03/02/2012 - 10:04

رئيس الشاباك يدعي أن الجهاز لا ينظر إلى عرب الداخل كأعداء

ويضيف: قيادة عرب الداخل متطرفة أكثر من الجمهور.. مخاوف إسرائيلية من سقوط أنظمة "معتدلة" مثل السعودية وبعض إمارات الخليج.. المستوطنون يحافظون على القانون ولا يمارسون العنف

رئيس الشاباك يدعي أن الجهاز لا ينظر إلى عرب الداخل كأعداء
نقلت "هآرتس" محاضرة مغلقة في تل أبيب لرئيس الشاباك يورام كوهين، ألقيت يوم أمس الخميس، ادعى فيها أن الشاباك لا ينظر إلى عرب الداخل على أنهم "طابور خامس"، كما ادعى أن قيادة عرب الداخل، وهي قيادة منتخبة، "متطرفة" أكثر من الجمهور.
 
وأضافت الصحيفة أن كوهين استعرض خلال ساعة صورة الوضع السياسية الأمنية حسبما يراها الشاباك، مشيرة إلى أنه تناول محاولات إيران في ضرب ممثليات إسرائيلية لوقف اغتيال علماء الذرة، كما تحدث بصراحة عن عرب الداخل، والأعمال العدائية التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين، والعلاقات بين المستوطنين والحكومة، والجمود في ما يسمى بـ"عملية السلام".
 
وفي حديثه عن عرب الداخل، ادعى كوهين "إن عرب الداخل كجمهور ليسوا هدفا للشاباك، وهم ليسوا طابورا خامسا، ولا يجري التعامل معهم على أنهم كذلك، وإنما كجمهور فلسطيني يتماثلون مع إخوانهم في الضفة الغربية، ويجب تفهم ذلك.. كما أن مشاركتهم في الإرهاب تتراجع". على حد تعبيره.
 
وبحسب المعطيات التي عرضها فإن عرب الداخل كان لهم دور في ثلاث عمليات في العام الأخير، وأن عدد المشاركين فيها ليس كبيرا، مشيرا إلى أنه تم اعتقال 20-30 فلسطينيا من الداخل مقابل 2000 معتقل فلسطيني من الضفة الغربية.
 
وقال أيضا إن "مشاكل عرب الداخل (يطلق عليهم "عرب إسرائيل") مركبة، ولكنها ليست مشاكل أمنية..تهميش واندماج وعمل وإدارة فاشلة للسلطات المحلية وجرائم وسموم". وادعى أيضا أن القيادة الأيديولوجية لعرب الداخل "متطرفة" أكثر من الجمهور.
 
كما تناول كوهين المستوطنين، وادعى أنهم بغالبيتهم يحافظون على القانون ولا يمارسون العنف، مستثنيا مجموعة صغيرة من عشرات الناشطين في مستوطنة "يتسهار"، وصفها بأنها لا تعترف بالمجلس الاستيطاني، وقررت العمل بطرق إرهابية. وبحسبه فإن هذه المجموعة تقوم بعمليات إرهابية ضد العرب والأماكن المقدسة لكونها لا تستطيع القيام بعمليات ضد الحكومة أو الجيش.
 
ووصف كوهين التطورات في الشرق الأوسط على أنها "عدم استقرار.. بركان منفجر". وبحسبه فإن مصر وتونس وليبيا بحاجة إلى المزيد من الوقت للاستقرار والتأقلم مع الحياة الديمقراطية. كما أشار إلى أنه يخشى من سقوط أنظمة وصفها بـ"المعتدلة"، مثل السعودية وعدد من إمارات الخليج. وقال "هناك محاوف من أن يحصل تغيير في هذه الدول، سواء من الناحية الداخلية أم من ناحية التوجه نحو إسرائيل".
 
