31/10/2010 - 11:02

هآرتس: قضية شاليط لم تكن على رأس سلم الأولويات

تقرير "هآرتس" يشير إلى الدور الكبير الذي تقوم به طائرات بدون طيار في إحباط عمليات المقاومة، ما يشير إلى تخصيص ساعات قليلة من عملها في مهمة البحث عن شاليط..

هآرتس: قضية شاليط لم تكن على رأس سلم الأولويات
كشفت صحيفة "هآرتس" أن هناك تصريحات ووثائق تشير إلى أن التصريحات التي ظلت تتكرر منذ أن أسر الجندي غلعاد شاليط، في حزيران/ يونيو 2006، والتي بموجبها فإن إسرائيل ستبذل قصارى جهدها لإطلاق سراحه، لم تكن دوما على رأس سلم الأولويات لدى قيادة الجيش، وأن بعض القرارات التي اتخذتها الحكومة منذ وقوع الجندي في أسر المقاومة الفلسطينية قد اتخذت خلافا لموقف الجيش.

كما يتضح أنه في الشهور الستة الأولى منذ وقوع الجندي في الأسر لم تحتل قضية تحديد مكانه الأولوية الأولى، ولم يتم تخصيص الوسائل اللازمة لذلك من قبل الجيش.

وقالت الصحيفة إنه منذ وقوع الجندي في أسر المقاومة في الخامس والعشرين من حزيران/ يونيو 2006، فإن الجزء الأهم في العمل الاستخباري لتحديد موقع شاليط يرتبط بتفعيل طائرات بدون طيار ووسائل أخرى لدى سلاح الجو، والتي يخصص القسم الأكبر من ساعات عملها في اليوم لوحدات مختلفة في الجيش الإسرائيلي، مع الإشارة إلى أن تكلفة ساعة طيران كهذه تصل إلى 2000 شيكل في الساعة.

وأشارت الصحيفة إلى ما نشر سابقا بشأن وجود خلافات بين الجيش وبين الشاباك حول النشاطات من أجل إطلاق سراح شاليط، وأن الشاباك ادعى أن هذه المسألة لم تكن على رأس سلم أولويات الجيش.

وبحسب الصحيفة يتضح الآن أنه في كانون الأول/ ديسمبر 2006، أي بعد ستة شهور من وقوع الجندي في الأسر، جرى لقاء بين قائد شعبة العمليات في الجيش، طال روسو، وبين نظيره في الشاباك، حيث تمت مناقشة قضية شاليط. وادعى الشاباك أن هناك أطرافا يمكن الارتباط بها من أجل جمع معلومات استخبارية بما يتصل بتحديد مكان شاليط، إلا أنه هناك مشكلة في ساعات تحليق الطائرات بدون طيار، الأمر الذي لا يتيح استغلال ذلك إلى الحد الأقصى. كما تبين من خلال اللقاء أن الشاباك حتى ذلك الحين لم يقم بتعيين أي طاقم خاص لمعالجة هذه القضية.

وفي العام 2007، وخلال فحص داخلي للجيش بشأن استغلال ساعات عمل الطائرات بدون طيار، ادعى الشاباك أن مهمة تحديد مكان شاليط لم تكن على رأس سلم الأولويات المطلوبة، ولم يتم تخصيص ساعات طيران إضافية لهذه المهمة حتى كانون الأول/ ديسمبر 2006.

وقالت الصحيفة أن مشكلة تخصيص الموارد المطلوبة لم يتم حلها إلا في شباط/ فبراير من العام 2007، بعد أن عرضت المسألة على وزير الأمن في حينه، عمير بيرتس. وفي أعقاب قراره أصدرت شعبة العمليات في الجيش تعليماتها إلى وحدات الجيش المختلفة بتخصيص ساعات طيران لصالح عملية البحث عن شاليط. وعلى سبيل المثال تشير الصحيفة إلى أنه في كانون الثاني/ يناير من العام 2007 خصصت الوحدات المختلفة في الجيش 14 ساعة طيران لهذه القضية من بين 120 ساعة. وبعد شهر من ذلك تمت مضاعفة ساعات الطيران المخصصة للبحث عن شاليط.

وتابعت أنه في كل ما يتعلق بتفعيل طائرات بدون طيار في مهمة البحث عن شاليط كانت هذه المسألة تحتل الأولوية الثانية في سلم الأولويات لدى الجيش إلى جانب مهمات أخرى. أم الأولوية الأولى فكانت "إحباط عمليات المقاومة".

وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن رئيس هيئة أركان الجيش في حينه، دان حالوتس، قد عارض بشدة وقف إطلاق النار مع حركة حماس في نهاية العام 2006 إلى حين يتم إطلاق سراح شاليط. وفي المباحثات التي أجريت في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2006، أي بعد أيام معدودة من سريان مفعول وقف إطلاق النار، قال حالوتس إنه يعتقد أنه يجب عدم التوصل إلى وقف إطلاق النار إلا بعد إطلاق سراح شاليط. وفي حينه لم توافق الحكومة على اقتراحه. وفي السياق ذاته عارض رئيس شعبة التخطيط في الجيش، عيدو نحوشتان، توصيات المنسق الأمني الأمريكي، كيت دايتون، بشأن المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة، إلا أن الحكومة لم تأخذ بموقفه.

وفي تعقيبه على ما نشرته الصحيفة، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الجيش والشاباك يعملان سوية في البحث عن شاليط لإطلاق سراحه. وأنه منذ سنتين يتم تخصيص موارد كثيرة، وعلى حساب مهمات أخرى في بعض الأحيان، من أجل هذا الهدف.


التعليقات