18/07/2011 - 13:47

منتج أفلام هوليوود في خدمة المشروع النووي الإسرائيلي

كشف كتاب جديد يروي سيرة رجل الأعمال الإسرائيلي ومنتج الأفلام الهوليوودية، أرنون ميلتشين، أنه كان متعاوناً مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، خصوصاً في ما يتعلق بشراء معدات وتكنولوجيا للمفاعل النووي في ديمونا.

منتج أفلام هوليوود في خدمة المشروع النووي الإسرائيلي

ميلتشين وبراد بيت وأنجيلينا جولي

كشف كتاب جديد يروي سيرة رجل الأعمال الإسرائيلي ومنتج الأفلام الهوليوودية، أرنون ميلتشين، أنه كان متعاوناً مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، خصوصاً في ما يتعلق بشراء معدات وتكنولوجيا للمفاعل النووي في ديمونا.

والكتاب الصادر في الولايات المتحدة يحمل عنوان: "سري: سيرة أرنون ميلتشين - العميل السري الذي أصبح أمبراطوراً هوليوودياً"، وهو من تأليف مئير دورون وجوزيف غيلمان. وأكد الكتاب أن لميلتشين شبكة علاقات واسعة برؤساء الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والرؤساء الأميركيين السابقين إضافة إلى نجوم هوليوود. وذكر موقع "هآرتس" أن الكتاب ليس السيرة الذاتية الرسمية لميلتشين لكنه يستند إلى حوارات خاصة معه ومع شخصيات مقربة منه مثل الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، الذي قال في الكتاب: "أنا الذي قمت بتجنيده للعمل لصالح أجهزة الأمن"، وذلك خلال ستينيات القرن الماضي عندما شغل بيرس منصب نائب وزير الأمن. وقال إنه جند ميلتشين لوحدة "ملكام" السرية في وزارة الأمن، وهي "وحدة العلاقات المعلوماتية"، التي تخصصت بالتجسس التكنولوجي والعملي وزودت الصناعات الأمنية الإسرائيلية بالمعلومات التي تمكنت من سرقتها من الشركات الأجنبية، ومن أشهر سرقة تصميم طائرة ميراج الفرنسية واستنساخها بطائرة "كفير" الإسرائيلية، كذلك قضية الجاسوس جوناثان بولارد الذي عمل لصالح ولا يزال معتقلاً في الولايات المتحدة.

أما مهمة ميلتشين فكانت شراء معدات وتكنولوجيا ومواد للمفاعل النووي في ديمونا.

وقال موقع "هآرتس" إن الوحدة السرية المذكورة كان يرأسها بنيامين بلومبرغ حتى العام ١٩٧٨، إذ تم فصله من منصبه من قبل وزير الأمن آنذاك، اليعيزر فيتسمان، في أعقاب تولي حزب الليكود الحكم لأول مرة، وذلك بذريعة أن الوحدة السرية حولت أموالاً بطريقة غير قانونية إلى حزب العمل وإلى أطراف أخرى.

‫وحسب الكتاب، فإن بولمبرغ كان صديقاً مقرباً من ميلتشين واستعان به وبمجموعة من رجال الأعمال الإسرائيليين لإنشاء شركات وهمية في الخارج وفتح حسابات مصرفية سرية لتمويل صفقات سرية لصالح بناء المفاعل النووي في ديمونا خصوصاً، وللصناعات الأمنية الإسرائيلية عموماً.‬

‫ويروي الكتاب أن الغطاء لعمل ميلتشين كانت شركة "الأخوان ميلتشين" التي أقيمت منذ الانتداب البريطانية وتخصصت بتجارة المواد الكيماوية. وأضاف الكتاب أن ميلتشين وبلومبرغ أقاما شبكة علاقات سرية في مسؤولين في حكومة جنوب أفريقيا في عهد نظام الأبرتهايد ووثقا العلاقات بين البلدين في المجال النووي، إذ قامت جنوب أفريقيا بتزويد إسرائيل باليورانيوم الطبيعي إضافة إلى أجهزة ومعدات للمفاعل النووي في ديمونا، كما استخدمت إسرائيل الأراضي الجنوب أفريقية لإجراء تجارب على صواريخ طويلة المدى من طراز "يريحو" التي بمقدورها حمل رؤوس نووية، وذلك مقابل حصول جنوب أفريقيا على مساعدة إسرائيلية في تطوير مشاريعها النووية والصاروخية.‬

وذكرت صحيفة "هآرتس" أن الشبهات حول علاقة ميلتشين بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية توثقت بعدما أحبطت سلطة الضرائب الأميركية في سنوات الثمانين من القرن الماضي محاولات له لتهريب "محولات" كهربائية تستخدم في المفاعلات النووية وفي الصناعات الطبية بواسطة شركة "ميلكو" الأميركية التي كان يملكها.

وفي أعقاب الكشف عن محاولة التهريب، هرب مدير الشركة ريتشارد سميث من الولايات المتحدة بعدما أطلقت سراحه السلطات الأميركية بكفالة. وبعد أكثر من عقد تم اعتقال سميث في أسبانيا وحُكم عليه في الولايات المتحدة بالسجن وأطلق سراحه في العام ٢٠٠٥. أما مالك الشركة، ميلتشين، فقد حقق معه من قبل الـ"إف بي آي" لكن لم تقدم ضده لائحة اتهام حتى اليوم.

ويروي ميلتشين في الكتاب أنه توجه في أعقاب "قضية المحولات" لبيرس الذي كان رئيساً للحكومة وقتذاك، وطالبه بالضغط على الرئيس الأميركي رونالد ريغين لإنهاء القضية. ويزعم ميلتشين أن كافة نشاطته لصالح الأجهزة الأمنية الإسرائيلية كانت دون مقابل وأنها قام بها من أجل دولة إسرائيل.

وفي السنوات الأخيرة يتركز نشاط ميلتشين المالي في الاستثمار في المجال الاعلامي في إسرائيل والخارج، إذ يملك حصة من القناة العاشرة الإسرائيلية، إضافة إلى استثماراته الضخمة في انتاج الأفلام الهوليوودية، إذ أنتج حتى اليوم أكثر من مئة فيلم.

يذكر أن ميلتشين يتبنى مواقف سياسية يمينية متطرفة، وكان قد دعا إلى عدم السماح للعرب بالسكن في مدينة كرميئيل.

التعليقات