15/07/2018 - 07:21

هدوء حذر بعد إعلان حماس والجهاد التهدئة

مسؤول كبير في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية: "الحقائق في الميدان هي وحدها التي تحدد كيف نستمر في الرد" * "العربي الجديد": التوصل إلى التهدئة أتى بعد اتصالات مصرية وقطرية وأممية تركزت على حركتي حماس والجهاد الإسلامي

هدوء حذر بعد إعلان حماس والجهاد التهدئة

مدينة غزة، أمس (أ ب)

قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد منتصف الليلة الماضية وبعد ساعات معدودة من إعلان "التهدئة"، مواقعًا ادعى أنها لراجمة قذائف تابعة لحركة حماس، وبزعم الرد على قذائف أطلقت من قطاع غزة المحاصر، رغم التقارير الإسرائيلية الواردة بقبول رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، بشروط التهدئة مع فصائل المقاومة في غزة إثر وساطة مصرية وأممية.

ودوت بعد منتصف الليلة الماضية، صافرات الإنذار بالمجلس الإقليمي "إشكول" و"شعار ونيغيف" و"سدروت"، وقال الاحتلال إن 4 قذائف أطلقت من قطاع غزة باتجاه البلدات الإسرائيلية وأن منظومة القبة الحديدية اعترضت إحداها، فيما سقطت الثلاث قذائف الأخرى في مناطق مفتوحة.

وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد، إلغاء التعليمات الخاصة لسكان النقب في المجالس الإقليمية بالقرب من المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، وأصدرت تعليمات تفيد بأنه بإمكان السكان ممارسة حياتهم كالمعتاد.

وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن الحكومة الإسرائيلية قبلت شروط وقف التصعيد، التي وافقت عليها حماس والجهاد مع طرف ثالث (وساطة دولية – وفقًا للمصدر)، بما في ذلك وقف الغارات على قطاع غزة، دون أن تكشف عن مصدرها في هذا الصدد، أو شروط الاتفاق.

فيما نقلت "هآرتس" عن مسؤول كبير في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قوله إن "الحقائق في الميدان هي وحدها التي تحدد كيف نستمر في الرد".

يأتي ذلك بعد ساعات من الهدوء في قطاع غزة، مساء السبت، بعد أن أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي التوصل إلى اتفاق بوساطة مصرية لوقف التصعيد الإسرائيلي ضد القطاع غزة، بينما أفاد الإعلام الإسرائيلي أن إسرائيل قبلت الاتفاق الذي جاء بوساطة مصرية وأممية.

ومنذ فجر السبت، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات على عدة مواقع تابعة لحماس وأراضٍ زراعية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، بزعم الرد على إطلاق صواريخ من القطاع على بلدات إسرائيلية محيطة بالقطاع.

وتشير التوقعات إلى أن تثير "التهدئة" جدلا واسعًا داخل المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)​​، خاصة بين وزير التعليم نفتالي بينيت، الذي قدم لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مؤخرا، خطة عامة بشأن قطاع غزة.

ويعتقد بينيت أن وقف إطلاق النار سيزيد من قوة حماس في القطاع، وأن "إسرائيل لن تكون -جراء ذلك- قادرة على مواجهة التهديد الذي تفرضه حماس على جنوبها؛ ما قد يجبرها على الدخول في جولة أخرى من القتال خلال الأشهر القادمة".

وكتب بينيت على "تويتر" بعد منتصف الليلة الماضية يقول: "بعد شهرين من الحرائق ومئات الصواريخ على سكان غلاف غزة، المعادلة التي بموجبها تملي حماس علينا وقف إطلاق النار هي خطأ فادح. لقد أوضحت قبل شهرين أن ضبط النفس يخلق تصعيدًا".

وتابع يقول: "أولئك الذين يتعمدون انتهاك سيادتنا يفرضون علينا حرب استنزاف مستمرة ومتواصلة، يجب أن يُطلب من الجيش الإسرائيلي التصرف بقوة ودقة".

وفي حين ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن التوصل إلى التهدئة أتى بعد اتصالات مصرية وقطرية وأممية تركزت على حركتي حماس والجهاد الإسلامي، أعلن المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم، في تصريح لـ"الأناضول"، "أن جهودًا من أطراف عدة بذلت منذ بداية التصعيد والقصف الإسرائيلي على غزة لوقف العدوان، توجت بنجاح الجهد المصري في العودة إلى التهدئة ووقف التصعيد".

وذكرت "هآرتس" أن مسؤولي المخابرات المصرية ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى المنطقة، نيكولاي ملادينوف، قضوا يوم السبت على الهاتف؛ حيث واصلوا اتصالت مع الجانبين في غزة وإسرائيل للتوصل إلى وقف التصعيد العسكرية.

وادعت صحيفة "يديعوت أحرنوت" نقلا عن مصادر في قطاع غزة، إن المخابرات المصرية قررت التدخل في الموقف وتواصلت مع قيادة حماس في محاولة لوقف التصعيد العسكري بين قطاع غزة وإسرائيل.

ووفقاً للمصادر، فإن المصريين على اتصال مع نائب زعيم حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية، والقيادي في الحركة روحي مشتهى، وكان الاثنان في القاهرة منذ بداية الأسبوع لإجراء محادثات مع رؤساء المخابرات المصرية حول استئناف المصالحة الفلسطينية.

 

التعليقات