31/10/2010 - 11:02

يوسي سريد في مقابلة خاصة: شارون سيفعل فقط كل ما هو جيد بالنسبة له

"اليسار الاسرائيلي في مشكلة، لأنهم يقولون عن شارون إنّه يساري، وعن حزب العمل إنه اليسار في اليسار. فجأة كلهّم يسار"* "يوجد فاسدون أكثر من اللازم في "كديما" ولا أعرف إلى أين يتجه هذا الحزب

يوسي سريد في مقابلة خاصة: شارون سيفعل فقط كل ما هو جيد بالنسبة له
اليوم، بعدما اعتزل الحياة السياسية، يطّل عضو الكنيست، يوسي سريد، على ماضيه القريب ولا يوفّر انتقادات لاذعة للمشهد السياسي الحاصل في إسرائيل معتبرًا المستقبل غامضًا بفعل غموض السياسيين الإسرائيليين.

حين تسأله عن مستقبل الخارطة السياسية يقول من دون تردد: "لا أعرف".

ماذا يقول عن "كديما" واليسار الاسرائيلي المندثر؟ وكيف ستؤثر الخارطة السياسية على مستقبل العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية؟ وكيف يقيّم "العمل" برئاسة بيرتس؟
على كل هذه الاسئلة يجيب سريد بسخرية لا متناهية في هذه المقابلة الخاصة:

*ما هو المذاق الذي تركته الحلبة السياسية لديك؟

- أي مذاق تريد عندما أرى "سوق الخيول" وعندما يُعرض السياسيون للبيع والشراء. أنا لست حصانًا ولا يستطيعون بيعي وشرائي أبدًا، لذا مكاني ليس هناك أبدًا.
أنا مسرور من عدم وجودي معهم. كانت أمي تقول لي دائمًا عن أشخاص لا يعجبونها: هؤلاء أصحاب لا يليقون بك. وبالفعل، هؤلاء لا يليقون بي.

*ولماذا لم يفكر سريد بأن يغيّر هذا الواقع من الداخل؟

- أنت محق، ولكنّي رأيت عدم جاهزية الجمهور الاسرائيلي للتغيير. فالجمهور ليس معنيًا أصلاً بالتغيير واستطلاعات الرأي تؤكد هذا. الجمهور يمنح ثقته لسياسيين يؤدون دورًا سلبيًا برأيي. وإذا كان هذا ما يريده الجمهور فليكن. أنا لست شريكًا. ما يريده الجمهور سيناله في النهاية. وأنا أغيّر رأيي ولا أستطيع تغيير جمهور كامل.
توجد نكتة روسية قديمة تتحدث عن رجل انتابه القرف من كل شيء. وبعد ما قرف جدًا جدًا قال: أنتم أبقوا هنا وأنا سأذهب إلى الجحيم. وهذا بالضبط ما أقوله: أنتم أبقوا هنا وأنا سأذهب للجحيم.

* كيف ترى مستقبل الخارطة السياسية في ظل هذه التنقلات؟

- لا أعرف، صدقني. فأحد لا يكشف أوراقه أبدًا، بالعكس، كل الأوراق مغلقة ولا اعرف ماذا من الممكن أن يجري مستقبلاً. ربما سنشهد تطورات جيدّة وربما سيئة. برأيي، الجمهور الاسرائيلي سيشتري قططًا في أكياس عندما ينتخب ولا يعرف ماذا يخبئ له المستقبل. واذا سألتني عن اجابة نهائية، فأنا لا أعرف ما يخبئه المستقبل.

* أنت لست شريكًا ولا مرشحًا ولكن هل ستنتخب؟

- لم لا؟ سأذهب وانتخب. وحتى في هذه الايام السيئة يوجد بعض الجيدين. فأنا أحب زوجتي كثيرًا، ولكن لن أجلس إلى جانبها أربع وعشرين ساعة يوميًا. أعدك بأنّ صوتي سيكون مسموعًا مثل الماضي وربما أكثر. سأسمع الجميع صوتي من على منابر أخرى فأنا من هؤلاء الناس السعداء الذين لا يحتاجون إلى مقعد في الكنيست لإسماع صوتهم.

* كنت دائمًا ضد الليكود، والليكود اليوم يتفكك. لماذا تحتسب التطورات سلبية رغم تفكك الليكود الذي عارضته طوال فترتك السياسية؟

- من قال لك إني بكيت لان الليكود تفكك؟!. بالعكس. أنا لا أبكي على تفكيك الليكود، فهذه خطوة جيّدة وإيجابية للغاية. ولكن عند تفكيك شيء يجب إعادة تركيب ما فكّكت. مثلاُ، عندما نقوم بتفكيك ساعة يد، عليك أن تعيد تركيبها. وشارون فكّك الليكود فعلاً ولكني لا أعرف ماذا سيركّب فيما بعد.

