كشف النّقاب، اليوم الأحد، عن مقطع آخر من الفيديو الذي وثّق الجنديّ الإسرائيليّ يطلق الرّصاص الحيّ على الشّهيد عبد الفتّاح الشّريف بينما كان جريحًا ملقًى على الأرض دون حراك، ظهر فيه الجنديّ يصافح المتطرّف باروخ مارزل، حينما باشروا بنقل الجثمان.
وظهر في الفيديو مقطعًا وثّق أيضًا من قبل ناشط يعمل في منظّمة 'بتسيلم'، يتبع قائده بعد أن أعدم الشّريف. وخلال تغطية جثمان الشّهيد ونقله إلى سيّارة الإسعاف، بدا الجنديّ الذي أقدم على إعدام الشّريف، يتقدّم نحو عوفر أوحنا، النّاشط في تنظيم 'هتسلاه يوش' اليمينيّ و'حفيريم لشعات تساراه'، لتبادل الحديث معه.
وفي هذه الأثناء تقدّم نحو الاثنين النّاشط اليمينيّ المتطرّف، باروخ مرزيل، الذي رصدته عدسات الكاميرا، لثوانٍ معدودات، يصافح الجنديّ، بينما ربّت الأخير على يده.
ورفضت عائلة الجنديّ التّطرّق إلى هذا التّوثيق.
وأشارت توثيقات أخرى بعدسات الكاميرات أنّ الجنود الإسرائيليّين الآخرين، ممّن حضروا مكان الجريمة، تصرّفوا بكلّ هدوء وتؤدة وبشكل طبيعيّ، إلى درجة أنّ أحدهم قام بربط حذائه بالقرب من جثمان الشّهيد!
ويزعم الجنديّ أنّه أقدم على خطوته 'خوفًا على حياته'، على حدّ قوله، مضيفًا أنّه قام بتنفيذ إطلاق الرّصاص بينما كان الشّريف حيًّا، زاعمًا أنّه خاف على حياته.
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيليّ (غالي تساهل) اليوم الأحد، أنّ تحقيقًا عسكريًّا قامت به يشير إلى أنّ الجنديّ الذي أقدم على قتل الجريح الشّريف، صرّح لأحد زملائه قبيل تنفيذ الإعدام أنّ 'المخرّبين' على حدّ تعبيره، 'يستحقّون الموت'.
وتجدر الإشارة إلى أنّ استطلاعًا أجرته القناة الثّانية للتلفزيون الإسرائيليّ أظهر أنّ غالبيّة الجمهور (57%) يؤمنون أنّه لم يتوجّب اعتقال الجنديّ والتّحقيق معه، مقابل 32% أيّدوا اعتقاله. بينما عرّف 42% من المستجوبين سلوك الجنديّ على أنّه 'مسؤول'، مقابل 24% ممّن يعتقدون أنّ سلوك الجنديّ كان 'ردًّا طبيعيًّا لحالات الضّغط'، وقال 19% قالوا إنّ سلوك الجنديّ كان شاذًّا عن القاعدة، و 5% عرّفوا خطوة الجنديّ على أنّها قتل، كما تتّهمه النّيابة العسكريّة.
اقرأ/ي أيضًا| نتنياهو عن إعدام الشريف: أخلاقيات جنودنا عالية!
وأبرقت والدة الجنديّ الإسرائيليّ المتّهم بالقتل برسالة إلى وزير الأمن الإسرائيليّ، موشيه يعالون، طالبته بإعادة ابنها، مشدّدة على أنّه هو أيضًا قام بالخطوة نفسها، التّأكيد على مقتل أبو جهاد، كما جاء في رسالتها، في إشارة لخليل الوزير الذي خطّط وأقدم يعالون على اغتياله في تونس، عام 1988.
التعليقات