01/10/2013 - 20:34

في كلمته في الجمعية العامة؛ نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لإيران بحيازة أسلحة نووية

في كلمته طرح نتانياهو موقفا متصلبا تجاه إيران ودعا إلى مواصلة العقوبات الاقتصادية عليها * تركز خطابه حول البرنامج النووي الإيراني ولم يتحدث عما يسمى بـ"عملية السلام" سوى في نهايته

في كلمته في الجمعية العامة؛ نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لإيران بحيازة أسلحة نووية

في كلمته أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة، مساء اليوم الثلاثاء، تركز رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بالبرنامج النووي الإيراني، ولم يتطرق إلى القضية الفلسطينية سوى في الدقائق الأخيرة لخطابه، حيث لم يتحدث عما يسمى "عملية السلام" سوى دقائق معدودة في حين أن خطابه استمر قرابة نصف ساعة.

وشدد نتانياهو في كلمته على ضرورة مواصلة الضغوط الاقتصادية على إيران، وحذر الولايات المتحدة وحلفاءها من إتاحة المجال للرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني لكسب الوقت من أجل إنتاج السلاح النووي. كما قال إنه في حال اضطرت إسرائيل إلى العمل العسكري لوحدها في مواجهة إيران، فإنها ستفعل ذلك بذريعة الدفاع عن نفسها وعدم السماح لإيران بحيازة أسلحة نووية.

في كلمته كرر نتانياهو "الحق التاريخي في البلاد" الذي يعود بحسبه إلى 4 آلاف عام، مشيرا إلى علاقات صداقة تاريخية جمعت بين اليهود والفرس، مقارنة بالنظام الإيراني، الذي يسميه "نظام آيات الله" الذي وصفه بأنه "حطم آمال الشعب الإيراني بالديمقراطية".

واعتبر نتانياهو أن إيران النووية المعنية بتدمير إسرائيل تشكل تحديا بالنسبة لليهود. وقال إن روحاني مثل الرؤساء السابقين يخدم النظام الإيراني. وقال إنه قاد المجلس للأمن القومي لإيران في العام 1989 وبقي في منصبه حتى العام 2003، وفي هذه الفترة قتل يهود في المركز اليهودي في بوينس آيريس، وقتل جنود أمريكيون في السعودية.

وقال أيضا إن روحاني قاد طاقم المفاوضات الإيراني للبرنامج النووي، وأن الأخير وضع الإستراتيجية النووية لإيران. مضيفا أن "روحاني لا يتحدث مثل أحمدي نجاد، ولكن بكل ما يتصل بالبرنامج النووي الإيراني فإن الفرق الوحيد هو أن نجاد بدا في ثوب ذئب، في حين أن روحاني يبدو ذئبا بثياب حمل" على حد تعبيره.

وتحدث نتانياهو عما أسماه بالتناقض في تصريحات روحاني قبل أسبوع ونصف. وقال إن روحاني تحدث عن الديمقراطية في بلاده، في حين أن النظام لا يزال يعدم من يحاول معارضته سياسيا. وأنه تحدث عن المأساة الإنسانية في سورية، في حين تشارك إيران بشكل مباشر في المجزرة التي ينفذها الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه. وأضاف أن النظام الإيراني يدعم نظاما استخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه. كما ادعى أن روحاني أدان الإرهاب قبل أسبوع، في حين أن إيران خططت ونفذت عمليات إرهابية في 25 مدينة في السنوات الثلاث أخيرة. على حد قوله.

وأضاف أن روحاني تعهد بمفاوضات بناءة مع دول أخرى، ولكن مبعوثين إيرانيين حاولوا اغتيال سفير السعودية في واشنطن، وقبل ثلاثة أسابيع اعتقل عميل إيران كان يجمع معلومات حول السفارة الأمريكية في إسرائيل.

وقال نتانياهو إنه يتمنى أن يصدق روحاني، ولكن الحقائق، بحسبه، تشير إلى أن روحاني صرح الأسبوع الماضي بأن إيران لم تلتزم الصمت والسرية بكل ما يتصل ببرنامجها النووي، ولكن في العام 2002 تم ضبط إيران وهي تبني سرا دوائر طرد مركزية في نتنز، وفي العام 2009 بنت منشأة نووية في المفاعل.