* يركّب "كديما"؟

- للأسف، يوجد فاسدون أكثر من اللازم في "كديما". ولا أعرف شخصيًا إلى أين يتجه هذا الحزب. في "كديما" يقبلون السياسي ليس من دافع رؤيته السياسية لا بل نتيجة استطلاعات الرأي. وأنا لا أعرف بالضبط ماذا سيجري مستقبلاً. أعود وأكرّر، من ناحية أخرى تم تفكيك رعاع الليكود وهذا أمر جيّد. وماذاسينتج هذا الواقع مستقبلا؟ فأنا لا أعرف.

* كيف تعقّب على انضمام شاؤول موفاز الى "كديما" وانسحابه من ليكود ؟

- هذه انتهازية صرف. لم يقم موفاز بهذه الخطوة لأن مبادئه وبرامجه السياسية فرضت عليه هذا الانتقال. لا بل أراد انقاذ نفسه. أنا لا أكّن التقدير لمثل هذه التنقلات. بالامس فقط هاجم "كديما" وكل من يقف وراءها واليوم يصافح "كديما" وقادتها. ليس هذا ما أطمح إليه في السياسة. ولا حتى في الحياة العادية. موفاز فكّر بالافضل لموفاز ولم يفكر بأي شيء آخر. وأنا لا يهمنّي ما هو الأفضل لموفاز ولا حتى موفاز نفسه. لماذا على موفاز أن يهمني؟ موفاز أصلا لا يهمني.

*أنت جزء من اليسار الاسرائيلي، وبات اليسار من دون خطة وطرح خاصة بعد تنفيذ "فك الارتباط" كيف تفسّر وضع اليسار اليوم وانكساره في الفترة الاخيرة؟

- برأيي فإن اليسار الاسرائيلي في مشكلة، تعرف لماذا؟ لأنهم يقولون عن شارون إنّه يساري، وعن حزب "العمل" إنه اليسار في اليسار. فجأة كلهّم يسار.
كانت في الماضي موضة قال فيها الجميع عن أنفسهم إنهم "يمين". كانوا يقولون: "نحن اليمين ونحن اليمين ونحن المعسكر القومي للدولة". ولكن اليوم لا نسمع تعبير"المعسكر القومي" رغم ان الجميع كان ذات مرة "معسكرًا قوميًا". اليوم كل واحد يطلي نفسه بألالوان اليسارية التي يريد. وهذه مشكلة.

* إلى أي مدى برأيك سيؤثر التغيير في حزب العمل على الخارطة السياسية في إسرائيل؟

- هناك انتعاش. كانت المياه هادئة جدًا واليوم توجد أمواج خفيفة فوق المياه. أعلم جيدًا أن استطلاعات الرأي لم تبشر خيرًا ولكن اختيار عمير بيرتس هو اختيار جيد. تخيّل لو أن شمعون بيرس انتخب لرئاسة الحزب، سيكون الوضع مملاً. لان بيرس وافق على أن يكون خادمًا لارييل شارون. واذا كان بيرس قبل وظيفة الخادم، فلماذا علي أن أنتخب الخادم. سانتخب السيّد مباشرةَ. لبيرتس توجد مصالح اخرى.

*ولكن ينتقدونه بأنه عديم الخبرة؟

- لقد قال لي صديق: "لقد رأينا هؤلاء أصحاب الخبرة"!

*كيف ستؤثر هذه التحولات الغريبة في الخارطة السياسية على العلاقة مع المسيرة نحو الحل مع الفلسطينيين؟

- صدقني، لا أعرف قلت لك... فالسياسيون لا يفصحون عن شيء... لا أعرف. أنا أسمع ما أسمعه وأرى ما أراه. ولست نبيًا... من الممكن ان تكون تطورات جيّدة أو سيئة. عند شارون لا يمكن فهم أي شيء. ولكني أشكك في طريق شارون أصلاً. وشكوكي ليست نابعة منّي لا بل من تاريخه المضلل. شارون سيفعل فقط كل ما هو جيد بالنسبة له. فاذا رأى أن من مصلحته الذهاب قليلاً الى اليسار سيذهب وإذا قرر العكس فسيفعل. لا أثق بأرييل شارون.

* وكيف تفسر الشعبية التي ينالها من العالم
؟
- العالم يمنحه فرصة من أجل التقدم على أمل التقدم.

* وماذا سيفعل يوسي سريد الآن بعد انهاء عمله السياسي؟

- غمروني في الاقتراحات ولا أستطيع اليوم كتابة ما يطلبونه مني. توجهوا إليّ من وسائل إعلام كثيرة لتقديم تحليلات يومية ولا يوجد خطر من الا تسمع ما أفكر به أنا.

التعليقات