04/12/2013 - 08:44

مقترح أمريكي للترتيبات الأمنية في إطار الحل الدائم

بحسب صحيفة "هآرتس" فإن المقترح الأمريكي يستجيب لكافة المطالب الأمنية الإسرائيلية بشكل مفصل ويشمل على ضمانات أمنية أمريكية ومساعدات أمنية مستقبلية للجيش الإسرائيلي..

مقترح أمريكي للترتيبات الأمنية في إطار الحل الدائم

قالت صحيفة "هآرتس"، نقلا عن مصادر وصفت بأنها مطلعة، إن الولايات المتحدة بلورت اقتراحا للترتيبات الأمنية في الضفة الغربية لمرحلة ما بعد إقامة الدولة الفلسطينية.

وجاء أن الجنرال الأمريكي المتقاعد جون ألن، الذي وضع الاقتراح الأمني، سوف يعرضه يوم غد، الخميس، خللا لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري.

وكتبت الصحيفة أنه على خلفية التوتر الحاصل بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن المسألة الإيرانية، فإن نتانياهو سيحاول في محادثاته مع كيري التركيز على البرنامج النووي الإيراني، والاستعدادات لبدء المفاوضات حلو الحل الدائم بين إيران والدول العظمى الست. وفي المقابل فإن كيري، الذي يصل البلاد اليوم، سيحاول التركيز في زيارته لإسرائيل والسلطة الفلسطينية على ما يسمى بـ"عملية السلام".

كما أشارت الصحيفة إلى أن طاقمي المفاوضات الإسرائيلي والفلسطيني يواصلان اللقاءات بوتيرة مرتين في الأسبوع، وبمشاركة المبعثو الأمريكي مارتين إندك. كم كتبت أن الطرفين منشغلان أساسا بتبادل التهم حول البناء الاستيطاني من قبل إسرائيل في الضفة الغربية، وعلى ما تسميه إسرائيل "التحريض" من الجانب الفلسطيني.

يذكر في هذا السياق أن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي حذروا يوم أمس، الثلاثاء، من أن فشل المحادثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية سوف يكون له أبعاد على استمرار المساعدات المالية التي تقدمها دول الاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية، والتي تصل إلى 300 مليون يورو سنويا. وبحسب المسؤولين الأوروبين فإن هدف المساعدات هو التأسيس لإقامة دولة فلسطينية، وليس لتثبيت الوضع القائم.

وبحسب "هآرتس" فإن محادثات كيري مع عباس ونتانياهو ستتركز على موضوع الأمن. ومن المتوقع أن يشارك في المحادثات من الجانب الإسرائيلي أيضا وزير الأمن موشي يعالون، ووزيرة القضاء تسيبي ليفني.

وكتبت الصحيفة أيضا أنه خلال المحادثات التي جرت بين كيري ونتانياهو، قبل تجديد المفاوضات في تموز/يوليو الماضي، أكد الأخير على أن الترتيبات الأمنية ستكون مصيرية بالنسبة له، وأن الولايات المتحدة توصلت إلى نتيجة مفادها أنه بدون تفاهمات حول الترتيبات الأمنية فإن نتانياهو ليس مستعدا للتقدم في المفاوضات في القضايا الأخرى، مثل الحدود. وتوقعت الصحيفة أن يبدي نتانياهو موقفا أكثر تصلبا، وذلك على خلفية الاتفاق المؤقت بين الدول العظمى وإيران.

تجدر الإشارة إلى أن الجنرال الأمريكي ألن كان قائدا لقوات الاحتلال الأمريكية في أفغانستان قبل ستة شهور، وعين مستشارا خاصا لوزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل ووزير الخارجية كيري. وفي إطار منصبه هذا يعمل مبعوثا من قبل الإدارة الأمريكية في قضية الترتيبات الأمنية في المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

ومنذ أن بدأ مهام منصبه الأخير، وبالتعاون مع ضباط وخبراء أمنيين أمريكيين، عمل على بلورة مقترح أمريكي للترتيبات الأمنية لمرحلة ما بعد إقامة الدولة الفلسطينية. وبحسبه فإن الاقتراح يحاول الموازنة ما بين احتياجات إسرائيل الأمنية وبين المطالب الفلسطينية بالسيادة على الضفة الغربية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجنرال الأمريكي زار المنطقة عدة مرات في الشهور الأخيرة، وأن غالبية لقاءاته كانت مع الإسرائيليين، وفي الأساس مع وزير الأمن يعالون، ورئيس الهيئة السياسية الأمنية في وزارة الأمن عاموس غلعاد، ورئيس شعبة التخطيط في هيئة أركان الجيش الجنرال نمرود شيفر، ورئيس الوحدة للتخطيط الإستراتيجي آساف أوريون.

وأضافت الصحيفة أن الجانب الإسرائيلي عرض على الجنرال الأمريكي الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية في إطار الاتفاق الدائم المستقبلي مع السلطة الفلسطينية. وشددت إسرائيل على حاجتها لإبقاء قوات على طول نهر الأردن، وعلى المعابر الحدودية على طول نهر الأردن، واستمرار السيطرة على أجواء الضفة الغربية، ونصب محطات إنذار إسرائيلية في عدة نقاط إستراتيجية في الضفة، إضافة إلى مطالب أمنية أخرى كثيرة.

ونقلت الصحيفة عن "مصدر مطلع" قوله إن المقترح الأمريكي يتضمن ردودا مفصلة على الاحتياجات الأمنية التي عرضتها إسرائيل، وأنه لكل مطلب إسرائيلي يوجد أفكار أمريكية لحلول تدمج في الترتيبات الأمنية، علاوة على ضمانات أمنية أمريكية لإسرائيل، واقتراحات لمساعدات أمنية أمريكية مستقبلية للجيش الإسرائيلي.
 

التعليقات