26/12/2013 - 22:54

مسؤول إسرائيلي: نتانياهو يقود إسرائيل إلى المقاطعة والعقوبات الاقتصادية

ويضيف أن نتانياهو ليس في الحقيقة على استعداد للتقدم في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وأنه دفع إيران لتصبح دولة عظمى من جهة قدراتها الصاروخية، وسبب أضرارا لعلاقات إسرائيل بالولايات المتحدة

مسؤول إسرائيلي: نتانياهو يقود إسرائيل إلى المقاطعة والعقوبات الاقتصادية


نقلت "يديعوت أحرونوت"، في موقعها على الشبكة، اليوم الخميس، عن "مسؤول إسرائيلي كبير" قوله إن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في الحقيقة ليس على استعداد للتقدم في المفاوضات.

وقال المسؤول نفسه إنه كان على نتانياهو أن يطلق سراح الأسرى الفلسطينيين دفعة واحدة، وليس إطلاق سراح عدد مقابل الجندي الإسرائيلي الذي كان أسيرا في قطاع غزة غلعاد شاليط. مضيفا أن نتانياهو تسبب بضرر كبير لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأدائه هذا.

وتابع المسؤول نفسه إن نتانياهو لا يرغب باتفاق مع السلطة الفلسطينية، وإنما يريد الحفاظ على مكانته في حزبه.

وكتبت الصحيفة أن انتقاد سياسة نتانياهو ليس أمرا غير عادي، ولكن الوضع السياسي لإسرائيل يثير ردود فعل حادة جديدة في وسط كبار المسؤولين الإسرائيليين.

وأضافت أن المسؤول الإسرائيلي المشار إليه ذو صلة منذ سنوات في إدارة الدولة، ومطلع على أسرارها الدفينة، كما أنه مطلع على القضايا الحساسة جدا. ووجه انتقادات حادة لأداء نتانياهو في ساحات عدة، من بينها "الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني"، والعلاقات مع الولايات المتحدة، والبرنامج النووي الإيراني.

وتابعت الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين يحاولون التقليل من أهمية الانتقادات السياسية في أوروبا، ومن المطالبة بفرض المقاطعة والعقوبات على إسرائيل، ولكن المستوى السياسي الكبير يقر بأن الحديث عن مشكلة من الممكن أن تمس بإسرائيل بشكل كبير، وسط مخاوف من أن يشهد العام 2014 توسعا في المطالبة بفرض المقاطعة على إسرائيل.

وتابع المسؤول نفسه أن إسرائيل اليوم في وضع مهتز وحساس جدا أكثر مما كانت عليه عام 1948. وبحسبه فإن أداء نتانياهو يقود إلى العقوبات الاقتصادية والمقاطعة. ويتساءل: "هل نحن بحاجة إلى نصف مليون مستوطن في الضفة الغربية يقاتلون على 3%؟". على حد قوله.

ويضيف أن المشكلة المركزية لإسرائيل ليست الحروب، وإنما الوضع الاقتصادي. وقال إنه لا حاجة لقرار من الأمم المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية أو مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، إذا يكفي أن تبدأ بذلك دولة واحدة لينتشر في كل أوروبا.

وأضاف أن إسرائيل دولة مصدرة، وأنه في ظل الوضع مع الشعب الفلسطيني واستمرار الاحتلال، فإن العالم ينظر إلى إسرائيل على أنها "دولة أبرتهايد"، مشيرا إلى أن فرض المقاطعة على إسرائيل هو أخطر شيء اليوم، حيث أن التدهور سيكون سريعا جدا.

وكتبت الصحيفة أن نتانياهو قلق جدا من هذه القضية، وأنه كرس نفسه مؤخرا لمنع إبعاد إسرائيل من المشروع "أفق/ هورايزن 2020". وعقب المسؤول الإسرائيلي على ذلك بالقول إنه كان على الأوروبين أن يتسمكوا بموقف، وأن هذا الموقف يجب أن يكون أخلاقيا، ويتمثل في أن الفلسطينيين على حق، فهم يعيشون تحت الاحتلال، وإسرائيل هي الدولة المحتلة.

وقال إنه لم يعد يعتمد على رغبة نتانياهو في التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين رغم تصريحاته العلنية بهذا الشأن. وقال إن نتانياهو اليوم يطالب الفلسطينيين بالموافقة على مواقفه هو ورأيه هو.

وعن إيران، أضاف المسؤول، فإنه بسبب صريخ نتانياهو تحولت إيران في السنوات الأخيرة إلى دولة عظمى في قوتها الصاروخية بعد الولايات المتحدة. وأضاف أن الجمهور لا يعرف ذلك، ولكن بسبب كثرة تصريحات نتانياهو فإن إيران عملت على تطوير قدرات صاروخية تعتبر متطورة جدا على مستوى العالم كله.

وتساءل "لماذا كان على نتانياهو مواصلة الصراخ كل الوقت بأن إسرائيل ستهاجم إيران؟"، مضيفا أنه كان يجب على نتانياهو أن يوضح لإيران مدى قوة إسرائيل في مجال "الضربة الثانية"، وأنه في حال حصل شيء فإن "إيران ستمحى". وأضاف أن نتانياهو بدلا من ذلك قرر إطلاق التهديدات ومواصلة الصراخ، ونشأ وضع عملت فيه إيران على تطوير قدراتها في مجال الصواريخ والتي لم تكن متوفرة لديها من قبل.

وعلى مستوى العلاقات مع الولايات المتحدة، قال المسؤول الإسرائيلي إن الإدارة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس الأمريكي باراك أوباما غاضبة من أداء نتانياهو في المسألة الإيرانية. وأشار في هذا السياق إلى أن تأييد إسرائيل في وسط الجمهور الأمريكي في تراجع، وأن السكان "الأفرو – أمريكيين" يشاهدون ما يحصل، ويسمعون انتقادات نتانياهو التي لا تنتهي ضد أوباما، وبدأوا يفقدون صبرهم. ويضيف أن نتانياهو يتعامل مع الولايات المتحدة بموجب ما كان عليه الوضع قبل 10 سنوات.

ويتابع أن نتانياهو لم يفهم أوباما ولا الولايات المتحدة اليوم. وبحسبه فإن نتانياهو يتمسك بالجمهوريين الحزب الخاسر، فالولايات المتحدة لم تعد بيضاء كما كانت ذات مرة، ونتانياهو يرفض أن يفهم ذلك، الأمر الذي يسبب ضررا لإسرائيل ولمكانتها وحجم التأييد لها.

وينهي حديثه بالقول إن "نتانياهو يريد أن يكون تشرتشل كل الوقت، فهو يقتبسه بشكل مستمر، بينما في العالم الحديث اليوم يجب أن يكون نيلسون مانديلا أو البابا الجديد الذي أسر العالم.
 

التعليقات