11/07/2012 - 09:34

تبرئة أولمرت تثير مخاوف نتنياهو وموفاز

"لا يمكن السكوت على هذا الفصل في ملف أولمرت، أو تبديد الشعور بأن رئيس حكومة في إسرائيل فقد منصبه، وتبع ذلك تغيير مجرى التاريخ والعلاقات السياسية في المنطقة بسبب مؤامرة خارجية"..

تبرئة أولمرت تثير مخاوف نتنياهو وموفاز

ذكرت  مصادر حزبية إسرائيلية مختلفة إن إحدى أولى تداعيات قرار المحكمة الإسرائيلية بتبرئة ساحة رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت، هي القلق والمخاوف التي بدأت تساور كل من رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب كديما شاؤول موفاز، من التصريحات التي نقلها مقربون من أولمرت عن عزم الأخير العودة إلى الساحة السياسية والحزبية في إسرائيل في حال قررت المحكمة عدم إلحاق وصمة العار بأولمرت، مما سيسمح له بالعودة إلى الحياة السياسية والعامة في إسرائيل.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الحلبة الحزبية والسياسية في إسرائيل  تساءلت أمس فقط عن دلالات قرار المحكمة، ومدى علاقته بقدرة أولمرت على العودة للساحة العامة. وأشارت في هذا السياق إلى أن أولمرت تلقى أمس كمّا هائلا من اتصالات أعضاء وناشطي حزب "كاديما" الذين طالبوه بالعودة إلى الحزب وقيادته من جديد.

ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن موفاز كان من أوائل المتصلين بأولمرت إلا أنه يدرك أن تبرئة أولمرت من شأنها في حال عاد للحياة السياسية القضاء نهائيا على مسيرته كزعيم لحزب "كاديما"، خصوصا في ظل تضعضع مكانته وتراجع مكانة حزبه. واعتبرت الصحيفة نقلا عن ناشطين في "كاديما" أن عودة أولمرت هي وحدها الكفيلة بإعادة الروح للحزب وبالتالي جعله من جديد حزبا منافسا لليكود.

ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في الليكود قوله: عودة أولمرت هي مصدر وجع رأس كبير لنتنياهو فقد تمتع نتنياهو لغاية الآن من كونه بدون منافس وبدون بديل، وهي قناعة سادت في صفوف الجمهور الإسرائيلي العام، لكن كل شيء قابل للتغيير الآن.

وفي هذا السياق لفت معلقون إلى أن "ما ينطبق في هذا المضمار على موفاز، يسري بدرجة أكبر على نتنياهو، الذي كان حتى قرار المحكمة أمس، السياسي الوحيد القادر على خوض الانتخابات لرئاسة الحكومة دون أن يواجه منافسا وخصما يعتد به، أما الآن ومع عودة أولمرت فإن نتنياهو يخشى من تبدل الحال كليا، لا سيما وأن تبرئة أولمرت ستزيد، كما بدأ منذ إعلانها أمس، من درجة التأييد الشعبي له، والسخط على النيابة العامة وفي مقدمتها المدعي العام موشيه لادور.  وقد يستغل أولمرت موجة التهاني له بالبراءة، والتأييد الشعبي والتعاطف مع من أبعد عن منصبه رئيسا للحكومة لمجرد نزوات عند مدعي عام طمح إلى اعتلاء سلم المجد على ظهر رجال السياسية".

وفي هذا السياق كرر الصحافي المخضرم، شمعون شيفر في مقالة في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، ما كان أولمرت صرح به قبل شهور مع قناة "سي. إن إن" الأمريكية عندما اتهم جهات أمريكية بالوقوف وراء طالينسكي وتلفيق الملفات له، لإحباط اتفاق السلام الوشيك بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في العام 2008، لكن تقديم لائحة اتهام ضد أولمرت اضطرته إلى تقديم استقالته، وتقديم موعد الانتخابات في إسرائيل، وبالتالي تبخر أحلام السلام مع الجانب الفلسطيني.

وأشار شيفر في هذا السياق إلى أن أقوال أولمرت هذه تنطوي على دلالات خطيرة فهي توحي وتؤكد أن المال من الخارج الذي يصل إسرائيل مصبوغ بأهداف ومطامع سياسية، وبالتالي لا يمكن السكوت على هذا الفصل في ملف أولمرت، أو تبديد الشعور بأن رئيس حكومة في إسرائيل فقد منصبه، وتبع ذلك تغيير مجرى التاريخ والعلاقات السياسية في المنطقة بسبب مؤامرة خارجية.

أما اولمرت نفسه فنقلت الصحيفة أن الرجل يتحرق للعودة للحياة السياسية العامة، وأنه لن يعود إلا من باب "كاديما" ورئيسا لها، وليس عبر أطر سياسية جديدة كالتي أعلن حاييم رامون عن تأسيسها، بل إنه من غير المستبعد أن يعود رامون عن حزبه الجديد في حال عاد أولمرت لقيادة دفة الحزب.

التعليقات