15/02/2019 - 17:29

استطلاع: الليكود الأقرب للمتديّنين لا الأحزاب الدينيّة

يسود الاعتقاد بأن انزياح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين له ارتباط وثيق بتعاظم ظاهرة التدين وازدياد نسبة المتدينين والمحافظين دينيًا في إسرائيل، ورغم تكاثر الأحزاب السياسية الدينية التي تتزاحم على أصوات هذه الفئات، إلا إن حزب الليكود هو الأقوى بينها.

استطلاع: الليكود الأقرب للمتديّنين لا الأحزاب الدينيّة

نتنياهو وحرديون (مكتب الصحافة الحكومي)

يسود الاعتقاد بأن انزياح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين له ارتباط وثيق بتعاظم ظاهرة التدين وازدياد نسبة المتدينين والمحافظين دينيًا في إسرائيل، ورغم تكاثر الأحزاب السياسية الدينية التي تتزاحم على أصوات هذه الفئات، إلا إن حزب الليكود اليميني الحاكم يحصل على حصة الأسد من هذه الأصوات، إضافة إلى أنها تشكّل ركيزة ثابتة للمعسكر الذي بات يؤيد حكمه ويحولُ دونَ إحداث تغيير سياسي في إسرائيل.

وتعتبر ظاهرة التدين، من أبرز التحولات التي قادت تهميش قوة "اليسار" الصهيونيّ، وما كان يعرف بمعسكر السلام، لصالح هيمنة الليكود والمعسكر الذي يقوده على الحكم في إسرائيل، ومن جملة التغييرات تلك، تحوّلاتٌ أخرى شهدها المجتمع الإسرائيلي في العقود الأخيرة ديمغرافيًا واجتماعيًا، أبرزها تنامي دور الشرقيين وأفول نجم الصهيونية العلمانية، مقابل صعود نجم الصهيونية الدينية.

وفي هذا السياق، أظهر بحث شامل أجري في إطار مشروع "يهودية إسرائيلية"، ونشرت نتائجه صحيفة "معاريف"، اليوم، الجمعة، أن نصف الذين يعرفون أنفسهم على أنهم "يمينيّون"، ينتمون لشريحة المتدينين بألوانها المختلفة التي تمتد من المتدينين الليبراليين وحتى الحريديين.

وكان البحث قد كشف، كذلك، أنّ 34% من الإسرائيليين يعرفون أنفسهم كـ"يمين- يمين"، هذا ناهيك عن من يعرفون أنفسهم كـ"يمين- وسط" أو "وسط"، علما بأن 19% من الإسرائيليين يعرفون أنفسهم كـ"محافظين دينيا"، مقابل 39% يعرّفون أنفسهم كعلمانيين.

ويستدل من البحث أنّه في حين تبلغ نسبة المصوتين المحتملين لـ"البيت اليهودي" أو "اليمين الجديد" في حي يسكنه علمانيون يهود 14%، فإنّ نسبة هؤلاء في مستوطنة يسكنها متدينون متشددون تبلغ 71%.

ويظهر البحث أنّ الليكود يتمتع بأفضليّة بين المصوتين العلمانيين والمحافظين وحتى المتدينين الليبراليّين، في حين أن المنافسة على هذه الفئات كانت في انتخابات الـ2015 بينه وبين حزب "كولانو"، أما في هذه الانتخابات فدخل منافس جديد هو حزب "اليمين الجديد"، الذي سيجتذب أصواتًا من القطاع العلماني- الديني، على حساب الليكود و"كولانو".

أما في أوساط اليمينيّين المتدينين، فإن الأفضلية كانت في انتخابات 2015 لحزب "البيت اليهودي"، ولكن الكثيرين من هذا القطاع صوتوا، أيضًا، لليكود، وفي هذه الانتخابات تتنافس على أصواتهم أحزاب "البيت اليهودي"، "تكوما"، و"اليمين الجديد" والليكود.

وتظهر النتائج أنّ الليكود حصل على أكثر من 50% من أصوات المحافظين دينيا، وعلى 39% من أصوات المتدينين الليبراليين وعلى 28% من أصوات المتدينين، وعلى 20% من أصوات المتدينين المتشددين.

ويستدل من المعطيات أنّ "البيت اليهودي"، بقيادة بينيت وشاكيد، فاق الليكود فقط في أوساط المتدينين، بحصوله على 39% مقابل 28% لليكود، وفي أوساط المتدينين المتشددين، بحصوله على 22% مقابل 20% لليكود.

وفي المحصلة، فإنه باستثناء الأحزاب القطاعية المتمثلة بأحزاب الحريديين والصهيونية الدينية، فإنّ الليكود يستفيد من حالة التدين العامة التي تكتنف إسرائيل، والتي مردّها تراجع الثقافة الليبرالية بين أوساط واسعة في الشارع، والاتجاه إلى نزعة المحافظة الدينية، علمًا أنّ الخاسر الأكبر من هذه التحولات هما حزبا "العمل" و"ميرتس"، اللذان يصنفان مع القيم الليبرالية غير الدينية وحتى المناهضة للدين، ما يعني أنّ هناك تناسبا طرديا بين التحول الاجتماعي والتراجع السياسي في قوة "اليسار"، يهدد بتآكله نهائيا.

التعليقات