31/10/2010 - 11:02

وصفه زحالقة بالمتوتر والخائف من تقرير غولدستون؛ نتانياهو يطالب السلطة الفلسطينية بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية والإعلان عن نهاية الصراع

ويزعم أن جيش الاحتلال قد التزم بقوانين الحرب وأنه حافظ على المدنيين خلال الحرب * النائب زحالقة يقاطعه بقوله إن جيش الاحتلال قتل أكثر من 400 طفل خلال الحرب..

وصفه زحالقة بالمتوتر والخائف من تقرير غولدستون؛ نتانياهو يطالب السلطة الفلسطينية بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية والإعلان عن نهاية الصراع
في كلمته يوم أمس، الإثنين، في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية السلطة الفلسطينية بالاعتراف بإسرائيل والإعلان عن نهاية الصراع. كما زعم نتانياهو أن جيش الاحتلال قد التزم بقوانين الحرب خلال الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة وأنه حافظ على المدنيين. وخلال كلمته قاطعه النائب د.جمال زحالقة بالقول إن جيش الاحتلال قتل أكثر من 400 طفل فلسطيني خلال الحرب.

وهاجم نتانياهو تقرير لجنة غولدستون بشدة، وادعى أن التقرير يشكك فيما أسماه "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". كما توجه في كلمته إلى السلطة الفلسطينية ودعاها إلى الاعتراف بإسرائيل والإعلان عن نهاية الصراع.

وقال نتانياهو "إن الحق في الدولة اليهودية وفي الدفاع عن النفس هي من أسس وجود الشعب اليهودي، وهما مرتبطان ببعضهما البعض". وقال إن الهجوم قد تصاعد على "الدولة اليهودية" وعلى "حقها في الدفاع عن نفسها" في أعقاب الحرب الأخيرة على لبنان (تموز/ يوليو 2006) والحرب الأخيرة على قطاع غزة (نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2008).

وكرر نتانياهو مرة أخرى هجومه على التقرير وعلى معدي التقرير، كما كرر زعمه بأن التقرير يشكل خطرا على السلام ويشجع "الإرهاب".

وقال أيضا إن حركة حماس قد أعلنت صراحة عن رغبتها في القضاء على إسرائيل، معتبرا ذلك "جريمة حرب بموجب ميثاق الأمم المتحدة". واعتبر أيضا إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، الوسيلة الوحيدة للقطاع لصد الاحتلال وفك الحصار، جريمة حرب. كما اعتبر احتجاز الجندي الإسرائيلي، غلعاد شاليط، بدون تمكين الصليب الأحمر من زيارته، جريمة أيضا.

ورغم العدد الكبير من الضحايا المدنيين من الأطفال والنساء والمسنين، ورغم حجم التدمير الهائل للمباني السكنية والمساجد، خلال الحرب العدوانية الأخيرة على القطاع، فقد زعم نتانياهو أن جيش الاحتلال قد حافظ على المدنيين أكثر من أي جيش في التاريخ.

وهنا قاطعه النائب د.جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي البرلمانية، بالقول: "لقد قتلتم 400 طفل في قطاع غزة".


وتابع نتانياهو مزاعمه بأن جيش الاحتلال التزم بقوانين الحرب أكثر من أي جيش آخر في العالم. وأضاف: "عندما يأتون لمحاكمة قادة إسرائيل وجنود الجيش الذين خاضوا حربا عادلة ضد مجرمي حرب فإن ذلك يعتبر قلبا مطلقا للحقيقة والعدل".

وقال أيضا إن إسرائيل لن توافق على استدعاء إيهود باراك وإيهود أولمرت وتسيبي ليفني وقادة الجيش إلى المحكمة الدولية في هاغ. وأضاف أن إسرائيل لن توافق على استدعاء جنودها وقادتهم إلى المحكمة.

وطالب نتانياهو السلطة الفلسطينية بأن تقول لشعبها بأن "الدولة اليهودية ليست عدوة للإسلام، وإنما تسعى للسلام، ويجب تحقيق السلام معها". وادعى أن الحكومات الإسرائيلية الأخرى كانت على استعداد لتقديم تنازلات بعيدة المدى، وأنها اقترحت تنازلات وأجرت محادثات ولقاءات، بيد أن ذلك لم يسفر عن أي نتيجة، وذلك بادعاء أن القيادة الفلسطينية ليست على استعداد للإعلان عن انتهاء الصراع. على حد تعبيره.
وبدوره دعا الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، الحكومة الإسرائيلية إلى عدم التخلي عن المفاوضات في ظل ما أسماه "تقلص الفجوة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية". كما أكد على أنه السلام بالنسبة لإسرائيل هو أمر ضروري من أجل استكمال بنائها.

