08/08/2017 - 09:55

لتجاوز القيود الدولية: إسرائيل تطور مدفعا لإطلاق القذائف العنقودية

شركة "إلبيت" الإسرائيلية تطور مدفعا لإطلاق قذائف عنقودية محظورة دوليا بعدما رفضت ألمانيا التعهد بعدم فرض قيود على استخدام مدفع من صنعها لإطلاق هذه القذائف الفتاكة، التي تنطلق منها قنابل صغيرة وبعضها لا ينفجر ويتحول إلى ألغام خطرة على المدنيين خصوصا

لتجاوز القيود الدولية: إسرائيل تطور مدفعا لإطلاق القذائف العنقودية

(أ.ب.)

قرر الجيش الإسرائيلي اقتناء مدفع، ستطوره شركة إسرائيلية، يمكنه من أجل تجاوز قيود القانون والمعاهدات الدولية على إطلاق قذائف عنقودية المحظورة عالميا. وذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء، أن القرار الإسرائيلي جاء في أعقاب وصول معلومات إلى جهاز الأمن مفادها أن ألمانيا تضع قيودا على استخدام مدفع من صنعها لإطلاق قذائف عنقودية. وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي استخدم طوال الأربعين عاما الماضية مدافع من صنع أميركي لإطلاق هذه القذائف.  

يشار إلى أن أكثر من 100 دولة وقعت على معاهدة دولية تحظر استخدام القذائف العنقودية، لكن إسرائيل ليست بين هذه الدول. والقذائف العنقودية ممنوعة دوليا كونها تتسبب بمقتل وإصابة مدنيين. فلدى إطلاق القذيفة العنقودية يخرج منها عدد كبير من القنابل الصغيرة، وأحيانا لا تنفجر هذه القنابل وتصبح بمثابة ألغام تهدد المدنيين خصوصا.

ونقلت "هآرتس" عن ضابط إسرائيلي كبير مُسرّح وخبير بالموضوع، قوله إن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين أدركوا أنه لن يكون بالإمكان الحصول على تعهد حكومة ألمانيا بعدم فرض قيود على استخدام المدافع الألمانية. وطالبت إسرائيل بـ"استقلال مطلق" في استخدام المدافع ووصفت ذلك بأنه مطلب جوهري.  

واستخدم الجيش الإسرائيلي القذائف العنقودية في حرب لبنان الثانية، في العام 2006، بشكل واسع، حيث أطلق الآلاف من هذه القذائف على الأراضي اللبنانية، وأسفرت عن مقتل وجرح مئات اللبنانيين. وبعد الحرب بأربع سنوات دخلت المعاهدة الدولية لحظر استخدام وصنع وحيازة القذائف العنقودية حيز التنفيذ. وإضافة إلى إسرائيل، رفضت التوقيع على هذه المعاهدة كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند وباكستان.

ووفقا للصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي بحث العام الماضي، بعد عشر سنوات على حرب لبنان الثانية، مواصلة استخدام القذائف العنقودية، وقرر الاستمرار في استخدامها، خاصة في حرب واسعة النطاق.

يشار إلى أنه جرى استخدام القذائف العنقودية في كوسوفو ولاوس والعراق وأفغانستان. وقالت وثيقة صادرة عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الجيش الأميركي سيمتنع بعد العام 2018 عن استخدام القذائف العنقودية التي تبلغ نسبة عدم انفجار قنابلها الصغيرة 1% (واحد بالمئة).

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل ستتأثر من سياسات دول في العالم في هذا السياق، رغم عدم توقيعها على المعاهدة الدولية بحظر استخدام القذائف العنقودية، وذلك لأن القانون الأميركي يحظر تصدير أو مساعدات عسكرية بالذخيرة والتكنولوجيا العنقودية التي تطلق منها قنابل صغيرة لا تنفجر. وتسعى إسرائيل إلى تطوير قذائف عنقودية تتلاءم مع القانون الأميركي الجديد.

واشترى الجيش الإسرائيلي العام الماضي مئات القذائف الصاروخية العنقودية، والتي نسبة عدم انفجار القنابل الصغيرة فيها هي 0.01%، معتبرا أنه بذلك يلتزم بالمعاهدة الدولية.    

وكانت وزارة الأمن الإسرائيلية أعلنت في نيسان/أبريل الماضي عن أن شركة "إلبيت" ستطور وتصنع المدفع الذي سيستخدمه الجيش الإسرائيلي لإطلاق القذائف العنقودية في مصنعها الواقع في بلدة يوكنعام، جنوب حيفا. لكن بعد مشاورات بين وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، ورئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، تقرر تجميد قرار صنع المدفع، وإعادة دراسة الموضوع، من خلال تشكيل لجنة خاصة، برئاسة اللواء افيف كوخافي.

وسلمت لجنة كوخافي توصياتها إلى ’يزنكوت قبل أسبوعين، وجاء فيها أنه لا توجد حاليا إمكانية لاستبدال المدافع المستخدمة حاليا، وأنه ينبغي تطوير مدافع جديدة. وصادق آيزنكوت وليبرمان على هذه التوصيات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس الماضي، أن ليبرمان صادق على توصية الجيش بالتزود بالمدفع الجديد لإطلاق القذائف العنقودية والذي ستطوره وتصنعه شركة "إلبيت". وبحسب بيان الجيش، فإن مدفع القذائف العنقودية "سيشكل سلاحا مركزيا في البرية".

 

التعليقات