وتساءل نتانياهو عن سبب قيام دولة تحتاج طاقة نووية لأغراض سلمية لماذا تقوم ببناء المنشآت النووية سرا وتحت الأرض. كما تساءل لماذا يجب أن تستثمر دولة في بناء قدرات نووية ولديها موارد طبيعية كثيرة مثل النفط. وتساءل أيضا لماذا تقوم دولة بحاجة إلى الطاقة النووية لأغراض مدنية بخرق قرارات مجلس الأمن، وتتحمل عقوبات اقتصادية شديدة. ولماذا تقوم بتطوير صواريخ بالستية عابرة للقارات.

وادعى نتانياهو أن إيران لا تقوم بتطوير برنامجها النووي لأغراض سلمية، وإنما تعمل على تطوير أسلحة نووية. وقال إن الجهود الإيرانية تواصلت بشكل محموم وبدون أية عوائق منذ انتخاب روحاني. وقال إن "المنشآت النووية تحت الأرض، ودوائر الطرد المركزية المتطورة، والمياه الثقيلة، والصواريخ البالستية تجعل من الصعب تصديق عدم وجود خطة عسكرية نووية".

وقال أيضا إن إيران تجنبت عدم تجاوز الخط الأحمر الذي أشار إليه نتانياهو نفسه في العام الماضي في الجمعية العامة، ولكنها تحافظ على البقاء قريبة جدا من هذا الخط. وأضاف أن مشكلة إيران في إنتاج القنبلة النووية هي العقوبات الاقتصادية، ولذلك فإن الطريقة الوحيدة لمنعها من الحصول على أسلحة نووية هي التهديد العسكري المتزامن مع العقوبات الاقتصادية. وأنه نتيجة لهذه الضغوط فقد انتخب الشعب الإيراني روحاني الذي باشرة بـ"حملة الابتسامات".

واعتبر نتانياهو أن روحاني يسعى إلى إزالة العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، ولكنه لا يريد التنازل عن البرنامج النووي في المقابل.

كما ادعى نتانياهو أن "إيران النووية" ستأخذ العالم رهينة وتجعل الشرق الأوسط منطقة غير مستقرة، وتصبح إمكانية الإرهاب النووي خطرا حقيقيا. وقال "إننا نسمع في إيران هتافات الموت للولايات المتحدة والموت لإسرائيل".

وقال أيضا أنه يعرف أن العالم مل من الحروب، ولكنه ادعى أنه "من أجل منع الحرب في الغد يجب إظهار الحزم اليوم، وأن الحل الدبلوماسي الوحيد الناجع هو الحل الذي يؤدي إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف أن الحل الدبلوماسي يجب أن يلزم إيران بأربعة أمور: وقف تخصيب اليورانيوم، وإخراج اليورانيوم المخصب من إيران، وتفكيك البنى التحتية لتطوير البرنانج النووي بما في ذلك المنشأة النووية في قم ونتنز، ووقف كل النشاطات في مفاعل المياه الثقيلة الذي يهدف إلى إنتاج البلوتونيوم. وبحسبه فإن هذه الأمور الأربعة ستمنع إيران من التقدم نحو إنتاج قنبلة نووية.

وفي نهاية حديثه عن إيران، قال نتانياهو إن إسرائيل لن توافق على أسلحة نووية تهدد بمحوها من الخريطة، وأنه إزاء مثل هذه التهديدات فإن إسرائيل ستضطر للعمل ولن تسمح لإيران بالتسلح بسلاح نووي. وإذا اضطرت إسرائيل لمواجهة إيران لوحدها فسوف تفعل، مدعيا أن إسرائيل تقوم بذلك من أجل كثيرين في العالم.

وفي نهاية خطابه تحدث نتانياهو عما يسمى بـ"عملية السلام"، وادعى أن إسرائيل تأمل أن ينتهي الصراع التاريخي مع الفلسطينيين، وأنه ملتزم بحل تاريخي وبناء مستقبل أفضل، منوها إلى أن ذلك لن يكون سهلا.

وقال إن "عملية السلام بدأت قبل سنوات كثيرة، وأن 6 رؤساء حكومات إسرائيليين حاولوا استكمال العملية ولم ينجحوا. لم يوافق أي زعيم فلسطيني حتى الآن على تقديم تنازلات مؤلمة. ومن أجل تحقيق السلام يجب على الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل".

وأنهى بالادعاء بأنه على استعداد لتسوية تاريخية مقابل سلام حقيقي، وأنه لن يتنازل عن أمن دولة إسرائيل ومواطنيها باعتبار أنها "الدولة الوحيدة للشعب اليهودي". على حد تعبيره.

التعليقات