحو (الانسحاب) لحدود 1967 والتنازلات بالجملة عن مناطق ارض اسرائيل".
من جانبه قال المرشح الثالث لرئاسة الليكود عضو الكنيست عوزي لانداو انه لن يتراجع عن ترشيح نفسه لرئاسة الليكود.
واضاف في حديث للاذاعة الاسرائيلية العامة انه كان على نتنياهو ان يعلن موقفه ضد فك الارتباط وترشيح نفسه لرئاسة الليكود قبل عام وليس الان بعد تنفيذ الخطة واخلاء المستوطنين.
من جهة اخرى عقد القائم باعمال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت المؤيد لشارون مؤتمرا صحفيا صباح اليوم قال فيه ان نتنياهو "هو شخص لا يستحق ان يصبح رئيس وزراء لا من الناحية الاخلاقية ولا من ناحية قدراته الشخصية".
من جانبه اعتبر عضو الكنيست يوسي ساريد من حزب ميرتس – ياحد ان اعلان نتنياهو عن ترشيح نفسه "سيبعث الحياة في اليسار الاسرائيلي".
التعليقات