18/10/2014 - 20:14

"ثورة الميلكي" في إسرائيل: انتصار للعولمة؟

بدأت فكرة الاحتجاجات بمنشور على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نال اهتماما واسعا، عرض مقارنة بين سعر "الميلكي" (البودينغ) وبين منتج مواز له في برلين، وأظهر أن السعر في إسرائيل يزيد بأكثر من 220%. وخلص كاتب المنشور إلى أن الحل هو "الهجر

 تمثل الاحتجاجات التي اندلعت مؤخرا في إسرائيل والتي رفعت شعار "ثورة الميلكي" أو "الهجرة لبرلين" انتصارا للعولمة على القومية الإسرائيلية، بحسب معلق إسرائيلي، لكن يمكن أيضا اعتبارها انتصارا للعولمة على الحلم الصهيوني.
بدأت فكرة الاحتجاجات بمنشور على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نال اهتماما واسعا، عرض مقارنة بين سعر "الميلكي" (البودينغ) وبين منتج مواز له في برلين، وأظهر أن السعر في إسرائيل يزيد بأكثر من 220%. وخلص كاتب المنشور إلى أن الحل هو "الهجرة لبرلين".
بعد ذلك أنشئت مجموعة على شبكة التواصل حملت اسم "الهجرة لبرلين". وقال المبادرون لإقامة المجموعة إن برلين تعتبر "مثالا لكل مكان لا نتعرض فيه للذبح في شبكات بيع المواد الغذائية"، مضيفين أنها تعتبر "رمزا للرغبة في الهجرة الآخذة في الازدياد في أوساط الجمهور الإسرائيلي".
ولم تقتصر الاحتجاجات على العالم الافتراضي بل تجاوزته إلى العالم الحقيقي حيث دعا المنظمون إلى مظاهرة احتجاج في تل أبيب تحت شعار "الهجرة لبرلين" استغلها مندوبو شركات تشجع الهجرة لدفع أعمالهم ووزعوا نشرات إرشاد تتضمن عروضا مغرية للهجرة إلى أوروبا.
لقيت الحملة اهتماما واسعا في وسائل الإعلام، وأثارت نقاشات وصلت إلى أعلى المحافل السياسية وركّز النقاش على موقع ألمانيا وبرلين في الذاكرة اليهودية (المتعلق بالمحرقة)، وركزت بعض المقالات التي كتبت حول الموضوع على أن هذه الاحتجاجات هي تعبير عن انتصار العولمة على الحدود والمكان في أوساط الشباب الإسرائيليين، فيما اعتبرها آخرون تعبير عن "الرغبة في نيل الحرية في مكان لا تتوفر فيه الحرية".
وقال نعمان هيرشفيلد وهو أكاديمي إسرائيلي مقيم في برلين: "إن قرار المغادرة إلى برلين ينطوي على قبول لتناقض داخلي يشكل الأرضية لـ " ما بعد الإسرائيلية"، والانتقال إلى مكان يمثل النقيض لـ "الإسرائيلية" ينطوي في حد ذاته على رفض للإسرائيلية. إن المغادرة إلى برلين لها قطعاً مغزى سياسي.. فأنا هنا لأنني لست مستعداً للاستمرار في وضع مصيري في أيدي حكومات إسرائيل ولست مستعداً للمساهمة والمشاركة في الحياة والممارسة السياسية لدولة إسرائيل، ولم أغادرها من أجل تأييدها من الخارج، ولن أكون جزءا من لوبي مؤيد لإسرائيل على غرار الجالية الإسرائيلية في لوس أنجلوس.

وانقسم المحتجون حول رغبتهم الحقيقية بالهجرة، فقد أخذ قسم منهم شعار الحملة على محمل الجد في حين اعتبرها آخرون وسيلة احتجاج للضغط على الحكومة لانتهاج سياسات تقود إلى خفض الأسعار وتسهيل حياة المواطنين.
في كل الأحوال يمثل شعار"الهجرة إلى برلين" ظاهرة جديدة في الشارع الإسرائيلي تعبر عن تراجع تأثير الشعارات والمبادئ الصهيونية على الشباب الإسرائيليين في مقابل الأعباء الاقتصادية الاجتماعية. وسواء نجحت الحملة في حمل شباب إسرائيليين على الهجرة أم لا فهي تعبير عن تصدع الصهيونية وتراجع مكانتها في أذهان الإسرائيليين.

التعليقات