31/10/2010 - 11:02

ورقة بخط يد ضابط إسرائيلي تثبت أن جنود الاحتلال تلقوا تعليمات واضحة بإستهداف سيارات الإسعاف والإنقاذ والمدنيين خلال العدوان على غزة

كتب الضابط في الورقة التي حصلت عليها الصحفية عميرا هس من صحيفة هآرتس تعليمات لجنوده، ومعلومات يجب أن ينقلها لقيادته. وتفيد تقديرات ضابط احتياط اطلع على الوثيقة .....

ورقة بخط يد ضابط إسرائيلي تثبت أن جنود الاحتلال تلقوا تعليمات واضحة بإستهداف سيارات الإسعاف والإنقاذ والمدنيين خلال العدوان على غزة
عثر باحث من جمعية المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بعد انسحاب قوات الاحتلال من منزل عائلة سامي دردونة في جبل الريس، بين أكوام القاذورات التي خلفها الجنود، ورقة مكتوبة بخط اليد، كتبها أحد الضباط الإسرائيليين، بعنوان "تقييم أوضاع" ويعود تاريخها لـ 16.1، وتشمل تعليمات بإطلاق النار على طواقم الإنقاذ والإسعاف، وقتل كل من يمر من الشارع الرئيسي في شارع صلاح الدين بغض النظر عن هويته أو جنسه أو جيله.

وكتب الضابط في الورقة التي حصلت عليها الصحفية عميرا هس من صحيفة هآرتس تعليمات لجنوده، ومعلومات يجب أن ينقلها لقيادته. وتفيد تقديرات ضابط احتياط اطلع على الوثيقة أن تقييم الأوضاع كتبه ضابط وحدة أو ضابط سرية. وبتقديره، الضابط وضع لنفسه نقاط رئيسية لنقل توجيهات للجنود على أساس توجيهات تلقاها من ضباط أرفع منه في وقت سابق.

الجزء العلوي من الصفحة مخصص لاستعراض سياسي قصير، كتب فيها: " الـساعات الـ24 القادمة لها أهمية خاصة، ثمة احتمال بأن لا يقبلوا(فصائل المقاومة) الاتفاق". وفي سياق الحديث عن وضع حماس يأتي الضابط على ذكر وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام الذي استشهد في قصف منزله 15.1 .
ويكتب أيضا: " القيادة المحلية تريد(وقف إطلاق النار)، والخارجية منقطعة". وعن نوايا حماس كتب: " العدو يريد تحقيق اختطاف(تنفيذ عمليات اختطاف جنود)، إسقاط منازل(هدم المنازل التي يستولي عليها الجنود)، وإطلاق قذائف مضادة للدروع عن بعد".

في النصف السفلي من الورقة يورد تعليمات إطلاق النار، ويكتب: "تعليمات إطلاق النار: فتح النار حتى على طواقم الإنقاذ، على النساء والأطفال- لا. العبور من طانشر(تسمية لشارع صلاح الدين) يعتبر إدانة.

وحسب جنود شاركوا في الحملة العسكرية، مصطلح "إدانة" يعني إطلاق النار بهدف القتل، «الإنزال» الكلمة الدارجة في صفوف الجيش وهي مأخوذة من عالم العصابات السفلي.

وتعتبر البنود المكتوبة دليلا قاطعا أن أن ضباط الجيش أصدروا تعليمات واضحة لجنودهم بفتح النار على طواقم الإسعاف والإنقاذ الفلسطينية، وتعني أنها تعليمات تنقل بتراتبية قيادية.
ويؤكد ضابط الاحتياط الذي استعانت به الصحيفة لتحليل ما هو مكتوب في الورقة إن « تعليمات إطلاق النار لا تأتي بمبادرة من ضابط وحدة أو سرية بل تأتي التوجيهات من القيادة العليا».

البند الأخير في ورقة "تقييم الوضع" يدعى " أعراف عملانية- ساعة القتال". ويفصل فيه الضابط بعض الأمور التنظيمية، والبند الأخير من هذا الباب هو «خرأنة المنازل»(ترجمة من كلمة عربية بمعنى غائط )".

وقال جنود احتياط استفسرت منهم صحيفة هآرتس عن معنى المصطلح، إن المصطلح غير معروف لهم. إلا أن منازل كثيرة في غزة استخدمها جنود الاحتلال كثكنات عسكرية خلف الجنود خلفهم قذارة لا يمكن تحملها أو تنظيفها، ففي منزل العائلة المذكورة وجد أصحاب المنزل كل ملابس العائلة مكومة في مكان واحد وعليها غائط الجنود.

وتوجهت هآرتس للناطق بلسان الجيش سائلة: هل "خرأنتة منازل" تعني عملية مقصودة لتحويل المنازل إلى مخرأة(مكان لقضاء الحاجة)". فيما قال جندي احتياط إن الذهاب إلى المراحيض كان يدخل في التوجيهات العسكرية، وأن الجنود طلب منهم قضاء حاجتهم في مكان لا يعرضهم للخطر.
على الجهة الثانية من الورقة كتب: لجنود جولاني بالنجاح وموقعة باسم أحد الضباط الذي احتفظت الصحيفة بتفاصيله.

التعليقات