08/01/2015 - 19:22

إسرائيل تستغل اعتداء باريس لتبرير مزاعمها تجاه الفلسطينيين

بدت إسرائيل، بسياسييها وإعلامها، اليوم الأربعاء، غداة الهجوم الإرهابي على صحيفة "شارلي ايبدو" تنتهز فرصة سنحت لها في وقت تواجه فيه انتقادات أوروبية شديدة لسياستها العدوانية ضد الفلسطينيين

إسرائيل تستغل اعتداء باريس لتبرير مزاعمها تجاه الفلسطينيين

بدت إسرائيل، بسياسييها وإعلامها، اليوم الأربعاء، غداة الهجوم الإرهابي على صحيفة 'شارلي ايبدو' الفرنسية، أمس، كمن تنتهز فرصة سنحت لها في وقت تواجه فيه انتقادات أوروبية شديدة لسياستها العدوانية ضد الفلسطينيين، واستغلت هذا الهجوم لتبرير مزاعمها تجاه الفلسطينيين خصوصا والعرب عموما.

كذلك صدرت الصحف الإسرائيلية، اليوم، بعناوين عنصرية، مثل 'حرب القيم' و'الاحتلال الإسلامي' أو أن الفرنسيين 'يفقدون دولتهم' و'حرب بين البربرية والحضارة' و'11 أيلول الفرنسي'.

وفيما توجه دول أوروبية عديدة انتقادات تجاه تنامي العنصرية الإسرائيلية وسياسة الأبرتهايد ضد الفلسطينيين، اعتبر الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، أنه 'نقف سوية مع فرنسا في إصرارها على الدفاع عن حرية التعبير وحرية الصحافة' علما أن الصحافة في إسرائيل تبث أجواء عنصرية وأكبر مدافع عن الاحتلال.

واستغل رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الهجوم على الصحيفة الفرنسية ليكرر مزاعمه ويلمح إلى أن الفلسطينيين 'إرهابيون' ولا يريدون السلام. ورغم أن الإسلاميين المتشددين لا يؤمنون بالسلام مع إسرائيل أو غيرها، لكن نتنياهو اعتبر أن 'هدف الإرهاب الإسلامي ليس التسوية ولا الحدود ولا إسرائيل أيضا. إن الهدف الأساسي للإرهاب الإسلامي هو إبادة مجتمعاتنا ودولنا، واقتلاع حضارتنا الإنسانية التي تستند إلى الحرية وبدلا منها فرض حكم استبدادي متعصب'.  

وبدا واضح من مقالات المحللين الإسرائيليين أنهم يتهمون الملسلمين بشكل عام بالإرهاب والتطرف والبربرية وتدني أخلاقياتهم وقيمهم، في عناوين مقالاتهم، بينما يتحدثون عن الإسلام المتطرف في فحوى مقالاتهم. وهذا أسلوب رائج في الصحافة الإسرائيلية بهدف صنع رأي عام معاد، إذ أن معظم القراء يقرأون العناوين فقط وليس فحوى المقالات.

واعتبر إيتان هابر، في 'يديعوت أحرونوت'، أن المعادلة هي 'إما نحن، الأوروبيون والإسرائيليون وكل من ينشد الحرية والديمقراطية، أو هم، المسلمون'!

وزعم المحلل الاقتصادي في الصحيفة نفسها، سيفر بلوتسكير، أنه 'عندما تصر النخب الأوروبية على أن تكذب على مواطنيها، بقولها إنه ’لا توجد هنا مشكلة في الإسلام’، فإنها تجلب بأيديها تفجر وتزايد قوة الحركات العنصرية، الديماغوغية، الفاشية الجديدة، الخطيرة على الديمقراطية'.

وشمت الكاتب نوح كليغر المتطرف، الناجي من المحرقة، بالرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، بعد أن صوتت فرنسا إلى جانب مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي، قبل أيام.

وادعى مراسل 'معاريف' في باريس، غدعون كوتس، أنه تدور 'حرب بين البربرية والحضارة'، وأن 'القتلة أثبتوا أن من اعتقد أن الحديث يدور حول استيراد الصراع بين شعبين أجنبيين من الشرق الأوسط، فإنه مخطئ'.

 

وبحسب دان مرغليت، في 'يسرائيل هيوم'، فإنه 'بالإمكان الاعتقاد الآن أيضا، بعد المأساة الرهيبة في باريس، سيكون هناك فرنسيون كثر سيقولون إنه فقط لو لم يكن هناك يهود في بلادهم لفقد التوتر مع المسلمين المتطرفين من دمويته، وعموما فإن كل شيء ’بسبب الاحتلال’'.

ولم تقف الأمور عند ذلك، بل جندت الصحافة الإسرائيلية فرنسيين في جوقتهم. واعتبر الملحق الثقافي في السفارة الفرنسية في تل أبيب، أوليفييه روبنشطاين، أن الهجوم في باريس 'يثبت أن حريتنا جميعا مهددة، وليس فقط حرية اليهود'!!

 

التعليقات