24/08/2018 - 13:57

كآبة ليبرمان: "لا علاقة لي بتسوية غزة"

تصريحات ليبرمان ضد التسوية اليوم تأتي رغم تأييده إجراء مفاوضات مع حماس عبر أطراف دولية وإقليمية، لكن تهجمات بينيت ضده وضد هذه المفاوضات، ومعارضة مصوتي اليمين لها، جعلته قلقا على مصيره بالانتخابات المقبلة

كآبة ليبرمان:

(أرشيفdm - أ.ب.)

يبدو أن وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أصيب بنوبة كآبة، في الأيام الأخيرة، وتتعلق بمفاوضات التهدئة وتخفيف الحصار في قطاع غزة الجارية بين إسرائيل وحماس بوساطة دولية وبين أطرافها مصر والأمم المتحدة، وعبر عنها اليوم، الجمعة، خلال جولة قرب السياج الأمني المحيط بالقطاع. وقال ليبرمان إن لا علاقة له بهذه المفاوضات ولا علاقة له بتسوية كهذه، تشمل هدنة بين إسرائيل وفصائل المقاومة، وعلى رأسها حماس، وتخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع جراء الحصار عليه.

ولعل مصدر تصريح ليبرمان هو أنه رغم تأييده المفاوضات، بتوصية من الجيش الإسرائيلي، خلال اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، الأسبوع الماضي، إلا أن تصريحاته، اليوم، جاءت مناقضة لموقفه في الكابينيت. وتشي تصريحاته بأنها ناجمة عن كآبة سياسية – حزبية – داخلية، في أعقاب التلاسن بينه وبين رئيس حزب "البيت اليهودي" ووزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيتن، الذي هاجمه بسبب المفاوضات مع حماس. وقال بينيت، مطلع الأسبوع الحالي، إنه بالمفاوضات "أختار ليبرمان استسلاما سيجلب الحرب علينا جميعا".

كذلك، أظهر استطلاع نُشر هذا الأسبوع أن أغلبية مصوتي اليمين الإسرائيلي، أي ناخبي الأحزاب التي يتشكل منها الائتلاف الحكومي، لا تؤيد مفاوضات مع حماس، الأمر الذي جعله يصرح في الأيام الأخيرة ضد المفاوضات. ويشار إلى أن الاستطلاعات، في السنة الأخيرة، تؤكد تراجع شعبية ليبرمان وحزبه "يسرائيل بيتينو"، وحتى أن بعضها شككت في احتمال تجوزه نسبة الحسم. ويأتي كل ذلك في وقت يجري الحديث فيه عن انتخابات عامة مبكرة بداية العام المقبل.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليبرمان، خلال زيارة لكيبوتس "كيسوفيم"، قوله إنه "لم أكن ضالعا في كل موضوع التسوية، ولا أؤمن بالتسوية"، متفذلكا أن "التسوية الوحيدة هو الواقع الميداني". وأضاف أنه "رأينا في الأيام الأخيرة أن حماس تسيطر بشكل مطلق على ما يجري في غزة. الاحتجاج العفوي، السكان، كل هذا هو سيطرة مطلقة لحماس. وفي الأيام الأخيرة حلّ عيد (الأضحى) وكل العنف انخفض إلى صفر".

وتابع ليبرمان أنه يحاول فرض معادلة مرتبطة بالهدوء الأمني مقابل تحسين الوضع الاقتصادي في القطاع. يجب أن تكون علاقة مباشرة، وهذه هي الرسالة الهامة التي نحاول تمريرها لسكان غزة، الذين يهتمون بكسب الرزق وإطعام عائلاتهم". ومضى مهددا أنه "إذا ساد هدوء اليوم (الجمعة موعد مسيرات العودة)، فستبقى المعابر مفتوحة، وإذا لم يسد الهدوء فستغلق".

واستطرد ليبرمان، في محاولة لمغازلة ناخبي اليمين، أنه "نريد الهدوء الأمني أولا. وإذا قررنا أنه لا خيار وينبغي شن عملية عسكرية، فإننا سنحدد التوقيت والشروط. حماس هي منظمة إرهابية هدفها القضاء على إسرائيل ولذلك ليس مهما ما الذي سنتحدث حوله معها. وأننا نتحدث (مع حماس) عن طريق المصريين يعني أنه لن يحدث تقدما أو تسويات جديدة حتى حل قضية الأسرى والمفقودين (جثتي الجنديين ومواطنين إسرائيليين). وإذا أرادت حماس التقدم إلى مكان ما، فالأسيرين والمفقودين أولا".

التعليقات