04/05/2015 - 10:16

الإثيوبيون: استعلاء عرقي وفشل «بوتقة الصهر»

بعد أن شهدت الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة احتدام الصراع بين الشرقيين والغربيين ووصوله إلى درجة غير مسبوقة خلال لعقود الثلاثة الأخيرة، تفجرت هذا الأسبوع أزمة المهاجرين الأثيوبيين.

الإثيوبيون: استعلاء عرقي وفشل «بوتقة الصهر»

متظاهرون أثيوبيون يشعلون حاويات القمامة (أ ف ب)

 بعد أن شهدت الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة احتدام الصراع بين الشرقيين والغربيين ووصوله إلى درجة غير مسبوقة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، تفجرت هذا الأسبوع أزمة المهاجرين الأثيوبيين.

 بعد نحو ثلاثة عقود من استجلاب الأثيوبيين تحت شعار 'جمع الشتات اليهودي'، ولهدف سياسي غير معلن متعلق بالتوزان الديمغرافي مع الفلسطينيين، أطلق أبناء المهاجرون الذين ولدوا في البلاد موجة احتجاجات واسعة حملت تراكمات سنوات طويلة من التمييز العنصري والاستعلاء العرقي ضدهم.

كانت شعلة الانفجار عرض شريط في شبكات التواصل الاجتماعي يظهر تنكيل رجلي شرطة إسرائيليين بجندي أثيوبي، فخرجت الاحتجاجات على هذا الاعتداء وسرعان ما طفت إلى السطح تراكمات سنوات طويلة من التمييز العرقي.  

وتحدث عدد كبير من المشاركين في تظاهرات الاحتجاج عن تعرضهم لعنف الشرطة أو لممارسات عنصرية، واشتكى أحدهم قائلا: 'يعاملوننا كالحيوانات'، وقال آخر: 'نريد أن نشعر بالمساواة وأن ينظروا إلينا ككل الإسرائيليين'.  فيما قالت فتاة: 'فلتتوقف الشرطة عن التنكيل بجيلنا، نحن نريد مساواة  وعدالة بين الجميع'.

خلال السنوات الماضية تفجرت عدة قضايا عنف وتمييز عنصري ضد المهاجرين الأثيوبيين،  فقد تعرض العديد من الشبان الإثويبيين لعنف الشرطة الإسرائيلية وشهدت بلدة 'كريات ملاخي' قبل شهور احتجاجات عنيفة بعد تعرض شابين أثيوبيين لعنف رجال الشرطة، كما تشير المعطيات إلى أن نسبة المعتقلين الأثيوبيين في السجون تزيد بعشرات المرات عن نسبتهم السكانية التي لا تتجاوز 1.2% .

 وطفت على السطح في السنوات الأخيرة  ممارسات عنصرية إسرائيلية ضد الأثيوبيين كرفض استيعاب طلاب أثيوبيين في مدارس وحضانات  يهودية، وممارسات عنصرية في المؤسسات الرسمية وفي الشارع  والنوادي.  وقال معلقون إسرائيليون بعد تفجر الاحتجاجات إنه طوال سنوات طويلة مضت كان العنوان مكتوبا على الجدار. 

يخوض الإثيوبيون احتجاجاتهم من منطلق 'الوطنية الإسرائيلية' ولم يكن من باب الصدفة أن اختاروا نشيد 'هتكفا' لينشدوه في ساحة رابين، واعترف العديد من المعلقين الإسرائيليين في وسائل الإعلام المركزية بفشل عملية استيعابهم وبالغبن الذي تعرضوا له، الأمر الذي دفع الحكومة الإسرائيلية إلى تشكيل لجنة من كافة الوزارات لبحث أزمة الأثيوبيين.

قد تنتهي الاحتجاجات بوعود سياسية بأخذ قضايا المهاجرين الإثيوبيين على محمل الجد، لكن الفكرة العنصرية التي أقيمت إسرائيل على أساسها، والتي تنبع منها سياسة التمييز العنصري ضد الفلسطينيين، ستبقى تداعياتها تعصف بإسرائيل، وبعد تفاقم الشرخ بين الشرقيين والأشكناز في الانتخابات الأخيرة وانفجار احتجاجات الأثيويين، قد يشهد المجتمع الإسرائيلي مزيدا من حالات الاستقطاب التي تؤشر لفشل 'بوتقة الصهر الإسرائيلي'.

 

 

 

التعليقات