هوف لم يحصل من الإسرائيليين على تسهيل لمهمته وسيصل لدمشق صفر اليدين

تمسكت إسرائيل بمواقفها المتشددة من المفاوضات مع سوريا بشأن هضبة الجولان، وأبدت مواقف لا تدع مجالا في الأفق المنظور لحل سياسي. ورغم التأكيدات الإسرائيلية الرسمية المتكررة بأن فكرة الانسحاب الكامل من الجولان غير واردة، أعرب نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون عن استعداد إسرائيل لاستئناف المفاوضات مع سوريا دون شروط مسبقة(الانسحاب من الجولان هو شروط مسبقة من وجهة النظر الإسرائيلية ).

واجتمع المستشار فريد هوف مع عدة مسؤولين إسرائيليين خلال زيارة استمرت أربعة أيام وتكهنت وسائل الإعلام المحلية باحتمال أن تكون جزءا من مساعي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاستكشاف سبل استئناف المفاوضات الاسرائيلية السورية.

وقالت مصادر إسرائيلية أن نائب الوزير أيالون أكد خلال الاجتماع مع هوف "استعداد إسرائيل لتجديد المفاوضات مع سوريا دون شروط مسبقة". وأضاف نائب وزير الخارجية أنه لا يمكن التحدث عن السلام من جهة ومواصلة التحريض على الحرب من جهة أخرى بواسطة حزب الله وحماس والعلاقات مع إيران.

واجتمع المبعوث الأمريكي كذلك مع مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن القومي عوزي أراد على أن يتوجه بعد قليل إلى دمشق. الذي أبدى قبل أيام مواقف رافضة للانسحاب من الجولان. ودعا إلى الاحتفاظ بأجزاء كبيرة منه في أية تسوية مع سوريا.

وكرر الاسرائيليون عرضهم الذي طال عليه الامد استئناف المحادثات المباشرة مع سوريا اذا نأت بنفسها عن ايران والتنظيمات المسلحة المناهضة لاسرائيل في لبنان والاراضي الفلسطينية.

وترفض سوريا الشروط الإسرائيلية وتستخف بها وتصر على ان اي مفاوضات ينبغي ان تضمن استعادتها لمرتفعات الجولان المحتلة التي ضمتها اسرائيل في خطوة لا تلقى اعترافا دوليا. وتصف اسرائيل ذلك بأنه «شرط مسبق غير مقبول».

وقلل الرئيس السوري بشار الاسد أيضا من احتمالات استئناف المفاوضات قائلا انه لا يرى شريكا اسرائيليا في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية التي تولت السلطة في مارس اذار.

ولم تدل سفارة الولايات المتحدة في تل ابيب على الفور بأي تعليق بشأن زيارة هوف.

وكان هوف وهو مستشار ميتشل بشأن سوريا ولبنان وضع في وقت سابق هذا العام اقتراحا أكاديميا لحل النزاع بخصوص الجولان من خلال تحويل جانب كبير من الهضبة الاستراتيجية الى محمية طبيعية يمكن لكل من السوريين والاسرائيليين الوصول اليها.

لكن مصدرا سياسيا اسرائيليا قال انه لم تجر مناقشة تفصيلية لمثل هذا الاقتراح خلال زيارة هوف.

ووصف المصدر اجتماعات هوف بأنها "جلسات استطلاع للافكار" وقال "فكرة ان هوف جلب معه خرائط على أمل تنفيذ شيء ما فكرة زائفة."

وكانت اخر محادثات مباشرة بين سوريا واسرائيل في عام 2000 في الولايات المتحدة ولم يصل الجانبان الى اتفاق بسبب المواقف الإسرائيلية المتعنتة حول مستقبل الجولان. وعقدا محادثات غير مباشرة بوساطة تركيا العام المضي لكن سوريا جمدت تلك المحادثات احتجاجا على الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل في ديسمبر كانون الاول ويناير كانون الثاني على قطاع غزة قطاع غزة.