زعم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي اليوم، الأحد، أن أخلاقيات جنود الاحتلال الإسرائيلي عالية، وذلك في إشارة إلى الجندي الذي أعدم الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف بإطلاق رصاصة قاتلة على رأسه وهو ممدد على الأرض مصابا بجراح خطير وعاجز عن الحركة.
وينضم نتنياهو بذلك إلى جوقة اليمين، من وزراء وأعضاء كنيست ومستوطنين، التي اعتبرت أن قيام الجندي بإعدام الشريف مبررا، وأنه لا ينبغي فتح تحقيق مع الجندي، الذي تبين أنه يحمل أفكارا يمينية متطرفة ضد الفلسطينيين ومن أنصار رموز الفاشيين الإسرائيليين، مثل الحاخام المأفون مئير كهانا، ورئيس حركة 'ليهافا' الإرهابية بنتسي غوبشطاين، وعناصر اليمين في البؤر الاستيطانية في الخليل.
واعتبر نتنياهو أن 'تفنيد أخلاقيات الجيش الإسرائيلي هو أمر مرفوض وشائن. وجنود الجيش الإسرائيلي يحافظون على قيم أخلاقية عالية وهم يحاربون بشجاعة قتلة متعطشين للدماء في ظروف عملياتية صعبة. إنني متأكد من أنه في أي حال من الأحوال، وفي هذه الحالة أيضا، التحقيق الذي يتم إجراؤه حول ملابسات الحادث (المقصود جريمة الإعدام) يأخذ بعين الاعتبار كل الظروف ذات الصلة. يجب علينا جميعا أن ندعم رئيس هيئة الأركان العامة والجيش الإسرائيلي وجنودنا الذين يحافظون على أمننا'.
وفي غضون ذلك، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم عن تفاصيل جديدة من التحقيق مع الجندي القاتل. فقد أفاد أحد جنود القوة التي تواجدت في موقع إعدام الشريف، في شهادته أمام محققي الشرطة العسكرية، بأنه مرّت 11 دقيقة منذ إطلاق جنود الاحتلال النار على الشريف وزميله رمزي القراوي، بادعاء تنفيذهما عملية طعن أسفرت عن إصابة جندي بجروح طفيفة، وحتى إعدام الشريف. وقال الجندي الشاهد إن الجندي القاتل قال له إن 'المخرب الذي طعن زميلنا يجب أن يموت'.
وأضاف الجندي الشاهد أنه حاول تهدئة الجندي القاتل وقال له إن الجندي المصاب جراحه طفيفة وسيكون على ما يرام. وبعد أن قال الجندي القاتل إن 'المخرب الذي طعن يجب أن يموت'، أبلغ الجندي الشاهد الضابط بهذه الأقوال.
ورغم أن هذه الشهادة تكشف نية الجندي بالقتل العمد، إلا أن رئيس حزب 'البيت اليهودي' ووزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، زعم أن 'هذا الجندي ليس قاتلا. ومجرد طرح هذا البند واستخدام عبارة ’القتل المتعمد’ يدل على ارتباك أخلاقي عميق'. وكان يشير بينيت بذلك إلى تبليغ أحد المحققين للجندي، أثناء تمديد اعتقاله أول من أمس، الجمعة، بأنه مشتبه بالقتل العمد.
وأعقب جريمة إعدام الشريف تصريحات منددة من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، ووزير الأمن، موشيه يعلون، وذلك بعد نشر منظمة 'بتسيلم' الحقوقية شريطا مصورا لواقعة الإعدام، وأكد اتهامات للجيش بممارسة الإعدام الميداني بحق فلسطينيين جرحى أو عاجزين عن الحركة. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية أشرطة مصورة حول إطلاق ضابط إسرائيلي النار على معتقل فلسطيني في بلعين وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين، وقيام شرطي بإعدام منفذ عملية طعن في يافا، الشهر الماضي، وهو جريح ولا يقوى على الحركة.
ووصف وزيرة القضاء الإسرائيلي، أييليت شاكيد، اليوم، الانتقادات الإسرائيلية لجريمة الجندي القاتل بأنها 'تصريحات منفلتة' من جانب سياسيين ووسائل الإعلام. وبررت شاكيد الجريمة بالادعاء أن 'جنودنا موجودون في وضع ليس بسيطا، ويمنعون بأجسادهم عمليات كثيرة. ويجب جعل الجيش يحقق بهدوء'.
اقرأ/ي أيضًا | الجيش الإسرائيلي يؤكد أن الشريف لم يحمل حزاما ناسفا
كذلك برر رئيس حزب 'يسرائيل بيتينو' أفيغدور ليبرمان، قائلا إنه 'ربما يخطئ جندي في ال19 من عمره في ترجيح الرأي، لكن هذا لا يبرر تهجم رئيس الحكومة ووزير الأمن عليه'. وهاجم ليبرمان 'بتسيلم' قائلا إن 'هذه جماعة من الخونة بكل معنى الكلمة'.
التعليقات