24/09/2018 - 00:11

روسيا أبلغت إسرائيل أن الهجمات في سورية تتعارض مع أهدافها

أكدت صحيفة "هآرتس"، مساء اليوم الأحد، بأن الكرملين أبلغ مسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أن مهاجمة أهداف في سورية يتعارض مع مصالحها في المنطقة، والتي تتمثل بحسم الحرب في سورية لصالح نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.

روسيا أبلغت إسرائيل أن الهجمات في سورية تتعارض مع أهدافها

"إيليوشين- 20" الروسية (أ ب)

ذكرت صحيفة "هآرتس"، مساء الأحد، بأن الكرملين أبلغ مسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أن مهاجمة أهداف في سورية يتعارض مع مصالحها في المنطقة، والتي تتمثل بحسم الحرب في سورية لصالح نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرسائل الروسية في هذا الشأن تكررت بشكل واضح ووصلت إلى المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، حتى قبل حادثة سقوط الطائرة الروسية "إيليوشين- 20" في سورية، الأسبوع الماضي، ومقتل 15 عسكريًا روسيًا كانوا على متنها.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية أن روسيا مررت الرسالة مؤخرًا بصورة أكثر حدّة، وأوضحت لإسرائيل أن مهاجمة الأهداف السورية يتنافى مع الهدف الروسي لتوطيد نظام الأسد في سورية، وأبلغتها أن القصف الإسرائيلي المتكرر لأهداف تابعة لجيش النظام السوري يضر بأهدافها.

وعلى الرغم من الرسائل التحذيرية الروسية، لم تغير إسرائيل من سياستها في سورية، واستمرت في هجماتها العدوانية التي ارتفعت وتيرتها مؤخرًا؛ وبينما كانت إسرائيل تتستر على أعمالها العسكرية في سورية، اعترفت مؤخرًا بأنها نفذت 200 ضربة جوية خلال العام ونصف العام الماضيين.

وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل راهنت على سياسة "ضبط النفس" الروسية تجاه هجماتها في سورية، على اعتبار أن المواقع التي تستهدفها تمنع التمركز العسكري الإيراني وإمدادات الأسلحة المخصصة لـ"حزب الله"، في الوقت الذي تجنبت فيه استهداف مواقع تتبع بصورة مباشرة لجيش النظام السوري.

ورغم أن الانطباع المتفائل الذي نقله مشاركون في البعثة الإسرائيلية التي أوفدها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، نهاية الأسبوع الماضي، إلى موسكو، وعلى رأسها قائد سلاح الجو عميكام نوركين، إلا أن نتائج التحقيقات التي أعلنت عنها وزارة الدفاع الروسية تشكك في الانطباع الذي خرج منه الوفد الإسرائيلي من النقاشات التي جرت في موسكو.

وفيما ذهب معظم المحللين العسكريين الإسرائيليين إلى أن "العقوبة الروسية" بمنعهم من التحليق في الأجواء السورية لن تطول، إلا أن الأصوات التي تحذر من أن هذه العقوبة ليست مجرد رسالة، وقد تؤدي بالفعل إلى تقييد حرية الطيران الحربي الإسرائيلي في الأجواء الروسية، تصاعدت في أعقاب الإعلان عن نتائج التحقيقات الروسية، وسط تخوفات إسرائيلية من استغلال إيران لهذا الوضع الجديد ونقل أسلحة إلى سورية ومنها إلى حزب الله في لبنان.

كما نقلت صحيفة "هآرتس" قلق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من القرار الروسي بفحص من جديد مدى نجاعة التنسيق الأمني بين البلدين الذي بدأ في تفاقية وقعت عام 2015 بين إسرائيل وروسيا، للحيلولة دون وقوع حوادث تصادم بين قوات الجانبين في سورية. ويعود القلق الإسرائيلي إلى التوقعات بتغييرات ستطالب بها روسيا في شكل التعاون مع إسرائيل.

وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن بوتين قد يستغل الحادث لفرض قواعد جديدة للعبة في سورية، بهدف تعزيز سيطرته ونفوذه في المنطقة، التي تضررت منذ اندلاع الحرب في البلاد.

وتخشى إسرائيل أنه حتى لو لم تطالب روسيا بالوقف الكامل للهجمات الإسرائيلية، فإنها يمكن أن "تؤثر على نشاط الجيش الإسرائيلي بطرق أخرى: المطالبة بالتنسيق قبل تنفيذ هجمات إسرائيلية بوقت أبكر، مما تم الاتفاق عليه عام 2015 أو إغلاق المجال الجوي السوري بصورة شبه كاملة أمام المقاتلات الإسرائيلية، أو تزويد نظام الأسد بأنظمة دفاع جوي أكثر تقدمًا، وانتهاك إسرائيل لأي اتفاق جديد قد يفسر من قبل روسيا بأنه خرق للاتفاقات التي أبرمت معها، ما قد تكون عواقبه وخيمة".

وكان قائد تشكيلة الاستخبارات في سلاح الجو الإسرائيلي، العميد أوري أورون، قد قال في مقابلة نشرتها صحيفة "هآرتس"، يوم الجمعة الماضي، إن "التدخل الجوي الروسي في سورية حسم الحرب لصالح الأسد، بكل تأكيد. هل الوجود الروسي يقيد عمليات سلاح الجو؟ هذا يضع تحديا أمامنا. وعلينا أن نكون دقيقين. وهذا لا يعني أن سلاح الجو يحلق في سماء إسرائيل فقط".

وقال أورون "تنشط مقابل إسرائيل أربع قوى في الحلبة السورية، وهي روسيا وإيران ونظام الأسد وحزب الله، وأن هذه القوى تعمل بمستويات تنسيق مختلفة وتكون متناقضة أحيانا، وأضاف "الديناميكية تتغير. وعلينا أن نفترض أنه يوجد تغيير دائم ورصده وقت حدوثه. وما رأيته في أيار/مايو الماضي لا يفترض أن أراه في كانون الأول/ديسمبر المقبل. والتغيير الكبير الحاصل في الأشهر الأخيرة هو عودة سيادة النظام إلى أجزاء واسعة في الدولة".

وألمحت تقارير إعلامية إسرائيلية في الماضي إلى وجود اتفاق روسي – إسرائيلي يسمح للأخيرة بقصف أهداف في الأراضي السورية. وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، الجمعة الماضي، بشكل صريح إن نتنياهو، يحاول حاليا إنقاذ تفاهمات بينه وبين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتقضي بأن "لا تسقط إسرائيل شعرة من شعر رأس (رئيس النظام السوري بشار) الأسد. وفي المقابل، بوتين لن يعيق إسرائيل من العمل ضد إيران كما تشاء. هكذا كانت الصفقة التي ستُمتحن الآن".

يأتي ذلك وسط تصاعد حدة الأزمة العسكرية بين إسرائيل وروسيا، بعد أن حملت الأخيرة إسرائيل كامل المسؤولية عن حادثة الطائرة التي أسقطتها الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري، في بيان شديد اللهجة اعتبر خلاله المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية أن "تصرفات طياري المقاتلات الإسرائيلية، تدل إما على عدم مهنيتهم، أو على الأقل، على الاستهتار الإجرامي".

التعليقات