31/10/2010 - 11:02

نتنياهو يرفض المطلب الأمريكي حول البناء في القدس؛ وزير الداخلية: لا أحد في الدنيا يمكنه وقف البناء في القدس

ميتشيل يرجئ زيارته للأسبوع المقبل * إخفاق الأمريكيين في الحصول على تعهد إسرائيلي بتجميد الاستيطان يثير قلق السلطة الفلسطينية والفلسطينيون قلقون من حل وسط بشأن الاستيطان

نتنياهو يرفض المطلب الأمريكي حول البناء في القدس؛ وزير الداخلية: لا  أحد في الدنيا يمكنه وقف البناء في القدس
رفضت الحكومة الإسرائيلية المطلب الأمريكي الداعي لوقف البناء الاستيطاني في ضاحية الشيخ جراح، وتنافس وزراء حكومة نتنياهو في شدة الرفض. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن «القدس الموحدة هي عاصمة الشعب اليهودي وعاصمة إسرائيل، وسيادتنا عليها غير قابلة للطعن».

وأضاف نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية: " ويعني ذلك أن سكان القدس يمكنهن امتلاك منازل في كل أجزاء المدينة". وتابع: "إسرائيل لا يمكنها قبول فكرة أن لا يحصل اليهود على الحق في شراء المنازل أو البناء في كل مكان في المدينة". ولخص: " لا يمكننا قبول هذا النهي في شرقي القدس".

وقبل جلسة الحكومة طالب وزير الاتصالات موشي كحلون في اجتماع لوزراء الليكود بمنح المساندة العلنية للبناء في القدس. وقال " هذه ليست مشكلة هذه البلدية أو تلك بل مسألة وطنية، ومن الضروري أن تمنح الحكومة لها المساندة".

كما تطرق وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان للمطلب الأمريكي قبل الجلسة وقال إن الموضوع يبدو له "مستهجن". وزعم أن: آلاف العائلات العربية تبني المنازل في حي «نفيه يعكوف» والتلة الفرنسية، وأردف: ولم أسمع ملاحظة من الولايات المتحدة أو من أوروبا في هذا الشأن.
وتابع: أحاول أن أكون لطيفا: سيكون مستهجنا جدا أن نميز ضد اليهود بالذات في القدس، وخاصة في ضوء حقيقة أن المكان ليس معزولا، بل في قلب قلب المدينة، قريبا من المجمع الحكومي والمركز اللوائي للشرطة".

وقال الوزير سيلفان شالوم إن البناء في القدس «شبيه بالبناء في أي مكان في البلاد. هذه كانت سياسات كافة حكومات إسرائيل منذ 1967، والمطالب الداعية لعدم البناء في القدس غير معقولة".

وقال رئيس "شاس" ووزير الداخلية إيلي يشاي: أنا أفهم أن الإدارة الأمريكية لديها سياساتها، ولكن لا أحد في الدنيا يمكنه وقف البناء في القدس، وبالتأكيد حينما يكون للشخص الذي يقوم بالبناء كافة التصاريح اللازمة. لا يوجد اصطلاح من هذا النوع- لا بناء في القدس".

وقد ذكرت الصحف الإسرائيلية على صدر صفحاتها الأولى اليوم أن الخارجية الأمريكية استدعت الأسبوع الماضي السفير ألإسرائيليي، مايكل أورن، وطلبت منه تقديم إيضاحات حول البناء الاستيطاني في القدس الشرقية. وطالبت بوقف البناء الاستيطاني في ضاحية الشيخ جراح.

وتركز حديث الأمريكيين على مشروع بناء فندق "شيفارد" في ضاحية الشيخ جراح على أرض تابعة لعائلة المفتي الشهيد أمين الحسيني. وصاحب المشروع هو الملياردير اليهودي الأمريكي أرفين موسكوفيتش ذو الباع الطويلة في تشجيع وتمويل الاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967 لدوافع أيدلوجية .

