04/03/2011 - 13:59

نتنياهو: دولة ثنائية القومية ستكون مصيبة، وقريبا سأعرض خطة سياسية

نقلت صحيفة «هآرتس» اليوم أنّ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، سيعرض في الأسابيع القريبة المقبلة خطة سياسية جديدة، وذلك في محاولة لكسر الجمود في المفاوضت والخلاص من العزلة الدولية الحادة التي تعيشها اسرائيل، حسب تعبير الصحيفة.

نتنياهو: دولة ثنائية القومية ستكون مصيبة، وقريبا سأعرض خطة سياسية

نقلت صحيفة «هآرتس» اليوم أنّ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، سيعرض في الأسابيع القريبة المقبلة خطة سياسية جديدة، وذلك في محاولة لكسر الجمود في المفاوضت والخلاص من العزلة الدولية الحادة التي تعيشها اسرائيل، حسب تعبير الصحيفة.

 

ونقلت عن نتنياهو قوله تحذيره في الأيام الأخيرة وفي محادثات مغلقة من ان "دولة ثنائية القومية ستكون مصيبة لإسرائيل، وعليه فيجب اتخاذ خطوة سياسية تزيل التهديد. وحسب الصحيفة، يخضع نتنياهو في الأسابيع الأخيرة لضغط دولي شديد للغاية، والتي تتجسد في التصويت الأوروبي ضد اسرائيل في التصويت في مجلس الأمن في الأمم المتحدة بشأن المستوطنات، لافتاً إلى أن الفيتو الأمريكي الذي تحقق بصعوبة شديدة والحديث القاسي الأسبوع الماضي مع المستشارة الالمانية انجيلا ماركيل، هزت نتنياهو.

 

وقالت الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي، روسيا والأمم المتحدة تعمل معا على حث قرار غير مسبوق في اجتماع الرباعية في باريس بعد أسبوع. وحسب مسودة القرار التي بدأت الأطراف تعمل عليها، ستعلن الرباعية أن الدولة الفلسطينية ستقوم على أساس حدود 67 مع  تبادل للأراضي. وفي قسم من المسودات تذكر حتى القدس الشرقية كعاصمة الدولة الفلسطينية. وقالت الصحيفة إن لم يكن هذا بكاف، فان التدهور في الاستطلاعات الأخيرة يضيف فقط الضغط الشديد الذي يعيشه نتنياهو.

 

وحسب مصادر في مكتب رئيس الوزراء، يجري نتنياهو في الأسابيع الأخيرة اتصالات مع الإدارة الأمريكية لبلورة خطوة لاستئناف المفاوضات. وقالت إن مستشار نتنياهو، رون ديرمر، سافر سرا إلى واشنطن قبل أسبوع والتقى مع مسؤولين كبار في البيت الأبيض. وبالمقابل، وصل أمس إلى إسرائيل المبعوثان الأمريكيان دنيس روس وفريد هوف والتقيا نتنياهو في حديث طويل. وشرح أحد مستشاري نتنياهو قائلا انه "تبلور لدى رئيس الوزراء فهم بأن الجمود السياسي لا يعمل في صالح إسرائيل. وبعد بضعة أسابيع من الاضطرابات في العالم العربي يعتقد بأن هناك أيضا فرص وليس فقط تهديدات وينبغي استغلال الوضع الناشئ لإعادة تحريك المسيرة السياسية ووقف المبادرات الفلسطينية أحادية الجانب".

 

وقالت «هآرتس» إنه في محادثات مغلقة في الفترة الأخيرة بدأ نتنياهو يتحدث عن الخطر المقترب في شكل دولة ثنائية القومية. وقال نتنياهو لمستشاريه إن "هذا الميل سيتعزز. لعل هناك في إسرائيل من يعتقد بان دولة واحدة هي فكرة جيدة. أما أنا فأعتقد بان هذه ستكون مصيبة". وأضافت أن نتنياهو يرغب بأن يعلن عن خطته السياسية في خطاب يلقيه في الأسابيع القريبة المقبلة.

 

وإحدى الأفكار التي يحثها مستشارو نتنياهو هي إلقاء الخطاب في جلسة مشتركة لمجلسي النواب الأمريكيين في واشنطن. ومن المتوقع أن يسافر نتنياهو إلى واشنطن لحضور مؤتمر اللوبي المؤيد لإسرائيل "ايباك" في شهر أيار المقبل، ولكن مستشاريه يحاولون تقديم موعد الرحلة.

 

ولفتت المصادر إلى أن مسألة الخطاب في الكونغرس كانت جزءا مركزيا في المحادثات بين مكتب رئيس الوزراء والبيت الأبيض. وحسب مصدر إسرائيلي مطلع على التفاصيل، ففي هذه المرحلة يتحفظ الرئيس أوباما ومستشاروه من الفكرة، كونها ولدت في محادثات بين مستشاري نتنياهو وأعضاء كونغرس من الجمهوريين. كما أن البيت الأبيض لم يقتنع في أن خطاب نتنياهو سيكون "مبشرا" بما فيه الكفاية ومخترقا للطريق من ناحية الرسائل السياسية فيه.

 

وقال أحد مستشاري نتنياهو إن "رئيس الوزراء يريد أن يتقدم بشكل ذي مغزى ولكنه يريد أن يعرف بأن لديه إسنادا أمريكيا. إذا ما سارت الإدارة الأمريكية معه فإنه مستعد لان يقدم تنازلات قاسية".

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في مكتب نتنياهو قوله إن رئيس الوزراء أجرى عدة مداولات محصورة بالنسبة لسبل التقدم في المفاوضات. بعض من المداولات جرت في منزل رئيس الوزراء منعا للتسريب. وأشرك نتنياهو في المداولات مستشاريه رون ديرمر والمحامي اسحق مولكو، وكذا الوزيرين دان مريدور وبيني بيغن. في جزء من المداولات شارك أيضا وزير الأمن ايهود باراك.

 

وحسب «هآرتس»، يعترف مستشارو نتنياهو بأن رئيس الوزراء لم يقرر بعد ماذا سيكون مضمون خطابه وماذا ستكون طبيعة الخطة السياسية. تردد نتنياهو لا يزال يتراوح بين عرض خطة لتسوية سياسية شاملة وبين خطة لتسوية انتقالية على نمط "خطة موفاز" بموجبها تقوم دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، ولكن تتحدد المبادئ لحل المسائل الجوهرية. وقال أحد مستشاريه إن "نتنياهو يفضل خطة شاملة، ولكنه يخشى ألا يكون الفلسطينيون ناضجين لذلك وعليه فينبغي فحص إمكانية التسويات الانتقالية. إذا لم يكن هناك أفق للتسوية الدائمة، فينبغي تجنيد الأسرة الدولية لحل مؤقت مع مسار واضح للتقدم نحو تسوية دائمة".

 

ومع ذلك، فانه سواء المحافل الإسرائيلية أم المحافل الأمريكية شددت أمس على أن "الرب والشيطان يتواجدان في التفاصيل". المسألة المركزية هي إذا كان الحديث يدور عن نية جدية من نتنياهو للحسم في موضوع حدود 67 والمستوطنات، أما محاولة لإزاحة الضغط الدولي ومنع عرض حلول دولية مفروضة في اجتماع الرباعية القريب القادم. نتنياهو قلق جدا من موقف الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي. في الاسابيع القريبة القادمة يعتزم ارسال طواقم الى دول مثل فرنسا، بريطانيا، المانيا، اسبانيا وايطاليا ليعرض افكاره لتقدم المسيرة السلمية ولتلقي الإسناد الأوروبي للخطوة. 

 

التعليقات