05/07/2018 - 22:35

فضيحة: عملية الموساد "الخاصة" ليست أكثر من شراء في مزاد

أعلن الموساد الإسرائيلي، اليوم الخميس، أنه أعاد في عملية خاصة، نفذها مؤخرًا، ساعة اليد التي ارتداها الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أعدم في سورية عام 1965.

فضيحة: عملية الموساد

الجاسوس الإسرائيلي - إيلي كوهين

تبيّن أن "العملية الخاصة" التي نفذها "مقاتلو الموساد بحزم وشجاعة"، على حد تعبير نتنياهو، لاستعادة ساعة اليد التي ارتداها الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أعدم في سورية عام 1965، لم تكن سوى عملية شراء عادية في مزاد أحد مواقع التسوق على الإنترنت.

وكان الموساد الإسرائيلي، قد أعلن مساء اليوم،  الخميس، أنه أعاد في عملية خاصة، نفذها مؤخرًا، ساعة اليد التي ارتداها الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أعدم في سورية عام 1965.

وجاء الكشف عن تفاصيل "عملية الموساد الخاصة" (الاشتراك في مزاد تسوق)، في تصريحات أدلت بها أرملة كوهين لإذاعة الجيش الإسرائيلي، حيث قالت: "لقد أخبرنا الموساد قبل بضعة أشهر بأنهم وصلوا إلى ساعة كوهين التي كانت على وشك أن تباع".

وأضافت: "لا نعرف أين، في أي مكان، وفي أي بلد. بعد ذلك أبلغونا أنهم حصلوا عليها، بالطبع قام الموساد بشرائها".

كما أشارت ابنة كوهين في حديث لها عبر إذاعة 103FM، إلى الطريقة التي استعاد من خلالها الموساد الساعة، وقالت: "لا أعلم إذا ما كان سمح بنشر ذلك، لكن الساعة كانت معروضة للبيع في دولة معادية وتم شراؤها عبر الإنترنت".

وأضافت أن "شخصًا ما توجه للموساد وأكد ان لديه الساعة، الموساد أجروا الدراسات والاختبارات اللازمة للتاكد من كونها ساعة كوهين، وبعد ذلك قاموا بشرائها".

وما أن أعلن الموساد عن استعادة الساعة، حتى أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بيانًا يهنئ من خلاله عناصر الموساد على ما اعتبره "عملهم الحازم والشجاع الذي أعاد إلى إسرائيل تذكارا من مقاتل عظيم قدم الكثير لتعزيز أمن دولة إسرائيل".

فيما قال رئيس الموساد يوسي كوهين: "لن ننسى إيلي كوهين أبدا. نحن على اتصال دائم وحميم مع زوجته وعائلته. إيلي ارتدى ساعة اليد هذه في سورية حتى اليوم حين تم إلقاء القبض عليه وكانت الساعة جزء من هويته العربية المزيفة".

وبحسب الموساد، ارتدى كوهين الساعة حتى لحظة إعدامه في دمشق في الـ18 من أيار/ مايو 1965.

وأشار إلى أن الساعة تم الاحتفاظ بها في "دولة معادية" (لم يحددها)، وأن الموساد نفذ عملية خاصة لإعادتها.

وتابع أنه بعد استعادة الساعة، أجرى اختبارات دقيقة في وحدة البحث والاستخبارات التابعة للموساد، وتأكد أن الساعة هي نفسها التي ارتداها كوهين طوال فترة مكوثه في سورية، واعتبرت جزءًا من شخصيته "العربية" المزيفة هناك.

ساعة يد الجاسوس الإسرائيلي (لاعام)

وسلم الموساد الساعة التي تم عرضها مؤخرًا في المتحف الخاص بعناصر الموساد، إلى عائلة الجاسوس الإسرائيلي.

تجدر الإشارة، إلى أن كوهين ولد في مصر، وطرد من هناك عام 1957، فهاجر إلى إسرائيل. وفي العام 1959 تم تجنيده للوحدة 188 في دائرة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، والتي كانت تعمل على تجنيد عملاء وجمع معلومات ومهمات خاصة في دول تعتبرها إسرائيل معادية لها.

وفي العام 1961 أرسل إلى الأرجنتين لتوفير غطاء له بمزاعم أنه أرجنتيني من أصل سوري باسم كمال أمين ثابت. وفي نهاية العام نفسه أرسل إلى أوروبا كممثل لشركة بلجيكية ليتم إرساله إلى سورية.

وفي كانون الثاني/ يناير من العام 1962، وصل كوهين للمرة الأولى إلى سورية، وسكن في دمشق. وأنشأ علاقات وثيقة مع كبار المسؤولين في النظام السوري في تلك الفترة، وتمكن من الحصول على معلومات استخبارية خاصة حول الجيش السوري ونشاطه، وعن هضبة الجولان، وعملية اتخاذ القرار من قبل النظام. وفي العام 1963 نقلت الوحدة التي كان يعمل فيها من الاستخبارات العسكرية إلى الموساد للاستخبارات والمهمات الخاصة.

وفي كانون الثاني/ يناير من العام 1965 اقتحمت قوات الأمن السورية شقة كوهين في دمشق، وتم اعتقاله بينما كان يبث معلومات استخبارية لمشغليه في إسرائيل. وبعد شهرين قدم للمحاكمة، وصدر الحكم بإعدامه شنقا، ونفذ الحكم في الثامن عشر من أيار/ مايو من العام 1965.

وعرضت قضية استعادة رفاته في جولات المفاوضات في التسعينيات من القرن الماضي، وكذلك خلال المفاوضات بين إسرائيل وسورية في فترة ولاية إيهود أولمرت في رئاسة الحكومة في السنوات 2007 حتى العام 2008.

 

التعليقات