02/05/2017 - 22:06

هل سيطالب ترامب عباس بالتعهد بالتعاون مع مبادرته؟

أعضاء مجلس السينات الجمهوريون ليندزي غراهام ومارك روبيو وتوم كوتون ينضمون إلى نتنياهو في مطالبة ترامب بأن يطلب من عباس وقف دفع مخصصات لعائلات الشهداء والأسرى في سجون الاحتلال

هل سيطالب ترامب عباس بالتعهد بالتعاون مع مبادرته؟

قال مسؤول أميركي كبير إن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سوف يطلب من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في لقائه معه في البيت الأبيض، يوم غد الأربعاء، التعاون مع المبادرة السياسية التي ينوي تحريكها في الشهور القريبة بهدف تجديد ما يسمى "عملية السلام" في الشرق الأوسط، المجمدة منذ نيسان/ أبريل من العام 2014.

ونقل مراسل صحيفة "هآرتس" في الولايات المتحدة عن المسؤول الأميركي قوله إن ترامب "يريد أن يحصل على تعهدات من عباس بالعمل مع الولايات المتحدة في محاولتها تحريك جهود السلام إلى الأمام".

يشار إلى أن عباس، وبعد مشاورات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، قد وصل اليوم إلى واشنطن، ومن المقرر أن يمكث هناك ثلاثة أيام. وبعد اللقاء مع ترامب، يتوقع أن يدليا ببيانات لوسائل الإعلام، بيد أنه ليس من الواضح، بحسب الصحيفة، أن يستغل ترامب الحديث كي يصرح للمرة الأولى منذ دخوله إلى البيت الأبيض بحق إقامة دولة فلسطينية.

كما يتوقع أن يجتمع عباس مع وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، ومع عدد من أعضاء الكونغرس، وممثلين لعدة تنظيمات يهودية في واشنطن.

تجدر الإشارة إلى أن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، كان قد وصف اللقاء مع ترامب بأنه "مهم جدا". وبحسبه فإن عباس سوف يؤكد أمام ترامب على الحاجة إلى الدفع بالعملية السياسية على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية التي تمت المصادقة عليها مجددا في القمة العربية في الأردن، قبل نحو شهر.

يذكر أن ترامب سوف يجتمع مع عباس بعد أن اجتمع، خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ومع الملك الأردني والرئيس المصري وولي ولي العهد السعودي وزعماء عرب آخرين.

وكان مسؤول أميركي كبير في البيت الأبيض كان قد صرح أنه بعد أن تحدث ترامب هاتفيا مع عباس، فقد رغب في إجراء لقاء معه وجها لوجه من أجل فحص كيف يمكن التقدم في "عملية السلام".

وقال المسسؤول الأميركي إن "الدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط، وفي إطار ذلك التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، يأتي في رأس سلم أولويات ترامب".

وأضاف أنه لهذا السبب وضع معالجة هذه القضية بيد اثنين من المقربين منه، صهره جاريد كوشنر؛ ومبعوث المفاوضات الدولية جيسون غرينبلات. وبحسبه فإن ترامب يعتقد، بشكل شخصي، أن تحقيق السلام ممكن، وأنه حان الوقت لعقد صفقة، باعتبار أن ذلك يوفر السلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين، كما سيدوي ذلك بشكل إيجابي في أنحاء الشرق الأوسط والعالم".

وبحسب المسؤول نفسه فإن ترامب يتركز في تحقيق تقدم حقيقي، بيد أن ذلك يتطلب تجديد المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مضيفا أن "أي اتفاق سلام مستقبلي يجب أن يكون نتيجة مفاوضات مباشرة بين الطرفين، وبموافقتهما".

وأضاف، بما يشير إلى مواصلة استفراد إسرائيل بالسلطة الفلسطينية "نحن نستطيع تقديم المساعدة، وتوفير الدعم للتقدم باتجاه اتفاق سلام، ولكننا لا نستطيع أن نفرض حلا على الإسرائيليين أو الفلسطينيين، كما أن أيا من الطرفين لا يستطيع أن يفرض اتفاقا على الطرف الآخر".

إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية يتابع تطورات اللقاء المرتقب بين عباس وترامب. وخلال الأيام الأخيرة، أطلق نتنياهو تصريحات عبر وسائل الإعلام، موجهة إلى البيت الأبيض والكونغرس والرأي العام الأميركي، تركز فيها على تحويل أموال من السلطة الفلسطينية إلى عائلات الشهداء والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وكان نتنياهو قد أجرى مقابلة، قبل أكثر من أسبوع، مع شبكة "FOX" المحافظة، طالب فيها السلطة الفلسطينية بوقف دفع هذه المخصصات لعائلات الشهداء والأسرى إذا كانت ترغب بالسلام. على حد قوله. وكرر نفس التصريحات في مناسبة إحياء ذكرى القتلى الإسرائيليين.

يشار إلى أن تصريحات نتنياهو هذه تأتي على خلفية اقتراح قانوني يجري التداول به في الكونغرس الأميركي، والذي يطالب السلطة الفلسطينية بوقف دفع المخصصات لعائلات الشهداء والأسرى. وقد بادر إلى اقتراح القانون السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام، الذي طالب بوقف التمويل الأميركي للسلطة الفلسطينية إلى حين تتوقف السلطة عن دفع رواتب للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى صلة، كتب غراهام، وعضوا مجلس السينات الجمهوريان ماركو روبيو وتوم كوتون، اليوم، إلى ترامب يطالبانه بطرح قضية مخصصات الأسرى أمام عباس.

وادعى ثلاثتهم أن "الولايات المتحدة لا تستطيع أن ترى في السلطة الفلسطينية شريكا للسلام، وأن تأخذ بجدية طموح عباس للسلام، طالما ظلت السلطة تحول ملايين الدولارات سنويا لتمويل وتشجيع الإرهاب".

وأضافوا "أن الحديث ليس عن سياسة غير رسمية، حيث أن دفع هذه المخصصات جزء من القانون في السلطة الفلسطينية". وحثوا ترامب على أن "يوضح لعباس، خلال اللقاء، ضرورة وقف هذه السياسة". بحسبهم.

التعليقات