20/03/2016 - 20:29

كيف دعمت إسرائيل الديكتاتورية العسكرية في الأرجنتين؟

وشهدت السّنوات الماضية الأخيرة المزيد من الشّهادات التي تشير لوجود علاقة بين السّلطات الإسرائيليّة وبين حكم الدّيكتاتور فيديلا. إذ نشرت صحيفة 'كلرين' الأرجنتينيّة، عام 2012، شهادات لطيّارين ورجالات جيش أرجنتينيّين، زاروا إسرائيل

كيف دعمت إسرائيل الديكتاتورية العسكرية في الأرجنتين؟

الطّاغية جورجي فيديلا (الوسط)

أثار إسرائيليّون ينحدرون من أصول أرجنتينيّة تساؤلات قديمة حول ماهيّة العلاقة التي ربطت إسرائيل أمنيًّا ودبلوماسيًّا مع حكم الطّغيان العسكريّ الذي شهدته الأرجنتين طيلة عقود، وعلى وجه الخصوص في الفترة ما بين الأعوام 1967 – 1983.

وشهدت السّنوات الماضية الأخيرة المزيد والمزيد من الشّهادات التي تشير لوجود علاقة بين السّلطات الإسرائيليّة وبين حكم الدّيكتاتور فيديلا. إذ نشرت صحيفة 'كلرين' الأرجنتينيّة، عام 2012، شهادات لطيّارين وضبّاط جيش أرجنتينيّين، وصفوا زيارتهم السّريّة لإسرائيل عام 1982، حيث 'سافروا إلى إسرائيل، ووفق شهاداتهم التقوا مع ممثّلي الصّناعات الأمنيّة ومع رجالات الجيش الإسرائيليّ'.

وتوجّه 12 مواطنًا إسرائيليًّا الأسبوع الماضي، لوزارتي الخارجيّة والأمن الإسرائيليّتين، للمطالبة، بناءً على قانون حريّة المعلومات، باستلام الوثائق المرتبطة بالعلاقات مع 'سنوات حكم الرّصاص'، كما أطلق الأرجنتينيّون على سنوات الحكم الذي جاء عقب انقلاب عسكريّ للقوّات المسلّحة، منصّبًا الديكتاتور الأرجنتينيّ جورجي فيديلا رئيسًا للمجلس الأعلى للقوّات المسلّحة، والتي ألحقت القمع، الاضطهاد، التّعذيب والقتل والتشّريد لشرائح واسعة من المجتمع الأرجنتينيّ.

واشتمل 'حكم الرّصاص' الذي استمر أكثر من 5 أعوام، على خطوات فظيعة من القتل والتّشريد والاعتقال لما يقارب 30 ألف شخص وامرأة وطفل، إذ كانت عمليّات خطف المعارضين ضمن سياسة الدّولة الممنهجة في ظلّ النّظام العسكريّ القامع.

وتوجّه الإسرائيليّون للسلطات في سعي منهم لكشف النّقاب عن صفقات السّلاح، المعدّات الأمنيّة التي أنشئت من قبل إسرائيل أو صناعاتها الأمنيّة، المكاتبات بين السّلطات في إسرائيل وبين المعتقلين، المفقودين والنّاشطين السّياسيّين اليهود، الذين كانوا مطلوبين من قبل السلطة الحاكمة'، كما ورد في صحيفة 'هآرتس' الصّادرة اليوم الأحد.

وقدّم هذا الطّلب للسلطات الإسرائيليّة، المحامي إيتاي ميك، النّاشط في مجال مراقبة تصدير الأسلحة الإسرائيليّة للعالم.

وبعد 40 عامًا من الانقلاب العسكريّ الدّمويّ الذي قاده فيديلا، وأودى إلى سنوات من حطم الطّاغية، استند إلى القمع، الاضطهاد، الخطف، التّعذيب والقتل، يطالب يهود كثر معرفة الحقيقة الكامنة وراء العلاقات الإسرائيليّة الأرجنتينيّة في تلك الفترة، وهل عملت إسرائيل لإنقاذ يهود الأرجنتين ممّن انتموا لليسار الرّاديكاليّ الذي تمّت ملاحقته.

وأوضحت إحدى المشاركات بمطالبة السّلطات الإسرائيليّة بكشف النّقاب عن العلاقة المظلمة بين البلدين، أنّه حتّى لو رفضت السّلطات الإسرائيليّة بمنح معلومات حول هذه الفترة فإنّ 'الإنكار لن يفيد. الأعمال التي وقعت، تستصرخ الخروج للنور. هذه الخطوة، الكامنة بالتّوجّه وفق قانون حريّة المعلومات، كان رائدًا ولا يمكن مواصلة استخدام ذريعة الأمن لإخفاء العلاقة الإسرائيليّة. الأمن هو أن تعلم أيضًا ما الذي جرى هناك'.     

ويشار إلى أنّه وفق التّقديرات، ما يقارب 30 ألف شخص تمّ اختطافهم وإخفاؤهم خلال أعوام حكم فيديلا، ومن بينهم 2000 يهوديّ.

وأضافت الصّحيفة أنّه 'مع عودتهم إلى جنوب أفريقيا، تمّ تحميل الطّائرة بمعدّات قتاليّة: صواريخ جوّ-جوّ، صواريخ ضدّ الدّبّابات، قاذفات وسلاح خفيف'.

ووفق شهادة وزير الخارجيّة الأميركيّ خلال اجتماع لجنة الخارجيّة في الكونغرس عام 1981، فإنّه قبل حظر بيع السّلاح الأميركيّ على الأرجنتين بـ 3 أعوام 'اشترت الدّولة من إسرائيل ومن دول أوروبيّة سلاحًا بقيمة 2 مليار دولار'.

وتشير التّقديرات إلى أنّ التّصدير العسكريّ للأرجنتين فترة الدّكتاتوريّة، قارب 700 مليون دولار.

وسبق أن قدّم المحامي ميك دعاوى ضدّ تصدير إسرائيل سلاحًا لدول مختلفة من العالم، شهدت انقلابات ومجازر واضطهادات، ابتداءً من رواندا، وانتهاءً بجنوب السّودان. إلّا أنّ المغاير في هذه الدّعوى كون العائلات الإسرائيليّة المتقدّمة بالدّعوى لا تعلم بتاتًا إذا ما كانت إسرائيل قد عملت لإنقاذ أبنائها اليهود أم أنّها دعمت حكم الدّكتاتوريّة.

وانعقدت في مدينة تل-أبيب هذا الأسبوع أمسية لذكرى مرور 40 عامًا على الانقلاب العسكريّ الدّمويّ بالأرجنتنين، بادر إليه حزب 'ميرتس'، والتي كانت تحت عنوان 'NUNCA MAS'  - 'لن نسمح بتكرار الأمر'.

اقرأ/ي أيضًا | داغان: 'ملتهم العرب' الذي أدرك حدود القوة

وردّت وزارة الأمن الإسرائيليّة على هذه المطالبات، مصرّحة أنّه 'تمّ استلام التّوجّه، وسوف يعالج كما هو متّبع'.

التعليقات