25/04/2012 - 13:11

رفع علم إسرائيل على أرض لعائلة عربية وتخوف من رفعه في أحياء الحريديين

أن مجهولين يهودا قاموا عشية الذكرى السنوية لإقامة إسرائيل، بعملية استفزاز أعقبتها حملة تحريض ضد أسرة عربية كانت قد أقرت المحكمة العليا بحقها بالحصول على قطعة أرض لبناء بيتها في البلدة اليهودية "راكيفت" المقامة أصلا على أراض صودرت من أهالي قرى مثلث يوم الأرض، تمثلت بتعليق علم إسرائيل في قطعة الأرض المخصصة للعائلة العربية. في المقابل امتنعت بلدية "بيت شيمش" اليهودية، القريبة من القدس، عن تعليق أعلام إسرائيل في الأحياء الحريدية في المدينة خوفا من غضب هؤلاء وقيامهم بتمزيق الأعلام.

رفع علم إسرائيل على أرض لعائلة عربية وتخوف من رفعه في أحياء الحريديين
كشفت صحيفة "هآرتس" اليوم، الأربعاء، أن مجهولين يهودا قاموا عشية الذكرى السنوية لإقامة إسرائيل، بعملية استفزاز أعقبتها حملة تحريض ضد أسرة عربية كانت قد أقرت المحكمة العليا بحقها بالحصول على قطعة أرض لبناء بيتها في البلدة اليهودية "راكيفت" المقامة أصلا على أراض صودرت من أهالي قرى مثلث يوم الأرض، تمثلت بتعليق علم إسرائيل في قطعة الأرض المخصصة للعائلة العربية. في المقابل امتنعت بلدية "بيت شيمش" اليهودية، القريبة من القدس، عن تعليق أعلام إسرائيل في الأحياء الحريدية في المدينة خوفا من غضب هؤلاء وقيامهم بتمزيق الأعلام.
 
وقالت الصحيفة إن الزوجين أحمد وفاتنة زبيدات، فوجئا بقيام "مجهولين" بتعليق علم إسرائيل في قطعة الأرض التي خصصت لهما لبناء بيتهما في بلدة "ركيفت"، الواقعة ضمن المجلس الإقليمي "مسجاف". وكان الزوجان قد خاضا معركة قضائية لإثبات حقهما في السكن في البلدة المذكورة، وتمكنا من استصدار أمر من المحكمة العليا يلزم المجلس الإقليمي "مسجاف" بتخصيص قطعة أرض للزوجين أحمد وفاتنة زبيدات ضمن مستوطنة "ركيفت" لبناء بيتهما عليهما بعد أن تغلب الاثنان على محاولات ما يسمى "بلجنة القبول" منع سكنها في البلدة.
 
وأضافت الصحيفة في تقرير موسع نشرته اليوم أن الاثنين فوجئا قبل أيام عندما توجها إلى قطعة الأرض التي خصصت لهما لإجراء أعمال المسح الهندسية بوجود العلم الإسرائيلي وقد علق داخل أرضهما، وهو ما يعتبر انتهاكا لأملاك الغير ودخولها بدون إذن، فما كان منهما إلا أن قاما بإنزال العلم وتسليمه لسكرتارية البلدة مع التأكيد على رفضهما لتعليق العلم على أرضهما، وعلى انتمائهما العربي ورفض الفكر الصهيوني.
 
وقد جرت هذه الخطوة من قبل المواطنين العربيين ردود فعل عنصرية وحملة تحريض واسعة، إذ قامت سكرتارية البلدة بنشر نبأ إنزال العلم الإسرائيلي بين أعضاء البلدية وشحن الأجواء ضد الزوجين العربيين واتهامهما بمعاداة الدولة وعدم احترام رموزها وطقوسها الرسمية.
 
 وبلغ الأمر حد قيام المجلس الإقليمي "مسجاف" بإصدار بيان رسمي قال فيه: "إن عائلة زبيدات اختارت الانتقال للسكن في بلدة ركيفت- وهي بلدة أهلية يهودية وصهيونية، وهذا الاختيار ليس سهلا بالتأكيد. يوم استقلال إسرائيل وعلم إسرائيل هما رموز مهمة ومركزية في هويتنا، واليوم عشية يوم ذكرى الجنود القتلى في معارك إسرائيل، وغدا يتم تنكيس العلم ثم يعاد رفعه بفخر في يوم الاستقلال".
 
ومضى البيان يقول: "لقد خلف قيام الزوجان زبيدات بإنزال العلم شعورا صعبا في البلدة، فهذا أمر يجب ألا يقوم به أحد، لا بشكل عام ولا عشية ذكرى الجنود القتلى بشكل خاص، هذا هو علمنا وإذا كانا غير قادرين على تفسير فعلتهما فنحن نواجه فشلا أخلاقيا وقيميا". وبالإضافة للبيان فقد شن السكان اليهود وعبر وسائل الإعلام العبرية حملة تحريض واضحة ضد العائلة العربية لقيامها بإنزال العلم.
 
وكان الزوجان أحمد وفاتنة أوضحا لمراسل الصحيفة إن من قام بوضع العلم في أرضنا كان يهدف إلى الاستفزاز وإلى تحقيق مكاسب سياسية لم نقم بتمزيق العلم ولكن أعدناه لسكرتارية البلدية.
 
في المقابل وعلى صعيد متصل كشفت صحيفة "هآرتس"، في خبر آخر ومنفصل، النقاب عن أن بلدية "بيت شيمش"، القريبة من القدس، قد امتنعت عن تعليق الأعلام الإسرائيلية ضمن الاحتفالات بذكرى ما يسمى "استقلال إسرائيل"، في الأحياء والطرقات القريبة من مساكن اليهود "الحريديين" خوفا من قيام هؤلاء بتمزيق هذه الأعلام.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن البلدية قامت بتعليق الأعلام في عدد كبير من شوارع البلدة لكنها امتنعت عن تعليقها في المناطق القريبة من سكن "الحريديين"، وذلك بفعل خوف رئيس البلدية، وهو أصلا يهودي من "الحريديين"، من العناصر الحريدية المتطرفة والمعادية للصهيونية في المدينة.
 
ونقلت الصحيفة على لسان ناشط علماني في المدينة يدعى دوف ليفمان قوله، إنه عندما توجه إلى البلدية لمعرفة سبب عدم تعليق أعلام في الشوارع التي لا يسكنها "يهود حريديين"، قيل له في البلدية إنهم يخافون من قيام متطرفين حريديين من إحراق العلم الإسرائيلي في حال رفعه في المناطق والشوارع القريبة منهم.
 
من جهتها ادعت البلدية في بيت شيمش في ردها للصحيفة أن الأعلام الإسرائيلية لم ترفع في تلك الأحياء منذ 15 عاما على الأقل، من جهة، وعدم وجود إمكانية تقنية لرفع الأعلام في هذه المناطق من جهة أخرى.
 
وكانت بلدة شيمش قد شهدت قبل عدة شهور مواجهات وصدامات عنيفة بين الحريديين الأصوليين وبين باقي السكان، على خلفية قيام يهود حريديين بمضايقة طفلة يهودية ومنعها من السير على أحد أرصفة المدينة بحجة أنه مخصص للرجال، كما شهدث المدينة عدة اجتماعات جماهيرية صاخبة لمكافحة ومناهضة ما أطلح على تسميته بإقصاء النساء من الحيز العام من جهة، ومحاولات الإكراه الديني من جهة أخرى.

التعليقات