وقال بيرس إن "بناء دولة إسرائيل لن يكتمل طالما لم تكتمل عملية السلام". وقال إنه يعرف بشأن الحديث عن عدم وجود شريك عربي، وأنه لا يوجد شريك للسلام من الناحية الحسية. وأضاف أن "السلام الموجود والسلام الآتي لن يكون رومانسيا، ولن يأتي من المودة، وإنما من الضرورة"، على حد تعبيره.

وقال أيضا إنه يعرف أن السلام مع مصر ومع الأردن ليس سلام مودة، وأنه يسمع فيهما تحريض ضد إسرائيل. إلا أنه لم تنشب أية حروب مع مصر خلال الـ30 عاما الأخيرة، ولا مع الأردن خلال ألـ15 عاما الأخيرة.

ودعا بيرس الحكومة الإسرائيلية إلى عدم التخلي عن المفاوضات والبحث عن أية وسيلة لوضع حد للصراع. وقال أيضا "هناك حروب لا بد منها، ويوجد سلام أيضا لا بد منه، وهو الأفضل، خاصة في مع تقلص الفجوة بين الموقف الإسرائيلي وبين الموقف الفلسطيني، على حد قوله.

وتطرق بيرس في كلمته إلى التعليم، مشيرا إلى أنه لا يقل أهمية عن السلام والأمن. وقال "لا يوجد لدى إسرائيل ثروة سوى الثروة البشرية، وهي ثروة لا تنتقل بالوراثة، وإنما يجب إنتاجها لكي يتم توريثها".

وفي هذا السياق تناول بيرس ما يسمى بـ"هروب الأدمغة" من إسرائيل، وقال إنه يجب عدم التماشي مع ذلك، وأنه يجب توجيه قسم من المداخيل الناجمة عن النمو الاقتصادي واكتشاف الثروات الطبيعية، مثل الغاز، إلى التربية والعلوموصف النائب د. جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، خطاب نتنياهو بأنه خطاب عصبي ومتوتر في مضمونه وطريقة إلقائه، ويكشف خشية صاحبه من تقرير غولدستون.

وقال: "حين قال إنه لن يسمح بتقديم أولمرط وليفني وبراك وضباط الجيس للمحاكمة الدولية، فهو يعبر عن قلقه من إمكانية حصول ذلك. وما هجومه المنفلت على التقرير وعلى معدي التقرير إلا دليل تخوف من نتائجه".

وأضاف النائب زحالقة أن نتنياهو قرّر مهاجمة تقرير غولدستون بدلاً من مواجهة الحقيقة، وهي أن اسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة وقتلت أكثر من 400 طفل فلسطيني، فمهما خطب وضلل نتنياهو فلن يستطيع التستر على الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل في قطاع غزة.

وحول ادعاء نتنياهو أن إسرائيل قامت بالدفاع عن نفسها في حرب غزة الأخيرة، تساءل زحالقة هل قتل الاطفال والنساء والشيوخ والمدينين وهدم البنى التحتية وسجن اكثر من مليون ونصف انسان هو دفاع عن النفس؟ وأردف: إذا كان قتل 400 طفل ليست جريمة حرب فما هي جرائم الحرب؟

وأضاف زحالقة أن نتنياهو يطالب الفلسطينيين أن يصبحوا صهاينة من خلال مطلبه بالإعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وهدفه هو التملص والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني ولأية تسوية عادلة.

وخلص إلى القول إن نتنياهو تبنى مبدأ: "إذا كنت تعد للحرب تحدث عن السلام". وقال زحالقة: نتنياهو شخص خطير وهو تهديد لأمن وسلامة شعوب المنطقة وليس الشعب الفلسطيني وحده.

وكان بيبي نتيناهو قد القى خطابه في الجلسة الافتتاحية للدورة الشتوية في الكنيست. وصوت مع خطاب نتنياهو 56 عضو كنيست وعارضه 32 عضواً.

ولخص زحالقة الخطاب قائلاًُ: "نتنياهو متوتر وخائف من نتائج تقرير غولدستون، وعلى غير عادته كانت لغة الجسد تؤكد ذلك بشكل جلي لدى تطرقه إلى التقرير".

التعليقات