08/12/2014 - 09:35

إسرائيل لا تنفي ولا تؤكد وتفتح الأبواب للتحليلات والتقديرات

كما جرت العادة، لم تنف إسرائيل ولم تؤكد شن غارة على مواقع سورية، وهي السياسة التي تسميها سياسة "الغموض" أو الضبابية، الأمر الذي جعل وسائل إعلامها تعتمد على عرض المعلومات في إطار التحليل ونقل المعلومات عن «تقارير»، لكن المحللين الإسرائيل

  إسرائيل لا تنفي ولا تؤكد وتفتح الأبواب للتحليلات والتقديرات

  كما جرت العادة، لم تنف إسرائيل ولم تؤكد شن غارة على مواقع سورية، وهي السياسة التي تسميها سياسة 'الغموض' أو الضبابية، الأمر  الذي جعل وسائل إعلامها تعتمد على عرض المعلومات في إطار التحليل  ونقل المعلومات عن «تقارير»، لكن المحللين الإسرائيليين اعتبروا الهجوم استمرارا للسياسات الإسرائيلية التقليدية إزاء الجبهة الشمالية.

اصطلاحات كـ'تقول التقارير' ترددت على ألسنة مراسلي الشؤون العسكرية الإسرائيلية خلال تغطيات الغارات على سوريا مساء أمس، واختلطت التحليلات بالمعلومات الأمر الذي أحدث حالة بلبلة حول ما هو صحيح وما هو لا، ما هو تحليل وما هو معلومة، فكله منسوب لـ«تقارير».

وصلت فوضى المعلومات ذروتها صباح اليوم حين خرجت وسائل الإعلام الإسرائيلية وعلى رأسها موقع القناة الثانية بعنوان منسوب لـ«صحيفة مقربة من حزب الله»: 'عدوان إسرائيلي يستهدف «سلاحاً كاسراً للتوازن»'، وفي السياق تنسب وسائل الإعلام هذه المعلومة للصحيفة المقربة من حزب الله. لكن نظرة سريعة على تقرير الصحيفة المذكورة التي نسب إليها النبأ  توضح بما لا يقبل الشك أن الصحيفة استقت معلوماتها من «تلميحات» لوسائل إعلام إسرائيلية.

صباح اليوم نقل موقع القناة الإسرائيلية الثانية عن «مسؤول رفيع المستوى في المعارضة السورية» قوله إن «أحد المستودعات التي تعرضت للهجوم كان يحتوي على صواريخ مضادة للطائرات، وأن مستودع آخر تعرض للقصف أحتوى على طائرات بدون طيار».

من جانبه أكد معلق الشؤون الأمنية في صحيفة هآرتس، أن «الهجوم المنسوب لسلاح الجو الإسرائيلي»،  يبدو استمرارا لسياسة إسرائيل. وقال في مقال  بعنوان 'الظروف تغيّرت والغارات استمرت': 'رغم أن إسرائيل لا تنفي ولا تؤكّد مسؤوليتها عن الهجوم لكن قادتها اهتموا خلال السنوات الماضية على تمرير رسائل سرية وعلنية لدمشق، فإسرائيل حددت خطوطا حمراء في الجبهة الشمالية، موضحة أنه في حال تم نقل سلاح متطور لحزب الله أو أو تعرضت السيادة الإسرائيلي لأي مساس فإنها مستعدة للعمل عسكريا لإحباط نوايا الطرف الخصم'.

المعلق العسكري لصحيفة 'يديعوت أحرونوت' أليكس فيشمان، نفى أن يكون للهجوم علاقة بالانتخابات القريبة، لكنه اعتبر أن الرد السوري على الهجوم يمكن أن يكون مؤثرا.  وقال: 'يبدو أن الحديث يدور عن تجاوز الخط الأحمر الذي حددته إسرائيل، وهو نقل سلاح كيميائي للبنان أو نقل سلاح نوعي لحزب الله، أو المس بالسيادة الإسرائيلية'.

وتساءل فيشمان: 'هل ستكون الضربة التي وجهت يوم أمس هي القشة التي قصمت ظهر البعير ويمكن أن تسخن المنطقة الحدودية؟'. وأشار إلى الخبراء الإسرائيليين يقدرون بأن الأسد سيفضل عدم إشعال المنطقة الشمالية  لأن الثمن الذي سيدفعه سيكون باهظا،  لكن التقديرات الاستخبارية  حول ما يدور في رؤوس القادة العرب  صحيحة بنسبة 50% بشكل عام'.

حالة عدم اليقين حول ما استهدف وما تحقق من العملية، والتحليلات التي تتسم بالتضخيم تدغدغ 'الأنا' لدى صناع القرار في إسرائيل الذين أطلقوا تلك العملية، في المقابل هناك تستّر وصمت لدى المستهدف حول هدف القصف، وحسب ما تتناقل وسائل الإعلام الإسرائيلية  يرجح أن المستهدف حزب الله، وإذا ما كان فعلا هو المستهدف فهو يعرف أكثر من أي جهة أخرى ماذا حصل؟ وماذا خسر فعلا؟ وإذا ما كان قادته يلومون أنفسهم أم يسخرون من إسرائيل.

 

التعليقات