وقال مصدر سياسي إسرائيلي للإذاعة العامة إن «البناء في القدس هي قضية لا تنوي إسرائيل بحثها بتاتا. فالمشروع حصل على كافة التصاريح المطلوبة، لذلك لا تنوي الحكومة التدخل في الموضوع". وأضاف: حكم البناء في شرقي ليس كحكم البناء المستوطنات في المناطق".

وذكرت صحيفة معاريف اليوم (الأحد) ان الموفد الأمريكي الخاص الى الشرق الأوسط جورج ميتشل أجل موعد وصوله الى المنطقة الى يوم الاثنين من الأسبوع القادم. واضافت الصحيفة ان هذا الإرجاء يأتي على خلفية العلاقات الفاترة بين إسرائيل والولايات المتحدة.

ونسبت (معاريف) الى مصدر سياسي مسؤول قوله ان أحد أسباب هذا التأجيل يعود الى الرغبة في إتاحة الفرصة لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الأمن إيهود براك لبلورة الموقف الإسرائيلي من استمرار العملية السياسية وخاصة من مطالبة واشنطن اسرائيل بتجميد أعمال البناء في المستوطنات.

واعربت مصادر فلسطينية يوم أمس عن قلقها من توصل الولايات المتحدة إلى حل وسط مع إسرائيل بشأن الاستيطان بعد أن أخفقت في الحصول على موافقة إسرائيل بتجميد الاستيطان بشكل كلي. واعتبرت المصادر أن تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي انتقد فيها الدول العربية والفلسطينيين بسبب رفضهم تقديم بوادر حسنة اتجاه إسرائيل مقابل وقف الاستيطان مؤشر على استعداد الولايات المتحدة للتوصل إلى صيغة توافقية تتيح لإسرائيل الاستمرار في البناء الاستيطاني بذريعة سد احتياجات النمو الطبيعي.

وذكرت صحيفة "الأيام" الفلسطينية أن ميتشيل أن المبعوث الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشيل أبلغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال اتصال هاتفي، الأسبوع الـماضي، أن جميع الاتصالات واللقاءات التي جرت مع الـمسؤولين الإسرائيليين وتحديداً وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك أخفقت في التوصل إلى اتفاق تنفِّذ بموجبه الحكومة الإسرائيلية ما تطلبه منها الإدارة الأميركية بوقف الاستيطان بشكل كامل.

وتخشى الـمصادر الفلسطينية من أن تحاول الإدارة الأميركية في مسعى منها لحفظ ماء الوجه ــ بعد الضجة الكبيرة التي أثارتها بإصرار الرئيس الأميركي في كل مناسبة على وقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية بما فيها النمو الطبيعي ــ الوصولَ إلى تسوية بهذا الشأن مع الحكومة الإسرائيلية.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد حمل مسؤولية التعنت الإسرائيلي للعرب والفلسطينيين، وقال خلال لقاء مع ممثلي المنظمات اليهودية يوم الاثنين الماضي إن الزعامة الفلسطينية لا تبدي قيادة والرؤساء العرب لا يتحلون بالشجاعة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلا عن ممثلي المنظمات أن أوباما قال خلال اللقاء: "توجهت برسائل لقادة الدول العربية ودعوتهم إلى دعم السلام والتعبير عن ذلك عن طريق تقديم بوادر حسنة(لإسرائيل). ولكن للأسف، وجدت لديهم نقص في الشجاعة. ووجدت أن الزعامة الفلسطينية لا «تبدي قيادة»(لا تتحلى بصفات القادة)".

وقالت الصحيفة أن معظم المشاركين في اللقاء أيدوا ممارسة ضغوط على إسرائيل بشأن تجميد الاستيطان، وقال البعض أن الإدارة الأمريكية يجب أن تلين مواقفها.

وأعلن قبل أيام أن أباما حث العرب في رسالة وجهها للقادة العرب على العمل على فك عزلة إسرائيل. وأعرب عن أمله في رسالة وجهها للملك المغربي محمد السادس أن يؤدي المغرب دورا رائدا في المصالحة مع تل أبيب.

التعليقات