28/08/2014 - 12:49

بعد فشل الحل العسكري في غزة: هل تتجه إسرائيل لحل سياسي؟

خرج رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يوم أمس بخطاب ديماغوغي، يدعي «انتصارا عسكريا وسياسيا» لا يقنع الإسرائيليين، وكان طول الساعات الأخيرة مثار انتقادات وصلت إلى حد السخرية والتندر.

بعد فشل الحل العسكري في غزة: هل تتجه إسرائيل لحل سياسي؟

حي الشجاعية... (أ ف ب)

خرج رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يوم أمس بخطاب ديماغوغي، يدعي «انتصارا عسكريا وسياسيا» لا يقنع الإسرائيليين، وكان طول الساعات الأخيرة مثار انتقادات وصلت إلى حد السخرية والتندر.

ما حصل في الخمسين يوما الماضية، مراوحة في المكان، غرست إسرائيل خلالها دمارا هائلا في قطاع غزة وأسقطت آلاف الشهداء والمصابين، في حين أحدثت صواريخ المقاومة وعملياتها إرباكا غير مسبوق لدى الإسرائيليين، ووصف معظم المعلقين الأسرائيليين نتيجة الحرب على أنها «تعادل»، لكن التعادل بين أقوى جيش في المنطقة ومقاومة محدودة التسليح يعني الكثير، ويشير إلى أن الردع الذي سعت إسرائيل لتحقيقه انقلب عليها، وإلى أن قرار خروجها للحرب ليس كقرار خروجها منها.

المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، أكد في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح اليوم أن سكان الجنوب «لا يشترون ادعاءات نتنياهو»، وتوقع أن تتجدد الحرب إذا ما كان يعتزم رئيس الحكومة فعلا عدم التعاطي مع مطالب الفلسطينيين في إطار اتفاق وقف إطلاق النار طويل الأمد.

الانتصار السياسي الذي تحدث عنه نتنياهو، كشفه معلقون إسرائيليون خلال الشهر الماضي أكثر من مرة وهو متعلق بالتعاون الوثيق والتنسيق والتفاهمات مع مصر، والتقاء مصالحهما في معاداة حركة حماس التي تعتبر أحد روافد حركة الإخوان المسلمين.  وأكد أكثر من معلق إسرائيلي أن إسرائيل ستعتمد على مصر في منع إعادة تسليح حماس أو تطوير قدراتها العسكرية.

من المقرر أن تنطلق المحادثات برعاية مصرية خلال شهر للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد، وستتطرق المحادثات إلى كل المطالب الفلسطينية بدءا من الميناء والمطار وانتهاء بالمعتقلين. وستحاول إسرائيل بالتعاون مع حلفائها تحويل «التعادل العسكري» إلى انتصار  سياسي.

تصريحات نتنياهو بأن الفلسطينيين لم يحققوا شيئا هو محاولة لامتصاص غضب سكان الجنوب الذين لم يقتنعوا بالانتصار ولصد الانتقادات الحادة داخل ائتلافه وداخل حزبه. لكنها تشير ايضا إلى أنه لا يعتزم الاستجابة لتلك المطالب لأنه لن يسمح لحماس بتطوير ترسانتها العسكرية وتطويرها.

العقيدة الأمنية الإسرائيلية التي تتأسس على توفر المعلومات الاستخبارية العسكرية، والردع، ونقل المعركة إلى أرض العدو، والحسم السريع، لم يتحقق أي منها في الحرب على قطاع غزة، وهو ما قد يدفع القيادة الإسرائيلية إلى البحث عن تسوية سياسية تضمن لإسرائيل الهدوء على جبهة غزة بعدما فشل الحل العسكري. وعلى الأرجح أن يكون الحل السياسي أو التسوية من خلال السلطة الفلسطينية وبرعاية مصرية ودولية. غير ذلك، سيكون من الصعب على إسرائيل رفع الحصار عن قطاع غزة بشكل تام وفتح معابر حرة بينها وبين العالم سواء كانت برية أو جوية أو بحرية، لأن ذلك سيعني تحول فصائل المقاومة خلال سنوات إلى قوة عسكرية لا يستهان بها تشكل تهديدا جديا على الجيش الإسرائيلي. 

محمود الزهار، القيادي في حركة حماس، يدرك  العقلية الإسرائيلية التي تعتمد على الضربات الاستباقية،  اي ضرب الخطر قبل تشكله، فكم بالحري السماح للخطر بأن يكبر أمام ناظريها. لكنه يعتقد بأن الحرب  شكلت ميزان ردع مع إسرائيل لهذا حدد المعادلة التالية: سنبني ميناء ومطارا دون أن ننتظر موافقة أحد، وإذا ضُرب ميناءؤنا سنضرب ميناءهم، وإذا ضُرب مطارنا سنضرب مطارهم.

ستبدأ إسرائيل بدراسة الحرب وإخفاقاتها وإصلاح مواطن الخلل واستخلاص العبر من الحرب الأخيرة، وستبدأ بتوفير حلول لمنطقة الجنوب استعدادا للحرب القادمة، وسيكون الإنجاز الوحيد الذي حققته خلال الحرب التحالف مع مصر وعدد من الدول العربية «المعتدلة» في مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية. الحرب القادمة مسألة وقت وقد لا يطول.

الأمر المؤكد أن الواقع في إسرائيل وغزة الذي كان يوم السابع من تموز (يوليو)، اليوم الأول للحرب، لم يعد كما كان.

التعليقات