وأضاف أنه بالرغم من حالة عدم الاستقرار في المنطقة، إلا أن احتمالات اندلاع الحرب في السنة القريبة منخفضة جدا. وقال إن التهديدات التي تواجهها إسرائيل في السنة القريبة هي "إيران والمنظمات الفلسطينية في قطاع غزة".
 
وفي حديثه عن إيران، قال كوهين إن "إيران دولة مشكلية بالنسبة لإسرائيل، لكون النظام يتبنى ضرورة القضاء على دولة إسرائيل". وقال أيضا إنه في السنة والنصف الأخيرة حصل تباعد بين حركة حماس وإيران، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى زيادة تمويلها لحركة الجهاد الإسلامي. وأضاف "إن إيران تدرك أنه يوجد اعتبارات سياسية لدى حركة حماس، ولذلك قاموا بتحويل الموارد لحركة الجهاد في قطاع غزة، وأصبح لدى الأخيرة عدد من الصواريخ مماثل لما هو موجود لدى حركة حماس، باعتبار أن إيران تريد أن يكون لها أذرع قريبة من إسرائيل تساعدها عندما تقتضي الضرورة". على حد قوله.
 
كما ادعى أن إيران تحاول توجيه ضربات لممثليات إسرائيل في الخارج لخلق "ميزان ردع"، ووقف عمليات اغتيال علماء الذرة الإيرانيين. وأضاف أن إيران تبذل جهودا كبيرة في هذا الاتجاه بواسطة حرس الثورة، وأنه تم إحباط 3 محاولات في العام الماضي في تركيا وباكو العاصمة الأذرية وتايلند.
 
وقال أيضا إن مشكلة إسرائيل الأساسية في السنة القريبة هي كيف يمكن وقف تسلح المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة بالصواريخ التي يمكن أن تصل إلى المركز، بدون الحاجة إلى القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة.
 
وأضاف أن "حركتي حماس والجهاد لا ترغبان بفتح معركة ضد إسرائيل، ولكن تحاولان ردعها عن طريق زيادة الخسائر البشرية الإسرائيلية في حال قررت الحرب. وأن الهدف المركزي للحركتين هو زيادة مدى الصواريخ ودقتها وحجم رأسها المتفجر، وهما تعملان على ذلك بشكل قوي جدا".
 
واعتبر كوهين أن الوضع في الجنوب أصبح أكثر خطورة بسبب الوضع في سيناء. وقال "لا يوجد أي مشكلة في إطلاق النار من سيناء باتجاه الطائرات أو السفن الإسرائيلية، خاصة وأن مصر الآن لا تستطيع السيطرة على الوضع بسبب المصاعب الداخلية".
 
وأضاف أنه "لأسف إسرائيل فإن مصر ضعيفة في سيناء استخباريا وعملانيا، وإسرائيل تواجه مشكلة "ما العمل" في حال تم اكتشاف مجموعات على وشك استهداف أهداف إسرائيلية من أراضي دولة تم التوقيع معها على اتفاقية سلام وتجد صعوبة في تحقيق سيادتها".
 
إلى ذلك، استبعد رئيس الشاباك أن تنشب حرب في السنة القريبة، وأشار إلى أن الجمود السياسي سوف يستمر. كما استبعد التوصل إلى حل دائم مع السلطة الفلسطينية في السنة القريبة، وادعى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس غير معني بإجراء مفاوضات مع إسرائيل لأنه يعتقد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لن تعرض عليه ما عرضته الحكومة السابقة، ولا يصل إلى الحد الأدني من المطالب الفلسطينية".
 
وقال كوهين إن الرباعية الدولية تحاول إعداد رزمة "بادرات حسنة" إسرائيلية تجاه السلطة الفلسطينية لكي يكون العام القادم مستقرا وهادئا للطرفين. وأضاف "نقدم للفلسطينيين بضعة سكاكر في السنة القريبة كي لا يغضبوننا، فربما يفتح ذلك باب الحوار بين الطرفين بما يؤدي إلى خفض التوتر السياسي".

التعليقات