12/09/2014 - 14:38

عقدة نتنياهو واستخلاص العبر من اغتيالات قادة المقاومة

تعالت خلال العدوان على غزة أصوات تدعو لاغتيال مشعل، بينما امتنع نتنياهو عن الاستجابة لأسباب وجيهة..

عقدة نتنياهو واستخلاص العبر من اغتيالات قادة المقاومة

يدل تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي عموما والفلسطيني – الإسرائيلي خصوصا على أن عقلية قادة إسرائيل محدودة بكل ما يتعلق بالتعامل مع زعماء عرب رفضوا التعامل والتعاون معها أو قادة حركات المقاومة. وهي عقلية محدودة لأن تعاملها مع هؤلاء الزعماء والقادة لا يكون إلا من خلال منظار بندقية قناص ينفذ مهمة الاغتيال.

هكذا تعاملت إسرائيل، على سبيل المثال لا الحصر، مع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والزعيم الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات، وكذلك مع الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين. وقد فشلت المحاولات لاغتيال عبد الناصر وصدام، لكن محاولة اغتيال عرفات نجحت. وكلفت الاستعدادات والتدريبات الإسرائيلية لاغتيال صدام خمسة مقاتلين من وحدة كوماندوز النخبة "سرية هيئة الأركان العامة" أو باسمها العبري "ساييرت متكال".

وفي هذا السياق تساءل المحلل العسكري في موقع "واللا" الالكتروني، أمير بوحبوط، اليوم الجمعة، عن أسباب امتناع إسرائيل عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في السنوات الماضية وخلال الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة.

ويذكر أن رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، خلال ولايته الأولى في العام 1997، أمر الموساد باغتيال مشعل في عمان، بحقنه بالسم. لكن هذه العملية فشلت، رغم حقن مشعل بالسم، وذلك بسبب إلقاء الأمن الأردني القبض على عملاء الموساد وإرغام إسرائيل على تزويد الأردن بنصل مضاد للسم وإلغاء مفعوله. كذلك اضطرت إسرائيل بعد ذلك إلى الإفراج عن زعيم حماس ومؤسسها، الشيخ أحمد ياسين، من سجون الاحتلال.

وكتب بوحبوط أن هناك عدة أجوبة على السؤال حول امتناع إسرائيل عن اغتيال مشعل، رغم أنه تعالت أصوات داخل الكابينيت السياسي – الأمني باغتياله وخاصة من جانب وزيري الخارجية، أفيغدور ليبرمان، والمالية يائير لبيد.

الإجابة الأولى، تتعلق بعقدة نتنياهو التي لا يزال يعاني منها حتى اليوم، أو بحسب بوحبوط "الحاجز النفسي لدى نتنياهو"، الذي أمر باغتيال مشعل في العام 1997، وفشل هذه المحاولة واضطراره إلى دفع ثمن جراء ذلك بالإفراج عن الشيخ ياسين وأن فشل المحاولة "أدى إلى تعاظم حماس وأدى بصورة غير مباشرة إلى اندلاع الانتفاضة الثانية". واعتبر الكاتب أنه من الجهة الأخرى، فشل محاولة اغتيال مشعل الأولى ستحفز نتنياهو على "استكمال المهمة" وتصفيته في أو فرصة سانحة.

الإجابة الثانية، تتعلق بالدروس التي تعلمتها إسرائيل من عمليات اغتيال نفذتها في الماضي، وخلاصتها أنه من الأفضل أن يبقى قائد حركة مقاومة على قيد الحياة لأن خليفته سيكون أكثر تطرفا وحذرا ودهاء. وأحد أبرز الأمثلة على ذلك هو اغتيال أمين عام حزب الله، حسن موسوي، الذي خلفه الأمين الحالي للحزب حسن نصر الله الذي يعتبر ألد أعداء إسرائيل. وفي هذا السياق، حسبما كتب بوحبوط، فإنه ربما من الأفضل لإسرائيل أن يبقى مشعل على قيد الحياة، لأن الاستخبارات الإسرائيلية تراقبه وتعرف تحركاته وأفكاره وتتوقع خطواته، على أن يظهر قائد جديد لا تعرف عنه الكثير.

والإجابة الثالثة هي أن مشعل يعيش في قطر، التي تعتبر دولة حليفة لولايات المتحدة، ولذلك فإن إسرائيل لا يمكنها اغتيال مشعل في أراضيها، كما أن وضع نتنياهو السياسي الحساس، وخاصة الأزمة في علاقته مع الإدارة الأميركية، لا يسمح له بإصدار أمر من شأنه أن يمس بمصالح الولايات المتحدة. 
 

التعليقات