08/03/2015 - 16:24

السفّاح حين يبكي

السفاحون أيضا لديهم دموع، رئيس الموساد السابق، مئير داغان، الذي تنسب له عمليات قتل في غاية الوحشة ارتكبها ضد فلسطينيين وعرب، ذرف الدموع يوم أمس خلال كلمة ألقاها في تظاهرة تل أبيب للمطالبة برحيل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تحت شعار "إس

السفّاح حين يبكي

السفاحون أيضا لديهم دموع، رئيس الموساد السابق، مئير داغان، الذي تنسب له عمليات قتل في غاية الوحشة ارتكبها ضد فلسطينيين وعرب، ذرف الدموع  يوم أمس خلال كلمة ألقاها في تظاهرة تل أبيب للمطالبة برحيل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تحت شعار 'إسرائيل تريد التغيير'.

ذرف داغان الدموع على«الحلم الصهيوني» الذي يعبث به نتنياهو ويعرضه للخطر، وعلى أزمة القيادة التي تواجهها إسرائيل التي وصفها بأنها الأشد منذ قيامها، مؤكدا أنه «لا يخشى على إسرائيل من اعدائها بل يخشى عليها من قياداتها».

داغان الذي كان مقربا من شارون ومن كبار قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وأكثرهم دموية، بات يرى في نتنياهو وزمرته خطرا على إسرائيل،  ووصفهم بأنهم «منشغلون في صراع بقاء في السلطة» ويلحقون أضرار فادحة بإسرائيل على كافة الصعد. وأكد أن سياسات نتنياهو «مدمرة لمستقبل وأمن إسرائيل» وأنها تقود إلى «دولة ثنائية القومية» الأمر التي يعتبر خطرا محدقا بالحلم الصهيوني.

داغان يريد إسقاط نتنياهو، ويتقاطع مع اليسار في هذا المطلب رغم أنه ليس يساريا،  وهدفه ينطلق من «الحفاظ على المشروع الصهيوني» الذي يشكل نتنياهو عليه خطرا، ويريد قيادة جديدة تكون أكثر حرصا على هذا المشروع.

هناك أصوات عربية تدعو إلى التقاطع مع تلك الأصوات اليهودية الداعية إلى إسقاط نتنياهو، لكنهم لو فكروا مليا في أقوال داغان، لوجدوا أن حكومة  نتنياهو تعري إسرائيل وتزيد من عزلتها وهي الأكثر خطورة على المشروع الصهيوني المناقض لنا ولقضيتنا، ولتمنوا  بقاء نتنياهو وزمرته في الحكم لأن وجودهم من شأنه أن يقرب  نهاية هذا المشروع  ويمهد لبلورة صيغة لحياة مشتركة تبدأ بالاعتراف بالنكبة.

وقد احتشد نحو 40 ألف متظاهر إسرائيلي  مساء أمس في ساحة رابين في تل أبيب للمطالبة برحيل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تحت شعار  'إسرائيل تريد التغيير، وكانت الكلمة المركزية في برنامج التظاهرة لرئيس الموساد السابق، مئير داغان.

ووجه داغان انتقادات شديدة لنتنياهو الذي وصفه بأنه «يحارب على جبهة واحدة وهي بقاؤه في السلطة»، وقال إنه يخشى على إسرائيل من قياداتها. وأضاف داغان وسط هتافات تطالب برحيل نتنياهو: 'إسرائيل دولة محاطة بالأعداء، لكن الأعداء لا يخيفونني، بل أخشى على إسرائيل من قيادتنا'. وتابع: ' أخاف من تلاشي الرؤية ومن ضياع الطريق، من التردد والجمود، وأكثر ما يخيفني هو أزمة القيادة التي تعتبر الأشد خطورة'. وتطرق داغان إلى العدوان على قطاع غزة وقال إن الحرب انتهت بـ «صفر إنجازات وصفر ردع».

وقبل انطلاق التظاهرة قال داغان إن 'سياسات نتنياهو مدمرة لمستقبل وأمن إسرائيل'، وأضاف لوسائل إعلام إسرائيلية: ' كمن خدم الدولة  طوال 45 عاما في عدة وظائف أمنية تخللها فترات صعبة،  أشعر بأننا في حقبة مصيرية لمستقبلنا وأمننا'.

وتابع: 'لا يوجد أي أمر شخصي مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ولا زوجته ومصروفاته وضيوفه، أتحدث عن السياسة التي ينتهجها. نتحدث عن سياسة مدمرة لمستقبل وأمن إسرائيل. وكمن ربّى أولاده هنا، والآن أحفاده، وكمن يؤمن من أعماق قلبه بالحلم الصهيوني أنا اشعر بالخطر على استمرار وجود هذاا الحلم، وسآتي للمظاهرة لأتحدث عن ذلك'.

 

التعليقات